في شمال أفريقيا..

نائب تونسي يكشف مخططا قطريا لدعم شبكات مشبوهة

نائب تونسي يكشف مخططا قطريا لدعم شبكات مشبوهة
الخميس ٢٢ فبراير ٢٠١٨ - ٠٧:٤٧ بتوقيت غرينتش

كشف نائب في البرلمان التونسي امس الأربعاء، عن تفاصيل تتعلق بتحويلات بنكية قطرية تمت عبر ضابط قطري متقاعد مقيم في تونس؛ بهدف دعم شبكات إرهابية وإيصال جماعة الإخوان المسلمين للحكم”.

العالم-تونس

وفي تصريحات صحفية، أوضح النائب عن كتلة الحرية في البرلمان التونسي، مروان الفلفال، تفاصيل ما واجهه من “مماطلة وتستر في الحصول على إجابات تتعلق بتلك التحويلات القطرية”.

بصفته عضوًا في اللجنة المالية بالبرلمان التونسي، التي تتولى الدور الرقابي على عمل الحكومة، قدم الفلفال في شهر يونيو 2017 سؤالًا عن مدى دقة ما كشفه متحدث الجيش الليبي، أحمد المسماري، عن ضلوع بنوك تونسية في تحويلات قطرية “ذات طابع إرهابي”.

 لكن البنك المركزي، كما قال النائب الفلفال لموقع “الوطن التونسي”، أجاب بالعموميات التي تم التستر عليها في البرلمان، ولم يتم تسليمها للنائب صاحب السؤال، الذي بادر بتكرار السؤال ليقوم البرلمان مرة أخرى بالتستر والتحفظ عليه ولم يتم رفع التحفظ عن الجواب، إلا بعد استقالة محافظ المركزي وتغييره.

أسباب التستر والمماطلة

وكشف نائب “كتلة الحرية” أن سؤاله كان بالضبط عن مجموعة تحويلات مالية منسوبة إلى ضابط قطري على حساب مفتوح في بنك تونس. وفي إجابة عامة، جاءت توصية بعدم النشر، خاصة الأسماء والوثيقة بذريعة الموانع القانونية.

ويفسّر النائب الفلفال تستر البرلمان التونسي، في حينه، على تفاصيل شبكة التحويلات الاستخبارية القطرية للإخوان المسلمين، بكون رئاسة البرلمان مكونة من توافق بين حزب النهضة التابع للإخوان وحزب حركة “نداء تونس”، وكلاهما يحرص على التغطية عما جرى في تونس في فترة حكم “الترويكا”، المؤلفة من ائتلاف الإخوان وأحزاب المؤتمر والتكتل، والذي حكم تونس بعد خروج الرئيس زين العابدين بن علي.

اختراق الجيش التونسي

ما كشفه النائب التونسي من تفاصيل عزّزت ما كان أعلنه الناطق باسم الجيش الليبي، أحمد المسماري في يونيو 2017، عن أن أموالًا تقارب 4.5 مليار دينار تونسي (حوالي ملياري دولار) كانت حولت عبر بنوك تونسية، بينها بنك الإسكان، إلى العسكري القطري المتقاعد سالم علي الجربوعي (52 عامًا)، وأن هذه الأموال صدرت العام 2014، من حساب متفرع لدى سفارة قطر في تونس باسم القوات المسلحة القطرية، التي تنتهي عند رئيس الأركان آنذاك حمد بن علي العطية الذي يشغل حاليًا منصب وزير الدفاع.

وأضاف النائب الفلفال أن اللجنة التونسية للتحليلات المالية في البنك المركزي التونسي رصدت حزمة عالية شملت عسكريين تونسيين انتفعوا من هذه المبالغ، أي أن الشبكة الإرهابية كانت تتضمن برنامجًا قطريًا لاختراق الجيش التونسي.

ويشير النائب عن حزب كتلة الحرية إلى أنه “يجري الآن تشكيل مجموعة من الشخصيات الوطنية لتشكيل لجنة تحقيق برلمانية في هذه القضية الوطنية التي جرى التستر عليها طويلًا”، ثم تحريكها على مستوى الرأي العام؛ لكشف المتورطين فيها من عسكريين ومدنيين، وتقصي ما إذا كانت هناك حالات مماثلة استخدمتها قطر لدعم الإخوان المسلمين، وتمويل عمليات إرهابية.

يشار إلى أن القضية نفسها موجودة أيضًا منذ يونيو 2017 لدى القضاء العسكري، وأن تحريكها نيابيًا الآن يرمي إلى توفير الضمانات؛ لكي يتم البحث والتقاضي دون ضغوطات، وفق النائب الفلفال.

وكان وزير الدفاع التونسي، فرحات الحرشاني، عقّب في يونيو 2017 على تصريحات الناطق باسم الجيش الليبي أحمد المسماري، بالقول إنه سيتم التثبت مما قيل، في إشارة إلى المعلومات المرتبطة بأنشطة استخبارية قطرية في تونس وتحويلات مالية.

ولم يكن نائب كتلة الحرية، الفلفال، وحده الذي حرّك هذا الملف المسكوت عنه، فقد أعلن النائب الصحبي بن فرج أن كتلته البرلمانية تدعو لتنوير الرأي العام حول ملابسات القضية.

 وكشف بن فرج، عبر صفحته على شبكة التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، جزءًا من تفاصيل المراسلة، التي كانت تمت مع محافظ البنك المركزي، مؤكدًا أن البنك المركزي قام بتجميد كل حسابات الضابط القطري موضوع الشبهة (4.5 مليون دينار تونسي) وذلك بتاريخ 24 يوليو/تموز 2015، لافتًا إلى أن وزارة الدفاع التونسية استمعت إلى أقوال هذا الضابط القطري، وقررت إحالة ملفه إلى القضاء.

وقد أظهرت التحقيقات التونسية أن الضابط الجربوعي كان مكلفًا بالإشراف على مخيمات اللاجئين الليبيين بالذهبية بالجنوب التونسي، وأن حسابه الجاري فتح في 15 يوليو 2011 وحضر يومها للبنك مصحوبًا بحماية عسكرية، وأن هناك حسابًا آخر باسم حمد عبد الله المري (قطري) وثالثًا باسم حمد جابر غانم الكبيسي (قطري) وأنهما وكّلا سالم الجربوعي للسحب والإمضاء.

 شبكة تجسس واختراق عسكري

النائب عن حزب نداء تونس، منجي الحرباوي، قال إن التحقيقات اللاحقة أظهرت وجود شبكة تجسس واسعة، واختراق لشخصيات مجتمع مدني من قبل الضابط القطري، مشيرًا إلى أنه قام بتقديم منح مالية لبعض وسائل الإعلام.

وزاد على هذه التفاصيل بالقول إنه يوم 13 أكتوبر 2014 تقدم شخص قطري الجنسية يدعى سالم علي الجربوعي إلى بنك الإسكان، فرع المرسى، وطلب سحب مبلغ 550 ألف يورو من حسابه الجاري ببنك الإسكان فرع تطاوين.

وأضاف أن ضخامة المبلغ أثارت علامات استفهام لدى الموظفين بالبنك الذي قام بإرسال إشعار في شبهة تلقي الجربوعي تحويلات مالية مشبوهة بفرع البنك بتطاوين ناهزت 8 مليارات من العملة الأجنبية.

وتابع أن الجهات المختصة في وزارة الداخلية قامت بالتقصي عن الجربوعي لتكتشف أنه يقيم علاقات بعدد من الأطراف الدينية المتشددة، من بينها جمعية “الحياة الخيرية”.

وكشفت تحريات وزارة الداخلية تولي عسكريين تونسيين، وهما قيس بن عبد الرحمن موسى، وتوفيق بن غالي الغالي، سحب أموال ضخمة من الحساب البنكي الخاص بالقطري سالم الجربوعي.

وأوضح النائب الحرباوي أن اللجنة التونسية للتحليلات المالية برئاسة حبيب بن سالم، أفادت بوقوع عمليات سحب لأموال ضخمة من الحساب البنكي للقطري الجربوعي بقيمة 3 مليارات في فترة وجيزة.

وأظهرت التحقيقات أن عمليات السحب قام بها أشخاص تونسيون وقطريون لا علاقة لهم بالحساب الجاري وهم على التوالي: التونسيون العقيد قيس موسى، ووالده عبد الرحمن موسى، والعسكري توفيق غالي، وزبير الفضيلي، والقطريون عبد الله حسن الكواري والحاج الهادي وحمد بن عبد الله المري وحمد جابر غانم الكبيسي.

كما يشار إلى أن ثلاثة من الأسماء القطرية الأربعة، مدرجة في كشوف الإرهابيين المعممة إقليميًا ودوليًا.

وقال النائب الحرباوي إن التحقيقات في عمليات السحب أظهرت أنها كانت سحوبات مخالفة للقانون وتمت دون تفويض كتابي، كما لم يتم التدقيق على هوية الساحبين وأرقام هوياتهم وتواقيعهم في مخالفة لقوانين الصرف، وبما يظهر تواطأ يشي بتبييض الأموال.

وقد تبين أن الجهة التي مولت حساب الضابط القطري، الجربوعي، هي حساب بنكي مسجل باسم “القيادة العامة للقوات المسلحة القطرية”، مفتوح بالبنك القطري “QNB” فرع تونس العاصمة.

كما تبين أن الجربوعي يشغل منصب عميد بالجيش القطري، وهو مكلف بمهمة “ملحق عسكري بشمال أفريقيا” لدى المخابرات القطرية، ويشرف على أعمالها في موريتانيا والمغرب والجزائر وتونس وليبيا، دون أن تكون له صفة دبلوماسية، وأنه كان على علاقة مباشرة بقائد أركان القوات المسلحة القطرية، آنذاك، حمد بن علي العطية.

المصدر:ارم نيوز

113-2