كيف تواجه اليمن الأيديولوجية الأمريكية في مفاوضات السلام؟.. دلالات ورهانات

كيف تواجه اليمن الأيديولوجية الأمريكية في مفاوضات السلام؟.. دلالات ورهانات
الجمعة ٢٣ فبراير ٢٠١٨ - ٠٥:٣١ بتوقيت غرينتش

اثبت اليمانيون حرصهم على وقف الحرب على بلادهم حفاظا على عدم اراقة الدماء ووقف الكوارث التي اجتاحت اليمن بسبب العدوان والحصار اكثر من المجتمعات الدولية والمنظمات الحقوقية التي باتت تلعب في ساحة العدوان اكثر من القيام بمهامها الانساني.

العالم - مقالات

قدم رئيس اللجنة الثورية اليمنية العليا محمد علي الحوثي مبادرة لـ أمين عام الأمم المتحدة وأعضاء مجلس الأمن الدولي لوقف العدوان وحل الأزمة في اليمن، ولم تأتي هذه المبادرة من منطلق الضعف في الجبهات، بل المؤشرات في الجبهات تدل على فشل قوى التحالف في ميادين القتال وهذا ما وثقه عدسة الاعلام الحربي في جميع الجبهات سواء في الحدود او الداخل.

ولمصداقية كلامنا هذا ان رئيس المجلس السياسي الأعلى في اليمن صالح الصماد الاربعاء (الماضي)، في اجتماعاً موسعاً بقيادات الدولة ومحافظي محافظات الجمهورية اليمنية بالعاصمة صنعاء قال: قدمنا أكثر من مبادرة للسلام وفي أكثر من لقاء، وإننا على استعداد حتى لوقف الضربات البالستية على السعودية مقابل وقف الضربات الجوية على اليمن والأيام القادمة ستشهد أننا أقوى عوداً وأذكى ناراً فلدينا مفاجآت أكثر من الماضي.

اغراق التحالف بقيادة السعودية في المستنقع اليمني على مدى ثلاثة اعوام بسبب الصمود الاسطوري لليمانيين حث العدوان بالجلوس على طاولة المفاوضات، لكن فشل المفاوضات لم تأتي من قبل القوى السياسية اليمنية بل بسبب التدخل الامريكي وهذا ما صرح واكد عليه الناطق الرسمي لانصار الله “محمد عبدالسلام” في وقت سابق، موضحاً ان لا مشكلة لدينا مع أي بلد عربي، مجاور، عربي مسلم، مشكلتنا هي مع الطغيان الأمريكي، مع الاستكبار الامريكي ومن يقف معهم أو يعمل معهم ،هذا أمر واضح وقد كنا في السعودية قبل الحرب وقبل ان يتوفى الملك عبدالله وذهبنا على أساس نحن ندرك ان هناك من يحاول أن يثير لديها مخاوف من أي نوع سواء من عمل الثورة او من اكتساحها للساحة الشعبية او من وجود دولة ذات استقرار وذات قرار سيادي شامل.

للولايات المتحدة الامريكية عدة اسباب من افشال المفاوضات واغلاق باب السلام وانسحاب وفد الرياض من المفاوضات في الكويت ومن اهمها استمرار الحرب لاستزاف السعودية اقتصاديا لصالح اقتصادها الميت، والاهم هو وجود ايديولوجي ضد الغطرسة الامريكية الصهيونية في المنطقة يعارض ويشكل خطر كبير لمصالحهم التي تهدف للهيمنة على المنطقة، وبنية الاستراتيجية في البيت الابيض على هذا النحو وهو في النهاية حتى إذا خسر اليمن الحرب لا يكون له القدرة على ردة الفعل وإذا ربحها لا يكون له القدرة السريعة على الاستثمار والتعافي فيما تعمل قوى العدوان على إفراغ النصر من محتواه وتغيير الواقع ولو بعد حين.‏

في مفاوضات الكويت، الوفد الوطني كان مصّر على الحل او تسوية شاملة للشق السياسي والعسكري وتكوين السلطة الانتقالية الجديدة والتوافقية التي ستقوم بمهام رئاسة الدولة والحكومة او اللجان التي ستقوم بتنفيذ بنود المقررات سواء في الشق الامني واستلام الاسلحة من جميع الاطراف وادارة الدولة بحيث لايكون لهادي او حكومته اي دور او رجوع لممارسة مهامها بسبب تورطها في هذه الحرب واستدعاء الخارج، وفي المقابل ما يسمى وفد الرياض الذي يمثل السعودية وهادي (الشرعية) يصر على بقاء هادي ومؤسسة الرئاسة والحكومة في التسوية القادمة والابتداء اولا في معالجة الوضع الامني والعسكري الذي يرمز له في الانسحاب من المدن وقد قسموها الى مناطق(ا) و(ب) وتسليم السلاح بواسطة لجنة عسكرية تتفرع منها الى لجان في المحافظات وتأجيل البت في الشق السياسي والتي تشمل مؤسسة الرئاسة والحكومة وما الى ذلك.

على كل، قد بين الرئيس الصماد موقف حكومة الانقاذ الوطني تجاه مبادرة السلام لنائب المبعوث الاممي وانه موقفهم هو موقف الكويت وجنيف ومسقط وظهران الجنوب ولا يتغيير ابداً وهو موقف الشعب اليمني وليس موقف شخصي.

المصدر: النجم الثاقب

103-10