اتهامات الفساد تضع نتنياهو أمام 6 سيناريوهات أحلاها مُر

اتهامات الفساد تضع نتنياهو أمام 6 سيناريوهات أحلاها مُر
الخميس ٢٢ فبراير ٢٠١٨ - ٠٢:٣٧ بتوقيت غرينتش

يبدو رئيس وزراء كيان الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمام 6 سيناريوهات رئيسة، إزاء توالي اتهامات الفساد التي توجهها الشرطة ضده، بيد أن “أحلى تلك الاحتمالات مُرٌّ”.

العالم - فلسطين المحتلة

ويقول خبراء بالشأن "الإسرائيلي"، إن الخناق بات يضيق أكثر وأكثر على نتنياهو، مع توالي فتح ملفات الفساد، التي يتهم بارتكابها.

السيناريو الأول، الذي يضعه الخبراء، هو الدعوة إلى انتخابات مبكرة، أما الثاني فهو البقاء في منصبه والدفاع عن نفسه إلى حين صدور قرار من المحكمة بإدانته، في حين أن الثالث هو أخذ إجازة من منصبه والتفرغ للدفاع عن نفسه أمام اتهامات الفساد الموجهة له.

أما السيناريو الرابع فهو الذهاب إلى حرب، لإشغال الساحة السياسية عن تلك الاتهامات، والسيناريو الخامس هو الاستقالة من منصبه.

ويختلف السيناريو السادس، عن سابقيه، في أنه قد يُفرض على نتنياهو، وذلك بانسحاب بعض الأحزاب المشاركة في الائتلاف الحكومي؛ ما يعني سقوط الحكومة وتشكيل حكومة جديدة أو التوجه إلى انتخابات مبكرة.

وتشير ترجيحات المحللين السياسيين في كيان الاحتلال، إلى اعتماد نتنياهو أحد السيناريوهيْن الأول والثاني، مع استبعاد السيناريوهات الثلاث الأخرى وخاصة الاستقالة من منصبه، في حين أن السيناريو السادس يتطلب مراقبة مواقف الأحزاب في الائتلاف الحكومي.

وقال المحلل والخبير في الشؤون "الإسرائيلية"، أنطوان شلحت، إن الاحتمالات السابقة كافة متوقعة. وأضاف “الوضع مفتوح على كل الاحتمالات، وهناك سيناريوهات قد يلجأ إليها نتنياهو وأخرى قد تفرض عليه، ومن الواضح إن الحبل قد بدأ يشتد حول رقبته”.

الدعوة إلى انتخابات مبكرة 

يقول شلحت، إن السيناريو الأول، يتيح لنتنياهو “إمكانية أن يلجأ إلى الدعوة لانتخابات مبكرة، علمًا أن بإمكانه خوض الانتخابات حتى وهو ملاحق من قبل الشرطة”.

وأضاف:”بإمكان نتنياهو في هذه الحالة أن يقول، إنه يريد أخذ تفويض من السكان بالاستمرار في منصبه، وعندها فإن السكان هو الذي سيحسم الموقف دون أن يعني ذلك وقف التحقيق ضده”.

وبنشره نتائج استطلاع للرأي العام "الإسرائيلي"، يظهر تفوق حزبه “الليكود”، فإن نتنياهو قد ألمح إلى احتمال أن يلجأ إلى سيناريو الانتخابات المبكرة.

واستنادًا إلى نتائج الاستطلاع، الذي نشره نتنياهو على حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي أمس الأربعاء، فإن حزب “الليكود” يحصل على 34 مقعدًا في أي انتخابات قد تجري اليوم (من أصل 120 مقعد)؛ ما يعني تعزيز موقعه مقارنة مع 30 مقعدًا حاليًا في الكنيست.

وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة يديعوت أحرونوت "الإسرائيلية" واسعة الانتشار، الأربعاء: “تعتقد أطراف مختلفة في الائتلاف والمعارضة أن الانتخابات باتت أقرب من أي وقت مضى”.

أما صحيفة “إسرائيل اليوم”، فكتبت “يعتقد الكثيرون في الكنيست أن نتنياهو لن يستقيل نتيجة التحقيقات الجنائية، ولكنه سيسعى إلى تبكير موعد الانتخابات من أجل الحصول على تفويض جديد من السكان.. ومن شأن تقدم الليكود في استطلاعات الرأي أن يساعد رئيس الوزراء في اتخاذ هذا القرار”.

وبدوره، قال رئيس حزب “المعسكر الصهيوني” المعارض آفي غاباي، أمس في تصريح صحفي:”انتهى عهد نتنياهو، يجب علينا الاستعداد للانتخابات قريبًا”.

ولكن قراره التوجه إلى انتخابات مبكرة، لا يعني نجاحه في رئاسة حزب “الليكود” الذي يتزعمه، إذ كتب يوسي فورتر في صحيفة “هآرتس”:” قد تجري انتخابات مبكرة بمبادرة منه في الأشهر المقبلة، بيد أنه من المشكوك فيه ما إذا كان سيصل إليها كرئيس لليكود، ومن المشكوك فيما إذا كان بإمكانه الفوز فيها، وهناك شك كبير بأنه سينجح في تشكيل ائتلاف في ظل الإدانة والسجن الذي يلوح في الأفق”.

وأضاف فورتر:”نتنياهو في طريقه ليصبح تاريخًا سياسيًا وشخصيًا، قاتمًا، ستحاول إسرائيل محوه من ذاكرتها الجمعية”.

البقاء.. ثم الدفاع 

ويرى شلحت، أن  السيناريو الثاني يتمثل في أنه بإمكان نتنياهو أن يبقى في منصبه، ويدافع عن نفسه طالما لم يصدر قرار عن المحكمة "الإسرائيلية" بإدانته بالتهم المنسوبة اليه.

وأضاف:”حتى وإن تم توجيه لائحة ضده، فإنه طبقًا للقانون الإسرائيلي بإمكان نتنياهو البقاء في منصبه إلى حين إدانته من قبل المحكمة”.

ولكن شلحت استدرك:”هذا الأمر يرتبط إلى حد كبير بتصرف المستشار القانوني للحكومة افيخاي ماندلبليت، فإذا ما قرر تسريع العملية القضائية فإن هذا سيحسم الأمر قبل انتهاء ولاية نتنياهو نهاية العام 2019″.

ولجأ نتنياهو في الأشهر الأخيرة إلى الدفاع عن نفسه أمام الاتهامات الموجهة ضده، نافيًا جميع الاتهامات ومتعهدًا ببقاء حكومته مستقرة.

وكتب ناحوم برنياع في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، “حقيقة أن نتنياهو يشعر بالضغط، لا تعني أنه لا يتعرض للاضطهاد، ليس فقط افتراض البراءة يقف إلى جانب نتنياهو، بل حتى العنصر الإجرامي في العديد من الادعاءات الموجهة ضده لا يزال غير راسخ، ومن المبكر جدًا وضع حد لدفاعه القانوني”.

وأضاف برنياع:” المشكلة هي التراكم، عندما يكون هناك الكثير من الغيوم السوداء في السماء، ترتفع فرصة المطر”.

أخذ إجازة من منصبه 

يشير المراقبون "الإسرائيليون"، إلى أن بإمكان نتنياهو أن يأخذ إجازة من منصبه، من أجل التفرغ للدفاع عن نفسه، وهذا هو السيناريو الثالث المتاح أمامه، وفي هذه الحالة فإن ذلك لا يعني انتخابات مبكرة، وإنما تشكيل حكومة جديدة قد يترأسها قيادي آخر من حزب “الليكود”.

وفي هذا الصدد، فقد دعا النائب من حزب “الليكود”، أورين حزان، أمس نتنياهو إلى الإعلان عن “حالة تعذر”، في إشارة إلى طلب خروجه في إجازة.

وقال حزان للإذاعة "الإسرائيلية": ” إن هذه الخطوة من شأنها أن تُجنب نتنياهو وحزب الليكود إرباكًا بالغًا”. مضيفا أن “على  الحكومة أن تختار الشخص الذي سيحل محل نتنياهو “.

وتابع حزان:” أخشى من أن الشبهات بالفساد قد تجعل حزب الليكود يفقد مقاليد الحكم”.

الاستقالة 

حول هذا الاحتمال، وهو السيناريو الرابع يقول شلحت، إن نتنياهو قد يلجأ إلى الاستقالة من منصبه، وهذا يستدعي أن ينتخب حزب “الليكود” زعيمًا جديدًا يقوم بتشكيل الحكومة الجديدة ضمن صيغة الائتلاف الحكومي الحالي، وهذا لا يستدعي بالضرورة انتخابات مبكرة ولكن احتمال الانتخابات قائم بقوة.

خيار الحرب 

يعتقد خبراء ومحللون "إسرائيليون"، أن نتنياهو وفي مسعاه للخروج من الورطة الحالية، قد يلجأ إلى خامس الاحتمالات المتاحة، ألا وهو الحرب.

ويرى شلحت أن” خيار الحرب، وارد بالنسبة لنتنياهو، فعندما تغرق السفينة، يحدث تخبط وهذا التخبط قد يؤدي إلى قرارات متسرعة”.

ولكن شلحت، تساءل عن مبررات الحرب، سواء ضد قطاع غزة أو لبنان، وشرعيتها في أعين "الإسرائيليين" في ضوء الاتهامات الموجهة إلى نتنياهو بالفساد؟.

وفي هذا الصدد، كتب المحلل العسكري تسفي بارئيل في صحيفة هآرتس "الإسرائيلية"، “لا يمكن تحمّل التصور بأن رئيس وزراء من هذا القبيل، بطة عرجاء في عيون الجمهور والعالم، سيتحمل المسؤولية عن القرارات المصيرية التي يمكن أن تقود إسرائيل إلى الحرب، أو الصراع مع دول الجوار والقوى العالمية”.

وأضاف بارئيل:”إذا كان هناك تهديد وجودي لإسرائيل، فينبغي اتخاذ قرار التعامل معه من قبل رئيس وزراء يتمتع بدعم غير مشروط، وغير مشبوه بخلط المصالح، رئيس حكومة، لن تضطر العائلات الثكلى بوجوده إلى سؤال أنفسها، عن ما إذا قتل أولادها بسبب تهديد خطير أو اتهامات فساد ضد رئيس الوزراء”.

تضعضع الائتلاف الحكومي

ليست الخيارات السابقة هي فقط المتاحة أمام نتنياهو، وإنما ما قد يفرض عليه من الائتلاف الحكومي الذي يقوده.

وقال شلحت في هذا السياق، “ثمة سؤال مطروح الآن عن موقف الأحزاب في الائتلاف الحكومي إزاء تعاظم اتهامات الفساد ضد نتنياهو وتحديدًا من قبل حزب (كلنا) برئاسة وزير المالية موشيه كاحلون”.

وأضاف:” إذا قرر الشركاء في الائتلاف أو أحدهم الانسحاب فهذا ينذر بسقوط الحكومة، وبالتالي إما انضمام حزب جديد إلى الحكومة وهذا مستبعد، أو التوجه إلى انتخابات مبكرة”.

وتابع، “إذا قررت أحزاب الائتلاف البقاء متجاهلة كل ما ينشر عن الفساد، فهذا يعني أن الحكومة ستبقى إلى أن يقرر نتنياهو أو المحكمة المصير”.

وأعلنت الشرطة "الإسرائيلية"، الأسبوع الماضي أنها أوصت بتوجيه لائحة اتهام ضد نتنياهو، بتهم تلقي الرشوة والخداع وخيانة الثقة في ملفي فساد.

وعادت الشرطة خلال الأيام الماضية، لتفتح ملفي فساد جديدين، لنتنياهو، يتعلق الأول بالاشتباه بحصول شاؤول ألوفيتش، مدير الموقع الإخباري “والا” (وكذلك مدير شركة بيزك للاتصالات) على امتيازات كبيرة، مقابل تقديم تغطية إخبارية إيجابية لنتنياهو وزوجته “سارة” في الموقع.

وفي هذا الصدد، وقّع المدير السابق لوزارة الاتصالات “شلومو فيلبر”، اتفاقًا مع النيابة العامة، للشهادة ضد نتنياهو مقابل عدم فرض عقوبة عليه.

أما القضية الثانية، فتتعلق بالاشتباه في عرض شخصية مقربة من نتنياهو على القاضية هيلا غرستيل، منصب المستشار القانوني للحكومة، لقاء إغلاق ملف المنازل المتعلق بعقيلة رئيس وزراء كيان الاحتلال سارة نتنياهو (ملف تحقيق قديم تم إغلاقه).

المصدر: ارم نيوز

6