ما حقيقة دور الامارات في قرار إقالة وزير الخارجية الأمريكي؟!

ما حقيقة دور الامارات في قرار إقالة وزير الخارجية الأمريكي؟!
الثلاثاء ١٣ مارس ٢٠١٨ - ٠٧:٥٥ بتوقيت غرينتش

بعد أسبوع فقط من تسريبات إعلامية خطيرة كشفت عن ضغوط إماراتية مورست على الادارة الامريكية لإقالة وزير الخارجية ريكس تيلرسون من منصبه بسبب رفضه دعم المقاطعة التي تقودها الإمارات ضد قطر، قرر الرئيس دونالد ترامب اليوم الثلاثاء إقالة تيلرسون وتعيين مدير وكالة المخابرات المركزية الامريكية الـCIA مايك بومبو لمنصب وزير الخارجية.

العالم الأمريكيتان

وقال ترامب في تغريدة على صفحته بموقع التدوين المصغر تويتر: "مايك بومبو مدير الـCIA سيصبح منذ اليوم وزيراً للخارجية وسيقوم بعمل عظيم".

وأضاف ترامب أن "جينا هاسبل ستصبح المديرة الجديدة لـCIA كأول امرأة تشغل هذا المنصب في الولايات المتحدة".

وكانت علاقة ترامب مع تيلرسون شهدت توتراً مستمراً بسبب وجود خلافات بينهما حول عدد من الملفات منها الأزمة الخليجية مع قطر.

تيلرسون يجهل أسباب إقالته ويتعهد بنقل سلسل للسلطة

وكشف تيلرسون أنه يجهل أسباب إقالته التي أعلنها الرئيس ترامب عبر صفحته بموقع تويتر.

وتعليقا على قرار اقالته قال تيلرسون، للصحفيين اليوم الثلاثاء، إنه سينقل كل صلاحياته إلى نائبه وسيغادر منصبه في نهاية الشهر.

واضاف: “أهم شيء هو ضمان الانتقال المنظم والسلس في وقت لا تزال تواجه فيه البلاد تحديات كبيرة على صعيد السياسة والأمن القومي”.

"بي بي سي" تفجر مفاجأة عن مساعٍ إماراتية لإقالة تيلرسون

إقالة تيلرسون جاءت بعد أسبوع فقط من قيام هيئة الإذاعة والتلفزيون البريطاني (بي بي سي) بنشر تسريبات يوم الثلاثاء الماضي قالت إنها حصلت عليها وهي عبارة عن رسائل بريد إلكتروني مسربة تكشف وجود مساع لإقالة ريكس تيلرسون، وزير الخارجية الأمريكي، من منصبه بعد رفضه دعم المقاطعة التي تقودها الإمارات العربية المتحدة ضد جارتها قطر.

ووفقا للرسائل المسربة، التقى رجل الأعمال الأمريكي إليوت برويدي، أكبر المتبرعين لحملة دونالد ترامب والذي تربطه علاقات وطيدة مع الإمارات، مع ترامب في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي وحثه على إقالة تيلرسون.

ووصف برويدي وزير الخارجية الأمريكي بأنه “برج من الهلام” وأنه “ضعيف ويحتاج إلى صفعة قوية”، وفقا لما جاء في رسالة أخرى من الرسائل المسربة.

واتهم برويدي قطر باختراق بريده الإلكتروني، وقال المتحدث باسم رجل الأعمال الأمريكي: “لدينا أسباب تجعلنا نرجح أن اختراق البريد الإلكتروني أشرف عليه ونفذه عملاء رسميون وغير رسميين لقطر عقابا لبرويدي على معارضته القوية للإرهاب الذي تدعمه قطر”.

وأضاف أن بعض رسائل البريد الإلكتروني ربما تكون تعرضت “للتعديل”، لكنه لم يوضح التفاصيل.

واندلعت الأزمة الخليجية في 5 يونيو/ حزيران الماضي؛ حيث قطعت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر، ثم فرضت عليها "إجراءات عقابية"، بدعوى "دعمها للإرهاب"، وهو ما تنفيه الدوحة، وتتهم الرباعي بالسعي إلى "فرض الوصاية على قرارها الوطني.

ونفت السلطات القطرية مزاعم برويدي من خلال تصريحات مكتب الاتصالات القطري الذي أصدر بيانا جاء فيه أن “قطر تود أن تؤكد بشكل قاطع أنها لم تتورط فيما أشارت إليه تلك الاتهامات المزعومة التي يرددها برويدي. كما تنفي أن تكون دفعت أموالا لأحد ليفعل ذلك”.

وأضاف البيان: "نعتقد أن الاتهامات التي لا أساس لها من الصحة ما هي إلا أسلوب تضليلي لتشتيت الانتباه بعيدا عن المزاعم الخطيرة التي يواجهها هو وعملاؤه في الحكومة الإماراتية".

وأكد أيضا أن الحكومة القطرية تحتفظ بحقها في اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة التي تعوضها عن الأضرار التي لحقت بها نتيجة للاتهامات الكاذبة التي جاءت على لسان رجل الأعمال الأمريكي برويدي.

توم حرب ينفي تدخل أي دولة خارجية بقرار إقالة تيلرسون

من جانبه قال رجل الأعمال الأمريكي توم حرب، مدير "التحالف الأمريكي الشرق أوسطي لمساندة ترامب"، اليوم الثلاثاء إن إقالة وزير الخارجية ريكس تيلرسون "ليست مفاجئة، لأن الكل يعرف منذ فترة أن هناك اختلافا في وجهات النظر بين تيلرسون والرئيس دونالد ترامب".

ونفى توم ما تم تداوله عن ضغوط إماراتية لإقالة تيلرسون قائلا: "إنها معلومات كاذبة، ولا دخل لأية دولة خارجية بهذا القرار، لأنه قرار ترامب نفسه"، مضيفا: "عندما بدأ الخلاف بشأن النووي الإيراني، قبل أشهر، كان هناك خلاف بين الخارجية والإدارة الأمريكية، وكان هناك حديث عن إقالة تيلرسون لأنه لم يقم بواجبه تجاه الشعب الأمريكي، الذي انتخب ترامب ولم ينتخب تيلرسون فكان نقمة على المجتمع الأمريكي" على حد تعبيره. 

114