لا يد تعلو فوق يد الجيش السوري.. الیکم التفاصيل!

لا يد تعلو فوق يد الجيش السوري.. الیکم التفاصيل!
الأربعاء ١٤ مارس ٢٠١٨ - ٠٧:٠٤ بتوقيت غرينتش

صفعةٌ أُخرى وجهتها القيادة العسكرية السورية لفتات آمال المجموعات المسلحة بالبقاء بالقرب دمشق، وذلك بعد إعلانها المفاجئ لإتمام اتفاق انسحاب مسلحي القدم مما يسمى (أجناد الشام) والبالغ عددهم ٣٠٠ مقاتل وعائلاتهم إلى الشمال السوري في سيناريو تكرر كثيراً في بقاع أرياف العاصمة السورية وحلب.

العالم - سوريا

المفاجأة في إتمام الاتفاق بأنها جاءت من منحى بعيد عن ساحات المعارك الدائرة في الغوطة الشرقية، فالمتابع للواقع الميداني الدمشقي كان ينتظر ويتوقع انطلاق الباصات من غوطة دمشق الشرقية على إثر المعارك الدائرة هناك، لكن الحنكة السياسية والعسكرية أدت لإتمام الاتفاق الذي يختلف في ظروفه عن مثيله وما سبقه من اتفاقيات، حيث لم يأتِ الاتفاق والانسحاب بعد ضغط عسكري مباشر.

هذا الحدث كان تطبيقاً فعلياً للمثل الشعبي القائل.. العرس بدوما والطبل بحرستا.. لكن هذه المرة كان الطبل بحرستا والعرس بالقدم فكانت صفعة أربكت حسابات جميع أطراف النزاع في الجنوب الدمشقي وكانت ميزتها.. السرعة.

بعد أن تم الإعلان عن الاتفاق، سارعت الأيادي الخارجية بتحريك أذرعها السوداء الـ(داعشية) في المنطقة بمحاولة لإبطال الاتفاق وإفشاله من خلال تحرك سود الرايات من معاقلهم في الحجر الأسود ومخيم اليرموك مستغلين ترتيبات الانسحاب وتبادل النقاط بين الجيش السوري ومسلحي (أجناد الشام) المنسحبين، حيث كان ظنهم أن انشغال الجيش السوري على جبهات الغوطة الشرقية سوف يتيح لهم مبتغاهم أيضاً.

وما أن بدأ التحرك الفعلي لمقاتلي (داعش) حتى كانت صحوة رجال الجيش السوري بالمرصاد فكان على استعداد تام لجميع السيناريوهات، فدارت الاشتباكات قبل بدء تنفيذ الاتفاق بساعات مع وصول الحافلات ولم يمنع التحرك العسكري لـ(دواعش) الجنوب الدولة السورية من إتمام الاتفاق وتنفيذه، وعاد الجيش السوري لاستهدافهم بعمق نقاط انتشارهم، وبنك كبير من الأهداف استهدفها الطيران الحربي أيضاً بحي الحجر الأسود المعقل الرئيسي لـ(دواعش) الجنوب الدمشقي.

مصادر محلية بيّنت لـدمشق الآن أن الاستهدافات في يومها الأول مساء الاثنين أدت لمقتل وإصابة العشرات من مقاتلي التنظيم وعلى رأسهم محقق التنظيم المدعو “أبو المجد الدرعاوي”، وهنا وجبَ التنويه أن صحوة الجيش على جبهات القدم أجبرت التنظيم على فتح جبهات جديدة لإشغال الجيش السوري في مخيم اليرموك وشارع الثلاثين وأطراف التضامن، لكن مرةً أُخرى كان الجيش السوري وتحالف قوى الفصائل الفلسطينية بالمرصاد.

اللافت في الأمر أن (داعش) هذه المرة أظهرت الوجه الإجرامي الحقيقي لها غير مبالية، فاستهدف التنظيم المناطق الآمنة في الأحياء السكنية المجاورة بقذائف الهاون التي طالت مناطق الزاهرة والقاعة والتضامن ما أدى لاستشهاد مدنيين بينهم طفلة وإصابة آخرين.

وبالعودةِ لبادئ الأمر، نجح التنظيم في التسلل إلى بعض النقاط لكن هذه السيطرة لم تطول بعد امتصاص الجيش السوري للهجمة واستعادته كافة النقاط ليصبح على تماس مباشر مع مقاتلي التنظيم على طول خطوط الجبهة من مخيم اليرموك إلى حي القدم و نهاية الحجر الأسود، في حينه دارت اشتباكات بين التنظيم من جهة ومقاتلي (جيش الإسلام) في يلدا من جهةٍ أخرى على محاور حي الزين والمشفى الياباني، وحسب المصادر الأهلية استهدف التنظيم بلدة يلدا بقذائف الهاون واقتصرت أضرارها على الماديات.

هذه الجولة كما سابقاتها كانت نتيجتها الحسم لصالح الجيش السوري، فلا يد تعلو فوقها وبالنسبة للحلقة الأخيرة للجنوب الدمشقي أصبحت في المدى المنظور أو كما يقال في العلم العسكري في المدى المجدي وسيكون بطلها الجيش العربي السوري.

* دمشق الآن

102-104