طربوش اليوسفي ضحية قوات أميركية بالمغرب

طربوش اليوسفي ضحية قوات أميركية بالمغرب
الثلاثاء ٠٦ مارس ٢٠١٨ - ٠٦:٢٨ بتوقيت غرينتش

من بين الطرائف الجميلة التي ذكرها الوزير الأول المغربي السابق عبد الرحمن اليوسفي (94 عاما) في مذكراته التي ستنشر رسميا خلال الأسبوع الجاري حادثة عرضية له مع القوات الأميركية دفعته إلى عدم ارتداء الطربوش (قبعة) منذ العام 1944 قبل أن يعود إليه عام 1998 بعد تعيينه وزيرا أول.

العالم  - المغرب

فبينما كان على متن دراجته الهوائية في أحد تنقلاته اليومية بين أحياء مدينة الدار البيضاء، يروي اليوسفي كيف أن "سيارة عسكرية (جيب) على متنها جنود من البحرية الأميركية (المارينز)، مرت بقربي وفي غفلة مني، وفي رمشة عين، انتزع أحدهم الطربوش من فوق رأسي وانطلقوا مقهقهين".

وبعد أن أصبح اليوسفي بدون طربوش، حاول البحث عن آخر إلا أن ثمنه المرتفع جعله يعدل عن الفكرة ومعها ارتداء الجلباب، وهو ما لخصه الرجل - وهو أحد المؤسسين لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية - بالقول "وجدت أن ثمنه يعادل الراتب الشهري الذي كنت أتقاضاه كمعلم. وبما أنني لم أتعود ولم يكن سائدا آنذاك ارتداء الجلباب من دون طربوش قررت التخلي عنهما معا" بعد سنوات من تمسكه بلباسه التقليدي.

ورغم مرور السنوات فقد بقيت هذه الحادثة العرضية راسخة في ذاكرة المعارض المغربي الذي تولى قيادة حكومة التناوب في عهد الملك الراحل الحسن الثاني ولاحقا الملك الحالي محمد السادس، وكان ضمن مهامه الرسمية بصفته وزيرا أول استضافة مسؤولين أجانب كان أحدهم كاتب الدولة الأميركي في الدفاع ويليام كوهن.

مذكرات اليوسفي

وخلال هذا الاجتماع تذكر اليوسفي حادثة الطربوش فرواها للوزير الأميركي قبل أن يضيف مازحا "بما أنك وزير للدفاع والمسؤول الأول عن الجيش الأميركي، فإنك مدين لي بالطربوش الذي انتزعه مني أحد جنودكم المارينز منذ 1944".

ورد كوهن على اليوسفي بدعابة قائلا "أعترف لكم باسم الجيش الأميركي بهذا الدين وسنعمل على تسديده". ولم تمر إلا أسابيع قليلة حتى "توصلت بقبعة أميرال للجيش الأميركي، كانت جميلة، لكنها لم تعوض لي بهاء والقيمة المعنوية لذلك الطربوش المفقود".

يشار إلى أن منابر إعلامية مغربية عدة نشرت قبل أيام مقتطفات من مذكرات عبد الرحمن اليوسفي التي ستصدر رسميا يوم الخميس المقبل بعنوان "أحاديث فيما جرى" في حفل خاص يصادف الذكرى الـ94 لميلاد الرجل وذلك بحضور شخصيات سياسية وإعلامية ودبلوماسية مغربية وأجنبية.

وانسحب اليوسفي إلى خلوة طويلة بعد خيبة عميقة إثر تعيين وزير أول من التكنوقراط هو إدريس جطو بدل إعادة تعيينه بوصفه زعيم الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الذي تصدر الانتخابات التشريعية لعام 2002، وهو ما اعتبره الحزب حينها خروجا عن المنهجية الديمقراطية.

208