في اليوم العالمي للمرأة… سيدات سوريات يجسدن التضحية والبطولة

في اليوم العالمي للمرأة… سيدات سوريات يجسدن التضحية والبطولة
الخميس ٠٨ مارس ٢٠١٨ - ٠١:٢٦ بتوقيت غرينتش

تتعدد في كل يوم من أيام الحرب الإرهابية على سورية صور البطولة والصمود التي تجسدها النساء السوريات في مختلف المواقع فالتضحية والبطولة وتجاوز الصعاب من قبلهن أصبحت قصصا يومية ومثالا لدى مختلف فئات المجتمع.

العالم - سوريا

وفي وقت يحتفل فيه العالم باليوم العالمي للمرأة نجد المرأة السورية تواصل صمودها مقدمة كل أشكال التضحية والصبر والقوة فمنهن من فقدت ابنها الذي استشهد في ساحات القتال واخريات تعرضن لقذائف الغدر فكانت إصابتهن دافعا أكبر للحياة.

الفنانة التشكيلية وأم الشهيد صريحة شاهين ترى في حديث لـ سانا أن الحرب الإرهابية على سورية كانت ولا تزال ظرفا قاسيا حملت معها كل أشكال التغيير الاقتصادي والاجتماعي ولكن المرأة السورية أثبتت قدراتها على التغلب على كل هذه التحديات والمتغيرات فلا يخفى على أحد ما أبدته المرأة السورية من قدرة مذهلة على مواجهة الصعاب في ظروف الحرب من خلال ما تحملته من مسؤوليات لحماية عائلتها وتخفيف آثار الأزمة وزيادة صلابتها والتمسك بالوطن.

نماذج عديدة في التضحية قدمتها المرأة السورية بحسب شاهين حيث هناك أم تحض أولادها على خدمة الوطن والدفاع عنه وأخريات تعملن ساعات مضاعفة لتدبير معيشة اسرهن ومنهن من تحدين الإرهاب لمتابعة علمهن وهناك من حملن السلاح بمجابهة الإرهاب وأخريات فقدن أزواجهن وأبناءهن لكن المرأة السورية لملمت جراحها وتابعت عملها واستطاعت رغم الصعوبات التأكيد لأولادها أن غدا سيشرق لا محالة.

وتقول شاهين “أنا كإمرأة وفنانة تشكيلية وام شهيد ولدي شابان أيضا في الجيش العربي السوري أحاول أن أنشر مشاعل النور والفكر لأبنائي وأعبر
عن صمود المرأة السورية وتمسكها بأرض الوطن وأطرح قصصا من ملامح ذلك عبر لوحاتي لتكون طير سلام يحلق بعيدا ويحط من مكان إلى مكان في العالم لتكون رسالة حب وفرح في زمن الحرب والإرهاب”.

وفي صورة أخرى عن تحدي الظروف الصعبة للحرب الإرهابية ومنعكساتها نجد الشابة لانا حنا البالغة من العمر 26 عاما التي واجهت قذائف الحقد والإرهاب بكل شجاعة وانتصرت بعلمها وعملها لإيمانها بأن العلم يبني الوطن.

لانا تسرد حكايتها فتقول “لم أكن أعلم بأن ضحكي وفرحي سيتحول إلى حزن رافقني عامين حيث ما زلت أخضع للعلاج لأرمم ما فعلته قذائف الحقد والإرهاب التي منعتني من السير على قدماي مرة أخرى”.

وتضيف “اثناء زيارتي إلى بيت جدي في منطقة الدويلعة أطلق الإرهابيون عدة قذائف هاون إحداها أصابتني وأسقطتني أرضا واستعنت ببعض المارة الذين وضعوني في سيارة وأسعفوني إلى المشفى لتبدأ بعد ذلك معاناتي القاسية من رحلة في العلاج الجسدي والنفسي التي استمرت عامين عانيت خلالها الكثير وما زلت بحاجة للمزيد من العمليات لأعود كما كنت”.

وتضيف لانا “بعد العلاج الجسدي وإجراء أكثر من عملية جراحية خرجت من المنزل إلى المكان الذي أصبت فيه حيث جلست على الرصيف أراقب المارة واستعيد شريط ذكرياتي لما تعرضت له والناس منهمكون كل ذاهب إلى عمله راقبت المشهد عن قرب الجميع ينبض بالحياة أمثالي كثر الذين تعرضوا لإصابات نتيجة قذائف الحقد عندها وقفت وقررت بكل عزيمة وإصرار أن أواجه الحياة وكانت البداية بمواصلة مسيرتي العلمية حيث التحقت بكلية الحقوق وأنا اليوم على مشارف التخرج”.

وفي صورة أخرى تأتي رهيجة حمود غيبة البالغة من العمر 63 عاما والتي قدمت فلذة كبدها فداء للوطن حيث تقول “لدي من الأولاد ثلاثة شباب وثلاث بنات وابني الشهيد الملازم شرف بديع مروان رضوان كان أصغرهم وكان مثالا للشاب الخلوق المحب لكل الناس أنهى دراسته الثانوية عام 2013 وكانت سورية تخوض حربها ضد التنظيمات الإرهابية المسلحة فالتحق بصفوف الجيش للدفاع عن بلاده وكانت مشيئة الله أن ينال شرف الشهادة مع رفاقه الذين كانوا معه في معركة تحرير مدينة معلولا من دنس الإرهاب”.

وأضافت رهيجة كلنا فداء الوطن فقدان الولد صعب لكن الوطن بحاجة لأبنائه الشرفاء وعندما أنظر إلى وجه أي أم فقدت ابنها شهيدا أطلب من الله أن يعطيها الصبر وافتخر واعتز بأني واحدة من هؤلاء النسوة اللواتي قدمن فلذات أكبادهن للوطن.

المصدر : سانا 

109-1

تصنيف :