ترامب وأسلوب المزاجي المتطرف في إدارة الحكم

ترامب وأسلوب المزاجي المتطرف في إدارة الحكم
الأحد ١٨ مارس ٢٠١٨ - ٠٢:٥٧ بتوقيت غرينتش

لعل إقالة الرئيس الأميركي المثير الجدل دونالد ترامب لوزير خارجيته ريكس تلرسون ستكون ضمن سلسلة إقالات يجريه ترامب في البيت الأبيض؛ فقد تحدثت التسريبات عن احتمال اقالة رئيس موظفي البيت الأبيض جان كيلي ومستشار الأمن القومي ماك ماستر ووزير العدل وغيرهم.

العالم ـ مقالات وتحلیلات

الأميركيون يعتبرون إن الإقالات مؤشر على تغيير واسع في سياسية الحكومة الأميركية المتعلقة بالملفات الخارجية، خاصة وإن هذه الحكومة بدأت تستعيد لغة التهديد ضد روسيا والصين كما إن قدوم بامبيو رئيس الإستخبارات الأميركية إلى وزارة الخارجية تأتي تتويجاً لسياسة الصدام مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية وبلدان أخرى من العالم.

إن خلفية التغييرات التي حصلت في الحكومة الأميركية - وسوف تستمر - بالتأكيد هي على صلة كبيرة بشخصية الرئيس المثيرة للجدل وأسلوبه في إدارة الحكم في الولايات المتحدة والتي يستلهم فيها تجربته كرجل أعمال.

فما يعاني منه ترامب هو حالة التقلب وعدم الإتزان في الشخصية وبالتالي فإن موجة الإقالات والتغييرات بدأت بعد أسابيع من تسلمه مقاليد السلطة في البلاد حيث قام بطرد مستشار الأمن القومي الأول مايكل فلين بعد فضيحة اتصالات مع روسيا ومن ثم أعرب ترامب بعد فترة وجيزة عن ندمه على ما فعله بحق فلين، لذا فإن طرد تلرسون ليس بالأمر المفاجئ أبداً بل المفاجئة كانت في التوقيت خاصة بعد الحديث عن إنتهاء الخصومة بين الرجلين وتوقف موجة الشائعات عن إقالته التي إنطلقت في الأشهر القليلة الماضية.

ومن هنا فلا يمكن لأحد أن يتكهن أو يعرف متى سيتم طرد ماك ماستر أو غيره من المسؤولين المعرضين للإقالة في حكومة ترامب، ويبدو إن الأميركيين بدأوا يعتادون على هذا الوضع الغريب مادام لديهم رئيساً متقلب المزاج فيستيقظون في الصباح ليجدوا ترامب قد أطلق تغريدة جديدة حملت قراراً جديداً مفاجئاً وغريباً.

إن ما يسعى إليه ترامب هو أن يحيط نفسه بمجموعة من الأشخاص الذين يتفقون معه في سياساته وتوجهاته المختلفة خاصة على مستوى السياسة الخارجية إلا إن هذه العملية تبدو صعبة جداً وذلك بسبب حالة التقلب التي تتميز بها شخصية ترامب وتغييره المستمر لمواقفه، وهي مواقف نابعة من حالة التشدد والتطرف التي يتميز بها.

لكن توجهات ترامب تجاه العديد من الملفات الخارجية وخاصة علاقة الولايات المتحدة مع كوريا الشمالية وإعلانه العزم على لقاء الزعيم كيم يونغ أون وأسلوبه في التعامل مع الإتفاق النووي مع إيران تثير الكثير من الإنتقادات في أوساط المسؤولين الأميركيين خاصة لدى أعضاء الكونغرس.

فقد أعلن العديد من أعضاء الكونغرس إنهم لن يصوتوا لصالح مرشح ترامب لوزارة الخارجية بومبيو بسبب توجهاته غير السليمة ومنها إنه من أبرز المؤيدين لسياسات تغيير النظام في إيران التي أطلقها ترامب في ذروة أعمال الشغب التي جرت في إيران في كانون الأول ديسمبر الماضي من خلال تغريداته عبر موقع التواصل الإجتماعي "تويتر" كما إن بومبيو هو من أكبر معارضي الإتفاق النووي مع إيران الأمر قد يدفع الولايات المتحدة إلى الصدام مع أقرب حلفائها الغربيين والدوليين.

* أحمد محمد باقر 

104