طهران: هواجس باريس حول سياستنا الاقليمية مجرد اوهام

طهران: هواجس باريس حول سياستنا الاقليمية مجرد اوهام
الأحد ٠٤ مارس ٢٠١٨ - ٠٤:٣٩ بتوقيت غرينتش

اكد المتحدث باسم وزارة الخارجية "بهرام قاسمي" ان هواجس باريس حول سياسة ايران الاقليمية مجرد اوهام، وذلك في معرض تعليقه على التصريحات الاستفزازية لوزير الخارجية الفرنسي قبيل زيارته لطهران.

العالم - ایران

وشرح قاسمي في حديث لمراسل وكالة انباء "فارس" عشية زيارة وزير الخارجية الفرنسي لطهران جان ايف لودريان، الابعاد المختلفة لهذه الزيارة وجدول اعمال المباحثات التي سيجريها واجاب على تصريحات لودريان حول البرنامج الصاروخي وسياسات ايران الاقليمية.


* هواجس الفرنسيين وهمية

وتطرق المتحدث بأسم وزارة الخارجية الى بعض القضايا التي طرحها وزير الخارجية والمسؤوولين الفرنسيين حول دور ايران في المنطقة، مع توضيح ان ايران تتبادل وجهات النظر حول التطورات الاقلمية والدولية، وقال: نحن بالتأكيد سنبلغ الجانب الفرنسي بصراحة ان هواجسهم حول سياسة ايرانية الاقليمية  هي وهم وخطأ، وينبغي البحث عن هواجسهم بخصوص المنطقة في الاطماع والسياسات العدوانية في بعض عواصم دول المنطقة وخارج المنطقة.

 

* على الفرنسيين الامعان بدقة في قضايا غرب آسيا وايران ، وان لا يخضعوا لتأثير استفزازات الآخرين

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية في معرض رده على ادعاءات وتصريحات واهية ادلى بها مسؤولون فرنسيون في فترات مختلفة ضد ايران ودورها الاقيليمي: منذ الماضي نصحت بشأن بعض هذه الأنواع من الخطابات التي اعتبرها خاطئة وغير واقعية،  هو انه يجب على الفرنسيين الامعان بمزيد من الدقة حول قضايا ايران وقضايا منطقة غرب آسيا المعقدة، وايلاء الاهتمام بالحقائق الراهنة وما يجري في هذه المنطقة في الفترة الاخيرة، وان لا يخضعوا لتأثير استفزازات الآخرين، وان يعتقدوا بوجود ضامري سوء لا يرغبون باقامة علاقات متوازنة ومتكافئة بين البلدين.

واوضح قاسمي: ان الجمهورية الاسلامية الايرانية اثبتت انها دولة مستقلة دفعت ثمنا باهضا لنيل استقلالها، واذا اقتضت الحاجة فانها ايضا مستعدة لدفع ثمنا اكبر لصون استقلالها وحريتها.

*ايران ترسم سياساتها في طهران

واردف قاسمي قائلا: ان ايران دولة مقتدرة لم تستمد اقتدارها وقدراتها من القوى والدول الاجنبية مثل بعض دول المنطقة الاخرى، بل استمدت استقلالها وقدراتها من قدرات وارادة الشعب الايراني، لذلك فانه يتم التعامل مع المبادئ الأساسية لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، بكل جدية وحساسية واهتمام، وان ايران ترسم سياساتها في طهران على اساس الاستقلال الناجز.
 

* فرنسا تدرك دور ايران في ارساء الاستقرار

ومضى المتحدث باسم وزارة الخارجية قائلا: كما ان ايران دولة مستقرة ومؤثرة في ارساء الامن والاستقرار في المنطقة، وان دولا مثل فرنسا والمسؤولين الفرنسيين يدركون جيدا دور الجمهورية الاسلامية الايرانية، واعتقد ان المسؤولين الفرنسيين يدركون ايضا ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تعتبر من اهم الدول واكثرها جدية التي وقفت في الخط الامامي في محاربة الارهاب وخاصة ارهاب "داعش" في السنوات الاخيرة، وبذلت جهودا مضنية وجادة في التصدي للارهاب والمساعدة على استتباب الامن والاستقرار والمحافظة على وحدة اراضي دول المنطقة وسيادتها الوطنية.

واضاف قاسمي: انه لو لم تصد الجمهورية الاسلامية الايرانية للارهاب لكان من شأن ذلك ان تواجه هذه المنطقة الحساسة من العالم مزيدا من الفوضى واعمال العنف وانعدام الامن، بل ربما يكلف باقي البلدان خسائر بشرية ومادية جسيمة حتى في مناطق أبعد مثل فرنسا نفسها، وكما تدل نظرة على الاخبار في السنوات الماضية، شاهدنا المتطرفين والتكفيريين كيف قاموا بترويج التطرف والعنف في المدن الاوروبية في السنوات الماضية حتى انهم قاموا بقتل الابرياء في الدول الاوروبية، وهنا على وجه التحديد يفهم الدور الأساسي والاستراتيجي للجمهورية الاسلامية الايرانية الذي لا جدال فيه، وكيف قامت الجمهورية الاسلامية باداء رسالتها العالمية في تحقيق الأمن والاستقرار.
 

* ايران لا تريد الامن لنفسها فقط

وتابع قائلا: ان ايران لا تريد الامن لنفسها فقط، وتعتقد بان الامن يتحقق في المنطقة في اطار عمل جماعي وبمساعدة الجميع، لذلك اقترحت منذ فترة باجراء حوار اقليمي، ولديها الاستعداد لبذل الجهود اللازمة في اطار تفاهم جماعي مع جميع دول المنطقة لارساء الامن الجماعي على المدى البعيد، ونأمل بان يكون اقتراح ايران الايجابي والبناء موضع ترحيب من قبل الدول الاخرى في المنطقة.

واردف المتحدث باسم وزارة الخارجية: ان نفوذ ايران واضح جدا لجميع الذين لديهم تاريخ وثقافة وحضارة، بان ايران دولة عريقة ذات تاريخ طويل وحضارة واسعة، وبطبيعة الحال فانها تحظى بنفوذ معنوي وحضاري واسع في محيطها، واستخدمت هذه الحقيقة دوما كأداة وآلية بناءة ومساعدة لتعزيز الامن والصداقة والسلام في هذه المنطقة، ولا يزال بامكانها أن تؤدي دورها البناء مع هذه الخصائص.

ونوه المتحدث باسم وزارة الخارجية الى موضوع النفوذ مع التعبير السلبي والتفسيرات السلبية التي يبثها ضامرو السوء ويحاولون ترويجها في باقي الدول، وهو أمر خاطئ ومنحرف تماما، وتابع قائلا: ان ايران لن تخدع مطلقا بهذه الأنواع من الادعاءات التي تحاول مهاجمة ايران بهذه الكلمات والشعارات، ولن تدخل في هذه اللعبة الخطرة التي تسعى الى تحقيق أهداف غير مرغوب فيها وضارة وخطيرة، وبالتأكيد فان دولا مثل فرنسا على معرفة وادراك بدور ايران ونفوذها المعنوي.

*قلقون للغاية من وقوع كارثة انسانية في اليمن

اعلن المتحدث باسم الخارجية الايرانية ان ايران قلقة للغاية من وقوع كارثة انسانية في اليمن ومن الحصار الاقتصادي والعدوان والغارات العقيمة التي تسفر عن مجازر بحق النساء والاطفال والابرياء العزل في هذا البلد .

وقال نحن قلقون من صفقات الاسلحة المتطورة وغير التقليدية الكبيرة التي تبرمها الولايات المتحدة وبعض الدول الاوروبية مع بعض بلدان المنطقة والتي تقود في النهاية الى تعزيز الترسانات العسكرية لدول المنطقة وتفتح الباب امام سباق التسلح بين دول المنطقة وتصعيد التوتر وزعزعة الاستقرار في المنطقة .

وتابع القول، نحن قلقون من تجاهل المحافل الدولية وبعض دول العالم لاعمال العنف والكراهية ودعم تفشي الارهاب من قبل بعض بلدان هذه المنطقة  ونعتقد بان دولا مثل فرنسا بامكانها وينبغي لها بما تملكه من قدرات اكبر في المباحثات التي تجريها مع هذه البلدان وخلال مبادلاتها معها ان تمارس الضغوط اللازمة ونامل في ان نتمكن في هذه الحقول من مضافرة الجهود واجراء مباحثات افضل مع وزير الخارجية الفرنسي وان نلفت انظارهم الى الاخطار التي بامكانها ان تهدد الاستقرار في هذه المنطقة والعالم .

وافاد باننا نقلق من تنامي الارهاب والتطرف ودعم بعض بلدان العالم لهذا النوع من التطرف في المنطقة ويتعين عليها اجراء مباحثات مسهبة مع وزير الخارجية الفرنسي في هذا المجال.

قاسمي: لسنا بحاجة الى إذن من أحد لمواصلة سياساتنا الصاروخية الدفاعية

كما أكد المتحدث باسم الخارجية الايرانية، ردا على تهديدات وزير الخارجية الفرنسي عشية زيارته الى ايران، ان طهران ليست بحاجة إلى إذن من أحد لمواصلة سياساتها الصاروخية الدفاعية.

وقال قاسمي: ان مواقف ايران حيال التصريحات التي تصلها من بعض المسؤولين الفرنسيين او تطرح في وسائل الاعلام، شفافة وواضحة للغاية.. فإيران باعتبارها ضحية للعدوان الذي دام ثماني سنوات في الحرب التي فرضها ديكتاتور وحشي كان قد عرض المنطقة طيلة عقود للتوتر وانعدام الامن والحرب، قد تعلمت تجارب بأن عليها أن تتمكن من الدفاع عن نفسها بالقدر اللازم والمتعارف، وأن تمتلك قدرا من القدرات لئلا يفكر الآخرون بتكرار العدوان على الاراضي الايرانية.

وصرح: ان كل ما نتابعه في هذا المجال انما هو في إطار سياسة دفاعية تماما، وهي لن توجه ضد الآخرين، وانما هي ردعية تماما وستكون في خدمة وحدة اراضي الجمهورية الاسلامية الايرانية واستقلالها وحريتها.. وهذه السياسة وموضوع الصواريخ لا ولن يتنافى مع معايير منظمة الامم المتحدة وقراراتها.

وأضاف: ان ربط هذا الموضوع (موضوع الصواريخ) بشكل غير مبرر بسائر المواضيع بما فيها الاتفاق النووي، انما هو غير منطقي تماما ويطرح من قبل أعداء ايران.. وأكد اننا في موضوع الصواريخ والدفاع سنواصل سياساتنا الوطنية، وبهذا الخصوص وباعتبارنا بلدا مستقلا يرغب بالسلام والاستقرار والامن، وخاض تجربة حرب طويلة، لن نأخذ إذنا من أحد حول كيفية تنفيذ هذه السياسات، ولن نسمح لأي دولة ان تتدخل في هكذا قضايا وبالسياسات الايرانية.. أو ان تتحدث بشأن هذا الموضوع مع الجمهورية الاسلامية الايرانية.

* السياسات الايرانية الدفاعية والصاروخية لا تثير القلق

وشدد قاسمي على أن السياسات الايرانية الدفاعية والصاروخية ليست مدعاة للقلق ولا ينبغي القلق منها، فالامر الذي يسبب المخاوف وينبغي الشعور بالقلق حياله بشدة، هو تصدير السلاح المتطور من قبل بعض الدول الى دول المنطقة، وفي الحقيقة فإنها تستخدم هذه الاسلحة والمعدات لنشر التطرف والارهاب.

وأكمل: ان المواضيع الدفاعية الايرانية لا شك لن تكون سببا للقلق، لأن ما يبعث على القلق لدى دول المنطقة هو زيادة ترسانات السلاح الاوروبية والاميركية في المنطقة، الامر الذي من شأنه ان يهدد استقرار هذه المنطقة والعالم.

وأكد المتحدث باسم الخارجية الايرانية ان على مصدّري الاسلحة الى المنطقة ان يوقفوا تصدير هذه الاسلحة بسرعة.

109-4