خواء التفوق العسكري الإسرائيلي.. الميركافا ساعر وإف 16 نموذجاً

خواء التفوق العسكري الإسرائيلي.. الميركافا ساعر وإف 16 نموذجاً
السبت ٠٣ مارس ٢٠١٨ - ١٠:٥٦ بتوقيت غرينتش

"ما حصل يشكل إنجازاً نوعياً وما قبله ليس كما بعده والذي أسقط الطائرة هم ضباط وجنود الجيش العربي السوري البواسل ويجب أن نفخر بهذا الأمر وهذا العمل البطولي الذي قام به الجيش السوري بقرار من الرئيس بشار الأسد بنفسه" - السيد حسن نصر الله.

العالم - مقالات

إسقاط الصواريخ السورية لطائرة حربية إسرائيلية من طراز "إف 16" المتطورة والحديثه هي رسالة صغيرة من محور المقاومة بألا يفكر العدو الصهيوني بالتمادي في أحلامه وأن تفوقه الجوي أضحى شيئاً من الماضي وقد قرأ الإحتلال الرسالة جيدًا وأعادت إلى ذاكرته كيف أخرجت المقاومة الإسلامية في حرب تموز عام 2006 البوارج الحربية الإسرائيلية وسلاحه البحري من الميدان في أولى مفاجآت الحرب بضربها البارجة "ساعر 5" (حانيت) وسيد المقاومة يلقي خطاباً مباشرة على الهواء ثم ضرب بارجة أخرى وزورق حربي آخر.

العدو الإسرائيلي هو اليوم أضعف بكثير مما كان عليه في تموز 2006 رغم تسليحه المتطور والمكثف ثم أنه لم يعد حزب الله اليوم وحده في ساحة المعركة ومحور المقاومة إتسع تواجده على الحدود الشمالية وكذا الجنوبية للكيان اللقيط، وأمريكا غير معنية بدخولها حرباً متدحرجة لاتحمد ولاتعرف عواقبها وخواتمها دفاعاً عنه.

وسائل الإعلام الإسرائيلية كشفت أنّ جلسة المشاورات الأمنية الطارئة التي أعقبت إسقاط دفاعات الجيش السوري للطائرة العسكرية الإسرائيلية (إف 16) والتي عقدت برئاسة رئيس حكومة الإحتلال"بنيامين نتن ياهو" ووزير الحرب "أفيغدور ليبرمان" ورئيس الأركان "جادي أيزنكوت" قد إنتهت دون نتائج سوى إرسال رسائل إلى موسكو وواشنطن إستنجاداً بهما لتهدئة الأوضاع.

أما صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية فقد إستخلصت إلى "أنّ الرئيس الأسد إنتقل من مرحلة التهديد إلى مرحلة تنفيذ التهديد وتعبير عن الثقة الكبيرة لسوريا في التصدي لأي عدوان جديد"، وهو ما يدلل على أنّ منظومة الدفاعات الجوية والصاروخية بلغت جهوزية القدرة على الصدّ والردع وأنه هناك متغيرات أساسية في قواعد الإشتباك لمصلحة محور المقاومة.

لقد ولّى زمن التفوق العسكري للعدو الصهيوني ولم يعد بإمكانه التحرك بحرية كاملة حيث يشير محلل الشؤون العسكرية في صحيفة هآرتس الإسرائيلية "عاموس هرئيل" أنّ إنتهاء الجولة في الشمال بتهدئة لم يبق لمدى بعيد وسيتشكل واقع إستراتيجي جديد يكون على "إسرائيل" مواجهة مجموعة إشكالية من التطورات: إستعداد إيراني للعمل ضدها ودعم مفتوح لدمشق من سائر قوى محور المقاومة والثقة العالية بالنفس لدى النظام السوري".

لازالت مـعـركة وادي الحجير "4" أو ما عُرفت بمقبرة الميركافا تدوّي أصداءها في العقل العسكري الأمني الإسرائيلي والفزع يحوم من حوله وهو يفكر بعد كيف قلب وادي الحجير السحر على الساحر وتحولت المعركة التي ظن أنها ستحقق له إنجازاً معنوياً يعوض عن عجز وإخفاق عدوانه في القضاء على المقاومة لتكون مقبرة لأكثر الأسلحة الإسرائيلية (دبابة الميركافا) تطوراً.

*علي جميل - باحث وخبير في الشؤون الدولية

214-114