واشنطن تنعى المعارضة السورية المسلحة...بداية الفشل النهائي لخططها

واشنطن تنعى المعارضة السورية المسلحة...بداية الفشل النهائي لخططها
الخميس ١٥ فبراير ٢٠١٨ - ٠٤:٥٦ بتوقيت غرينتش

تصريحات رئيس الاستخبارات الوطنية الأمريكية الأخيرة حول عدم قدرة المعارضة السورية المسلحة على إسقاط حكم الرئيس بشار الأسد لا شك أنها بمثابة نعوة وفاة هذه المعارضة التي لم تعُد قادرةً على القتال بعد الخسائر التي مُنِيَت بها على يد الجيش السوري المدعوم بالقوات الجوية الروسية، وبالتالي هو إقرار غير مباشر بفشل مخططات واشنطن في الحرب على سوريا.

العالم - مقالات وتحليلات

وفي هذا الاطار قال المحلل السياسي والخبير الاستراتيجي الدكتور طالب إبراهيم لـ"سبوتنيك" أنّ "الولايات المتحدة الأمريكية دخلت في حسابات خاطئة ضد سوريا منذ عام 2011 حين ظنّت والدول الحليفة لها بأنّ نظام الحكم في سوريا سيسقط خلال أسابيع أو أشهر ومرت أعوامٌ وأعوام وها هو العام الثامن قد دخل والميزان العسكري والاستراتيجي يتبدّل بصورة كبيرة جداً لصالح الدولة السورية".

واشار خلال حديثه إلى أنّ " كلام رئيس الاستخبارات الأمريكية بمثابة نعي لمشروع التغيير الإجرامي الذي أرادت واشنطن إحداثه في سوريا كما هو نعيٌ لمشروع ما يسمى "الربيع العربي"، وبالتالي هو إعلانُ نصرٍ غير مباشر للحكومة السورية وحلفائها وأصدقائها". وقد فشلت أجهزة الاستخبارات الأمريكية والصهيونية ومعها استخبارات الدول العربية التي استهدفت سوريا، فشلاً ذريعاً في الحرب على سوريا معلوماتياً وإعلامياً وعسكرياً عندما صنعوا "داعش" والإرهابيين الذين قضى الجيش السوري المدعوم بالقوات الجوية الروسية عليهم. وعندما حاكوا مئات الحيل والألاعيب .

وتابع طالب بأنّ: "الفشل بات الآن للقوة العسكرية الأمريكية بشكل مباشر عندما دخل حلفاء سوريا الأقوياء وأصبحت أمريكا عاجزةً بالمعنى الفعلي عن تحقيق أهدافها الاستعمارية ومراكز الدراسات الاستراتيجية الأمريكية والعديد منها وثيقة الصلة بالإدارة الأمريكية تقول أن واشنطن باتت غير قادرة على شن حرب ضد روسيا أو إيران، ولهذا اتبعت سياسة الحرب بالوكالة ضد الدولة السورية و وكلاؤها هم الإرهابيون ولكنها فشلت في ذلك أيضاً وها هم اليوم يعلنون فشلهم على لسان وزير الاستخبارات".

ولفت إلى أنّ "أمريكا ما تزال ماضيةً في مخططاتها التقسيمية رغم ذلك وما تفعله في الشرق السوري له تداعياتٌ خطيرة جداً على واشنطن، بمعنى أنّ مئات آلاف الجنود الأمريكان الذين كانوا متواجدين في العراق خرجوا مهزومين مدحورين فما معنى وجود ألفي جندي أو ثلاثة آلاف أو حتى عشرة آلاف جندي. سيخرجون كما خرجوا من العراق وربما بنفس الطريقة في النهاية".

وراى ان بعض الدول لا تعتبر من تاريخها ولا تتعلم من أخطائها أو من دروس التاريخ وهذا الأمر ينطبق على الولايات المتحدة واضاف : ان "تصريحات قادة محور المقاومة تؤكد بصورة واضحة أنه سيتم إخراج الأمريكيين من سوريا شاؤوا أم أبوا، وذلك يتزامن مع عدم قدرة واشنطن في الذهاب إلى أي حرب جديدة أو أي تورط عسكري مباشر محفوف بالمخاطر الكثيرة. ولذلك ربما تعتمد على وكلاء إقليميين لأهداف جديدة، وربما تعود لمبدأ تشتيت القوة أو تشتيت الجهد العسكري بالتزامن مع استخدام وكلاء داخليين .. ولكنها كما هزمت بالأمس سهزم اليوم وفي المستقبل".

109-1