ضجة كبيرة في شبكات التواصل الاجتماعي بالأردن حول "البليط"

ضجة كبيرة في شبكات التواصل الاجتماعي بالأردن حول
الأحد ٠٤ مارس ٢٠١٨ - ٠٥:٣٩ بتوقيت غرينتش

تصدر الوسم "#البليط" اهتمام الأردنيين طوال الأسبوع الماضي على شبكات التواصل الاجتماعي وأشعل حالة من الجدل في أوساطهم، وذلك بعد أن أطلق هذه الكلمة أحد أعضاء البرلمان الأردني في وصف أحد رجال الأعمال، متعهداً بالكشف عن تقديمه لرشاوى وتورطه في عمليات فساد.

العالم - الأردن

وكلمة "بليط" هي لفظة أردنية شعبية دارجة تُستخدم للإشارة إلى من يعمل في مهنة تصفيف الأرضيات وتركيب البلاط، أما البرلماني الذي استخدمها فهو النائب خالد الفناطسة، حيث قال إن "البليط" يستضيف مسؤولين نافذين وبعضهم زملاء له في البرلمان ويصور لهم حفلات ماجنة ويبتزهم مع التركيز على طبقة المستثمرين.

وحسب الفناطسة، الذي تحدث تحت قبة البرلمان، فإن البليط استطاع إقامة علاقات غريبة وغامضة بمساعدة مسؤولين في الدولة والحكومة وشخصيات نافذة بعضها في البرلمان، وقال ان الشخص الغامض يبتز رجال الأعمال والمستثمرين ماليا بعد وضعه كاميرات سرية وتصويرهم في حفلات ماجنة، ولفت إلى أن رئيس إحدى البلديات متورط في الأمر.

وقال فناطسة ان لديه كافة القرائن والأدلة ومستعد للتعاون مع الأجهزة الأمنية في تحقيق شامل حول هذا الموضوع معربا عن قناعته ان "البليط" يعمل ضمن أجندة خارجية ومع أعداء الأردن ويهدف لابتزاز المستثمرين وتشريدهم.

وتعهد في تصريحات لاحقة لإحدى القنوات التلفزيونية، أن يكشف في مؤتمر صحافي خاص هوية "البليط" وتفاصيل الفضائح المتورط فيها وعمليات الابتزاز التي يقوم بها.

وبعد أيام من انشغال الأردنيين بلغز "البليط"، وتداول اسم رجل الأعمال صلاح شحادة في هذا الإطار، أصدر شحادة بيانا قال فيه: "لقد طالعتُ باهتمام مداخلة النائب المحترم خالد الفناطسة، في مجلس النواب الموقر والتي تناولتني بالذم والتهميش وسوء الخطاب وما احتوى من مغالطات، أشبه ما تكون بحراب الحقد وليس مداميك الإصلاح".

وأضاف: "إن (البليط) مهنة شريفة، والأصل في الخطاب الجماهيري حين نأتي على ذكر مهنة أن نحفظ للناس كرامة الرزق، وتلك من أبسط أساسيات الخطاب التي يجب أن يمتلكها النائب. أما حين يستعمل النائب المحترم كلمة (بليط) لإدانتي فهذا يقع في باب امتهان النائب نفسه لهذه المهنة، علما أن من عملوا بها فتحوا بيوتا وعلموا أولادهم وأطعموهم بالمال الحلال وليس من المال السحت الحرام. واسمحوا لي هنا أن لا أدخل في باب المناكفة أو سرد سير البعض لأن ذلك سيكون مؤلما حد البكاء".

وتابع: "منذ متى يُعاب على الأردني أن يصادق مسؤولا أو جنرالا سابقا؟ وهل ندين الناس إن كان لهم أصدقاء في السلطة؟".

وأضاف: "حين يسقط الخطاب من محتواه، وتتحكم فيه النفس الأمارة بالسوء هنا نطلب أن نفتح دفاترنا، وأنا كل مؤسساتي وقلبي قبل المؤسسات مفتوحة لجهات الرقابة، وللنواب وللإعلاميين الأفاضل، بكل ورقة وبكل فلس دخلها، وبكل درب سارت فيه خطاي".

وانتهى شحادة إلى القول: "في عمري الذي مضى، انتصرتُ على صعاب كثيرة في الحياة، انتصرت على عثراتي في العمل، وانتصرتُ على التهميش ومحاولات كسر الإرادة والسلبية، وها أنا اليوم أخوض معركة السرطان، والحمد لله أني قاتلت هذا المرض بضراوة، ولكن ما أوجعني أكثر من السرطان والتهميش والسلبية هو أن يوظف البعض مؤسسة عريقة للنيل من سمعتي".

وتداول الأردنيون مئات التغريدات على "تويتر" والتدوينات على "فيسبوك" حول "البليط" حيث كتبت أمل الطراونة: "ولا بيوم من الأيام رح نعرف مين البليط.. وحتى لو تم التصريح عن اسم معين.. فما خفي أعظم".

أما أسامة غرايبة فكتب على "فيسبوك": "انشغل البعض بكلمة النائب خالد الفناطسة عن شخصية رجل أعمال أطلق عليه لقب "البليط" يقوم بتصوير الشخصيات السياسية وابتزازهم ويتحكم بالقرارات، الشخصية المعنية "البليط" أعرفها تماما فهي شخصية استمدت نفوذها من جهة ما وذلك بعد تزويدهم بمقاطع فيديو لشخصيات سياسية وإعلامية تم توريطهم مع فتيات ليل في فندق يمتلكه، حيث اعطي له الضوء الأخضر للاستمرار على النهج، والضغط عليهم بأي قرار تريده الدولة وخاصة من النواب أو المسؤولين والإعلاميين".

وأضاف: "البليط، لم يتجرأ على أحد، إلا ان ضعاف النفوس من سمحوا له بذلك، وذهبوا إليه باحثين عن كأس، أو عشاء فاخر، أو مبيت في غرفة فاخرة، فكان جزاؤهم الفضيحة".. وانتهى إلى القول: "البليط نهج وليست فكرة".

المصدر: القدس العربي

216