"هتش" تبتلع "جتس" في ريف حلب الغربي والاخير يرد في ادلب

الخميس ٢٢ فبراير ٢٠١٨ - ٠٥:٠٢ بتوقيت غرينتش

انتقل غربان الشمال من مربع الأفراد إلى مربع الفصائل والجبهات، فإلقاء التحية ببعض العبوات الناسفة هنا وهناك لم يعد يفي بالغرض، وبالفعل كما كان متوقعاً اشتعلت مناطق سيطرة الفصائل المتشددة، ونهشت الغربان بعضها البعض.

العالم - مقالات

يبدو أن تصفية القيادي في (هيئة تحرير الشام) “أبو ايمن المصري” على يد (حركة نور الدين الزنكي) منذ أكثر من أسبوع سرعت من تسلسل الأحداث، لتؤدي إلى صدام تام بين (هيئة تحرير الشام) وفرقائها في التنظيمات الأخرى، ولخوفهم من تفرد (هيئة تحرير الشام) بكل تنظيم على حدى، سارعت (حركة نور الدين الزنكي) و (حركة أحرار الشام) بالاندماج تحت مسمى (جيش تحرير سوريا) وانضم لهم بعض التنظيمات الإرهابية الصغيرة.

وفي جديد التناحر الفصائلي شن تنظيم (هيئة تحرير الشام) هجوماً موسعاً على التنظيم الوليد (جيش تحرير سوريا) في ريف حلب الغربي، مسيطراً على بلدات أرحاب وعويجل والحوتة وبشفانين ومحينية وكفر داعل ودحشان وتدور اشتباكات بين الطرفين في محيط مدينة دارة عزة التي تسيطر عليها (هيئة تحرير الشام)، ولأن السكوت على الضيم ليس من شيم التنظيمات الإرهابية، شن تنظيم (جيش تحرير سوريا) هجوماً معاكساً على مناطق (هيئة تحرير الشام) في ريف إدلب وسيطر التنظيم المهاجم على بلدات أريحا وترملا والمسطومة وأورم الجوز ووادي الضيف بعد معارك عنيفة دارت بين الطرفين، فيما تستمر الاشتباكات العنيفة في بلدة معرة النعمان ومعظم قرى خطوط التماس بينهما في ريف إدلب وريف حلب الغربي.

وبحسب نشطاء تستخدم الدبابات والمدرعات والرشاشات الثقيلة بكثافة في المعارك الدائرة بين الطرفين على أكثر من جبهة.

وطبعاً كما جرت العادة يتبادل طرفا التناحر التخوينات والاتهامات بجملة من التصريحات المتناقضة تكون إما ببيانات رسمية أو على لسان قادتها المزعومين.

ومن المتوقع أن تتطور الأحداث لتشمل كامل الريف الإدلبي وريف حلب الغربي، فهذه المعركة ليست كسابقتها، بل حُضر لها لأشهر من كلا الطرفين، وتسخنت النفوس والجبهات بعشرات عمليات التصفية الفردية بالعبوات والكواتم واللواصق، فهل يقضي إحداهما على الأخر؟

هذه ليست المعركة الأولى ولا الأخيرة بين التنظيمات الإرهابية في منطقة الشمال، فلتحيا حرب الإرهاب على الإرهاب، علماً أن ديمومتها مرتبطة بدخول الجيش السوري وتحريره كامل البلاد.

محمد كحيلة /  دمشق الآن

109-4