هل ستنقذ صفقة القرن "البطة العرجاء"؟!

هل ستنقذ صفقة القرن
السبت ١٧ مارس ٢٠١٨ - ١١:٣٠ بتوقيت غرينتش

تتصاعد التحقيقات بخصوص روائح الفساد التي تطال رئيس الحكومة الإسرائيلية "بنيامين نتنياهو" وأشخاص مقربين منه أكثر فأكثر رغم مساعيه للفت الأنظار عنها، ولم تعد تكتيكاته وتصعيداته وهروبه من الفضائح بذرائع "صفقة القرن" مع "ترامب" تجديه نفعا خاصة وأن التحقيقات لا زالت تكشف المزيد عن أعلى الهرم السياسي والأمني للعدو الصهيوني، وظلت تحتل عناوين رئيسية في الإعلام الإسرائيلي.

العالم - فلسطين

فقد قال “إيهود باراك” رئيس وزراء كيان العدو الأسبق: «نتنياهو مستعد لأن يشعل الأوضاع في المنطقة من أجل أن يتهرب من تحقيقات قضايا فساده، وأحداث القدس لمحة بسيطة من سلوكه نحو الهاوية». من جهته كتب “ألوف بن” المعلق السياسي في صحيفة “هاآرتس” قائلاً: «موسم نتنياهو أضحى عاصفاً بكثير رغم إنه يسعى لتدمير ثقة الجمهور بمؤسسات الدولة: الجيش والشرطة والنيابة والمحاكم والإعلام والأكاديميا، بهدف التهرب من لوائح الاتهام ضده، وضد زوجته».

فالخناق يزداد يوماً بعد آخر حول “نتنياهو” وقضايا فساده الكثيرة حتى لقب بـ”ملك الفساد الإسرائيلي”، ما تثير شكوكاً في قدرة “البطة العرجاء” حسب وصف الإعلام الإسرائيلي، على الاستمرار في السلطة ثم أن هناك أزمة حكومية داخل ائتلافه منذ البداية قد تتسبب بإجراء انتخابات مبكرة.

من جانبها أوصت الشرطة الإسرائيلية رسميا بمقاضاة رئيس الوزراء “نتنياهو” بتهم الاحتيال والمال العام وقضايا فساد أخرى، وقد خلصت إلى وجود أدلة كافية ضده لاتهامه بقبول رشى والاحتيال واستغلال الثقة، لتقوم باستجوابه وزوجته مرة أخرى وعلى مدى خمس ساعات تركز التحقيق لمعرفة كيفية حصوله على تغطية إعلامية في موقع “واللا” الإخباري لشاؤول إيلوفيتش رئيس مجموعة بيزيك للاتصالات، مقابل خدمات وتسهيلات حكومية عادت على الأخير بمئات ملايين الدولارات.

ثم جاءت الصفعة الموجعة ذلك التطور الخطير عبر إبرام “نير حيفيتز” المتحدث السابق باسمه ومستشاره وكاتم أسراره، اتفاقا مع الشرطة للإدلاء بشهادته ضده شرط أن يكون “شاهد ملك” أي أن يدلي بشهادته ضد “نتنياهو” مقابل عدم تقديمه إلى المحاكمة وتجريمه، والتي تزامن مع لقاء الأخير بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب في واشنطن.

“ونير حيفيتز” هو ثالث شاهد ملك في قضايا الفساد ضد نتنياهو، وسبق أن وقع “آري هارو” المدير السابق لمكتب رئيس الحكومة و”شلومو فيلبر” المدير العام السابق لوزارة الاتصالات، اتفاقين مماثلين وقدما شهادات مفصلة ضد “نتنياهو” في عدة قضايا فساد مشابه.

في هذا الإطار كتب “عوفر شلح” الناطق باسم حزب “يش عتيد” الصهيوني على صفحته بالفيس بوك “اليوم وقع كاتم أسرار نتنياهو على اتفاقية شاهد ملك، ما هو المطلوب أكثر من ذلك حتى يغادر ويرحل عن الحكومة؟ وأحزاب الائتلاف الحكومي تهدد بالاستقالة “.

لقد أصبح “ملك الفساد” أمام مستقبل مجهول فليس بإمكان “صفقة القرن” ولا اتفاقية الغاز مع مصر ولا الهجوم على إيران وضرورة مكافحة أثرها المتنامي في الشرق الأوسط خلال كلمته أمام الايباك، أن تنقذه من هاوية السقوط والمصير الغامض ما دفع بزوجته سارة اللجوء إلى جاريد كوشنر صهر ترامب لحصولها وزوجها على الجنسية الأمريكية خوفاً من اعتقالهما بسبب فسادهما الفاضح.

*علي جميل -  باحث وخبير في الشؤون الدولية

114