كيف تتجسس «غوغل» على مليارات البشر في كل أنحاء العالم؟

كيف تتجسس «غوغل» على مليارات البشر في كل أنحاء العالم؟
الأحد ١٨ فبراير ٢٠١٨ - ١٠:٣٠ بتوقيت غرينتش

تستخدم شركة التكنولوجيا العالمية الأشهر والأكبر «غوغل» أحدث الوسائل التقنية من أجل تتبع المستخدمين والتجسس عليهم ومعرفة معلوماتهم وبياناتهم، ومن بين ذلك أن محرك البحث التابع للشركة يقوم بتسجيل كافة عمليات البحث التي يقوم بها الشخص ويقوم بالاحتفاظ بها، وهو ما يعني أن من الممكن معرفة الأمور التي كان يفكر فيها ويبحث عنها أي شخص في أي لحظة كانت.

العالمالعالم الرقمي

ورغم أن الاحتفاظ بعمليات البحوث التاريخية والسابقة يشكل ميزة لكثير من المستخدمين، ويمكن الاستفادة منها إيجاباً، فان هذه الميزة يمكن أن تتحول إلى الضد في حال تمت مراجعة عمليات البحث السابقة التي قام بها المستخدم.

ويتيح محرك البحث «غوغل» للمستخدم إمكانية مشاهدة ما قام بالبحث عنه منذ أول مرة قام بتسجيل الدخول إليه.

ويمكن مشاهدة ما بحثت عنه في «غوغل» خلال يوم أو شهر أو سنة من خلال صفحة النشاطات، حيث كل ما عليك هو الانتقال إلى صفحة النشاطات الخاصة بك، ثم نشاطي على «غوغل» ومن الممكن أن يُطلب منك إدخال اسم المستخدم لحساب «غوغل» بالإضافة إلى كلمة السر، وبعد تسجيل الدخول ستنتقل إلى صفحة النشاط الخاصة بك.

وبعد تسجيل الدخول، سوف يتم عرض جميع نتائج البحث الأخيرة التي قمت بها، كما يمكنك ضمن قسم «اليوم» تحديد الخدمة التي ترغب في عرض السجل لها وسيظهر لك سجل البحث من الأحدث إلى الأقدم.

ولعرض سجل الصفحات التي زرتها مؤخرا، حدد على عرض الحزمة أو عرض العنصر من القائمة الموجودة على يمين الصفحة ثم مرر إلى أسفل الصفحة.

ثم عليك استخدام مربع البحث الموجود في أعلى الشاشة للعثور على صفحة معينة زرتها في الماضي، كما يمكنك استخدام ميزة التصفية حسب التاريخ لإجراء بحث أكثر تحديداً.

أما حذف صفحة من السجل، فيتم من خلال قسم «اليوم» حيث يمكنك تحديد الخدمة التي تريد حذف السجل منها، ولحذف سجل صفحة واحدة أو عدد قليل من الصفحات التي زرتها مؤخرا ما عليك سوى التحديد على عرض الحزمة أو عرض العنصر من القائمة على اليمين، ثم حدد الصفحة التي تريد حذفها، ثم قم بالنقر على الثلاث نقاط الموجودة على يسار القسم الذي تريد حذف الصفحة منه، ثم اضغط على «حذف». ويمكن تكرار هذه العملية لجميع الصفحات التي تريد حذفها.

أما إذا أراد المستخدم حذف مجموعة معينة من التواريخ، فعليه ابتداء التوجه إلى قسم حذف النشاط حسب الموجود في يمين الصفحة، وسوف يشاهد 3 خيارات:

الخيار الأول يتيح لك اختيار مجموعة مقترحة من التواريخ.

الخيار الثاني يسمح لك لتحديد نطاق معين من التواريخ.

الخيار الثالث يسمح لك لتصفية المحتوى المحذوف وفقا للمنتج أو الخدمة.

وبعد تحديد الخيارات التي يريدها المستخدم عليه التحديد على زر الحذف الموجود أسفل الصفحة.

وللعثور على الصفحة التي زرتها في الماضي، استخدم مربع البحث أعلى الشاشة، حيث يمكنك استخدام التصفية حسب التاريخ وميزة المنتج لإجراء بحث أكثر تحديدا، وبعد تحديد الإدخالات التي تريد حذفها استخدم الخطوات المذكورة نفسها في قسم حذف صفحة من السجل.

وإذا كنت ترغب في تعطيل عملية «التتبع» فاتبع الخطوات التالية:

اتجه إلى قسم عناصر التحكم في النشاط الموجود في أعلى يمين الصفحة الرئيسية.

ابحث عن نشاط الويب والتطبيقات.

انقر على رمز الإيقاف المؤقت وحدد علامات الاختيار لتبديلها.

قم بتأكيد قرارك مع كل قسم إذا طلب منك ذلك. ويمكنك الوصول إلى هذا القسم بسرعة بالانتقال مباشرة إلى قسم عناصر التحكم في الأنشطة، والجدير بالذكر أنه في حال لم تسجل الدخول إلى أية خدمة من خدمات «غوغل» فلن يتم تسجيل سجل بحث الويب.

تجسس عبر الهواتف

وثار سابقاً الكثير من الجدل حول عمليات التتبع والتجسس التي تقوم بها «غوغل» لمستخدميها، حيث أن الأخطر من تتبع عمليات البحث هو عمليات التجسس على مستخدمي الهواتف المحمولة الذكية العاملة بنظام «آندرويد» والمملوك بالكامل لشركة «غوغل».

وكانت جريدة «دايلي ميل» كشفت العام الماضي أن مساعد «غوغل» الصوتي يتجسس على المستخدمين، ويقوم بتسجيل كل ما يقولونه، إذ صُمم في الأساس لإعطاء المستخدمين الفرصة للتحدث مع عدد من الأجهزة المختلفة، وإرسال أوامر لها بالبحث عبر الإنترنت وتشغيل التطبيقات والقيام بوظائف تفاعلية أخرى.

وكجزء من هذه العملية، تحتفظ «غوغل» بنسخ من المقاطع الصوتية التي يتم إنشاؤها في كل مرة يقوم المستخدم فيها بتنشيط الجهاز المزود بالمساعد الشخصي، ولكن تبين أن الثرثرة الخلفية قد تكون كافية لتحريك التسجيل، إذ يُسجل المحادثات تلقائيا دون تفعيله.

وحرصت الشركة الأمريكية على الترويج لمساعدها الصوتي في الأسابيع الأخيرة، أثناء حدث إطلاق هواتف «بيكسل» في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، كما تم تمكين المساعد الصوتي أيضاً على عدد كبير من الهواتف التي تعمل بنظام التشغيل «آندرويد».

ونشرت الصحيفة البريطانية عدداً من الرسائل التي تضم محادثات تظهر كيف يُسجل المساعد الصوتي المحادثات الخاصة بالمستخدم دون أن يعرف، ومن الأمثلة مستخدم قام المساعد الصوتي بتسجيل كلمة السر الخاصة بنظام دخول الباب الخلفي لمنزله أثناء دردشته مع صديق.

وقال متحدث باسم الشركة: «نحن نُفعل البحث الصوتي بعد أن يفهم المساعد الشخصي أن عليه العمل من خلال قول كلمة أوك غوغل». وتستخدم «غوغل» المقتطفات الصوتية لتحسين جودة التعرف على الكلام عبر البحث، فالتسجيل المحيط لا ينتقل أبدا إلى السحابة، حسب ما تقول الشركة.

ويقول موقع دعم «غوغل» أن الشركة تسجل صوتك والصوت الآخر، بالإضافة إلى بضع ثوان من الصوت المحيط قبل وعند تنشيط الخدمة، ثم يتم حفظ الصوت في حسابك فقط عند تسجيل الدخول ويتم تشغيل ميزة «الصوت والنشاط الصوتي» كما يمكن حفظ الصوت حتى عندما يكون الجهاز غير متصل.

 

آلاف التطبيقات الضارة

وكانت دراسة متخصصة أظهرت أن ثلاثة أرباع التطبيقات المتوافقة مع نظام «آندرويد» يقوم طرف ثالث بمراقبة مستخدميها، وذلك بعد أن نفذ القائمون على الدراسة متابعة دقيقة لمئات التطبيقات.

وأوضحت الدراسة، التي أجرتها المنظمة الفرنسية للبحث «إكسودوس بريفاسي» ومختبر الخصوصية في جامعة ييل الأمريكية أن هناك تقنيات مختلفة مثبتة داخل التطبيقات تقوم بجمع المعلومات الشخصية عن المستخدمين، وذلك من أجل استهدافهم بالإعلانات.

وأضافت أن تطبيقات نظام التشغيل آندرويد مثل تيندر وأوبر وتويتر وسكايب وسبوتيفاي تقوم باستعمال برمجيات مراقبة سرية غير معروفة لمستخدمي النظام في وقت تثبيت التطبيق.

وأشارت إلى أنه تم العثور على نحو 25 برمجية تعقب من أصل 44 معروفة من قبل المنظمة الفرنسية للبحث ضمن التطبيقات الـ 300 التي جرى تحليلها.

وأوضح الباحثون أن هناك تطبيقات ينظر إليها على أنها نظيفة وخالية من برمجيات التعقب، لكنها تحتوي ببساطة على مثل هذه البرمجيات، التي قد تكون غير معروفة بعد لمجتمع الأمن والخصوصية.

وأضافوا أن العديد من التطبيقات الشائعة تحتوي على خدمة «كراشليتيكس» المملوكة لغوغل، والعاملة بشكل أساسي على تحليل وتعقب تقارير تعطل التطبيقات، كما أنها توفر إمكانية التعرف على المستخدمين وما يفعلونه.

ووفقا للدراسة، يمكن لبرمجيات التعقب الأخرى الأقل استخداما على نطاق واسع الذهاب أبعد من ذلك بكثير، واستشهدت بمزود التتبع الفرنسي «FidZup» الذي يوفر تكنولوجيا قادرة على الكشف عن وجود الهواتف المحمولة، وبالتالي مكان وجود أصحابها باستعمال نغمات الموجات فوق الصوتية، إلا أنه لم يعد يتم استعماله منذ نجاحه في تتبع المستخدمين من خلال شبكات «واي فاي» البسيطة.

وهذه ليست المرة الأولى التي يكشف فيها عن عمليات مراقبة وتجسس تتم من خلال الهواتف المحمولة العاملة بنظام «آندرويد» حيث سبق أن خلصت دراسة تقنية إلى رصد أكثر من 100 تطبيق خاص ببطاريات الهواتف الذكية يمكنها أن تسرب معلومات المستخدم إلى جهة ما، كما يمكن من خلال هذه التطبيقات تتبع المستخدم المستهدف وتحديد مكان تواجده بدقة.

وبفضل التطبيقات التجسسية التي تتيح تتبع الأفراد والمستخدمين يمكن معرفة مكان الشخص بالتحديد دون أن يكون متصلاً بشبكة الانترنت ودون أن تكون خاصية «جي بي أس» مفعلة على هاتفه المحمول، فضلاً عن أن التطبيقات المشار إليها تتيح للجهة التي تقوم بالتجسس الحصول على العديد من البيانات الموجودة على الهاتف.

وحسب الباحثين فان أكثر من 100 تطبيق هاتفي جميعها تستخدم للعمل مع بطاريات الهاتف، لديها القدرة على تجميع حركات الشخص وتحديد تنقلاته وأماكن تواجده، وبالتالي يمكن استخدامها كأدوات تتبع لأي شخص مستهدف.

وكانت شركة «غوغل» الأمريكية العملاقة التي تمتلك نظام «آندرويد» قد اعترفت مؤخراً بأنها تقوم بتتبع وتحديد المكان بالنسبة لمستخدمي الهواتف المحمولة الذكية والأجهزة العاملة بهذا النظام الذي هو الأوسع انتشاراً حالياً حيث يتم استخدامه من قبل 1.5 مليار إلى ملياري جهاز حول العالم.

واعترفت الشركة أنها تقوم بتتبع مليارات المستخدمين في مختلف أنحاء العالم وتحدد مواقعهم من دون موافقتهم أو علمهم، أما المفاجأة الأهم والأكبر فهي أن عملية التتبع تتواصل من قبل «غوغل» حتى لو قام الشخص باختيار «عدم تحديد المكان» في هاتفه المحمول، وحتى لو أزال بطاقة الخط الهاتفي «simcard» من جهازه.

المصدر: القدس العربي

216-104