الأسد: انتهت اللعبة.. وتهديداتكم قنابل دخانية لتغطية الهزيمة!

الأسد: انتهت اللعبة.. وتهديداتكم قنابل دخانية لتغطية الهزيمة!
الإثنين ١٩ مارس ٢٠١٨ - ٠٣:٠٤ بتوقيت غرينتش

رسالة تسلّمتها الجهات المعنية في عمّان من القيادة العليا في دمشق، مفادها إلى من يهمّه الأمر في دول الجوار وبالأخص أنتم: إياكم واللعب بالنار، لأنّ اليد التي ستتعاون مع العدو الصهيوني في مسرحية الكيمياوي ستُقطع، والجهة التي ستقدِّم العون للوحدات المشاركة في أي عدوان انطلاقاً من درعا الصمود والمقاومة ستُسحَق، حتى لو كانت محمية بالقصور…

العالم - سوريا

ومن طهران وحارة حريك السادة والقادة إلى مَن يهمه الأمر في دول العدوان القريبة والبعيدة توجّهت رسائل تحذيرية جادّة:

لن يكون عدوانكم على دمشق بعد اليوم نزهة، بل إنكم لن تتمكنوا هذه المرة حتى من دفن قتلاكم، وشامنا ستكون معراجنا إلى السماء. وقد أُعذر من انذر…

هي القيامة اذن، لو فكّر أحدٌ، أي أحد، أن يتطاول على محور المقاومة بالحرب، بالمفرق أو بالجملة. والمقبل من الايام سيجعلكم وجهاً لوجه أمام الحقيقة المرة إن لم تتعظوا من نتائج الميدان المدوّية والحاسمة، فها أنتم خسرتم الحرب، اذن شدوا الرحال قبل أن تأتي لحظة لن تجدوا طريقاً سالكاً حتى إلى متن سفنكم أو طائراتكم….!

انتهى مضمون الرسالتين التحذيريّتين.

أما حال دمشق الصمود والتصدي والنصر:

هناك مثل فلسطيني يقول: يا خوف عكا من هدير البحر….

يعني عكا لا تخاف هدير البحر. وهذا هو حال شام العرب والمسلمين الآن بعد السنوات السبع العجاف…

سبع سنوات من الحرب المدمّرة ولم تخِف سورية أو ترتعد لحظة واحدة أو تزل لها قدم، وهي تمضي شامخة على الصراط الفلسطيني العربي الإسلامي..

فهل تريدون إرعابها الآن..!؟

لا يا سادة..!

فسورية الأسد والمقاومة وفلسطين لن تخاف صواريخكم المجنّحة منها ولا غير المجنّحة…

والناتو الذي تلوّحون به لن يدخل على أي خط فيه مغامرات هو أعجز من خوض لججها….

اعترفوا وأقرّوا بالهزيمة مبكراً أسلم لكم، وحكاية تهديداتكم باتت واضحة جداً بالنسبة لنا..

عندما تُحاصَر مجموعة عسكرية من أي جيش أو عندما تجد مجموعة اقتحام نفسها أمام عملية عسكرية فاشلة وتقرّر الانسحاب. ماذا يحدث؟

تقوم وحدات المدفعية أو الرشاشات الثقيلة بتغطية انسحابها بالنيران…

أي تطلق وحدات المساندة فيها نيراناً كثيفة لتغطية الانسحاب….

هذا هو حالكم الآن، بخصوص كل ما يُشاع عن ضربات أميركية والتي هي ليست سوى قنابل دخان لتغطية هزيمتكم وهزيمة قوى العدوان التابعة لكم على سورية، من أجل ستر عورتكم خلال الانسحاب الذي لن يتأخر من كل من سورية

والعراق…

ثم لو افترضنا أنكم ارتكبتم هذه الحماقة ونفذتم عمليات قصف صاروخي وجوي كما تروّجون….

..وماذا بعد!؟

هل لديكم الجيوش للسيطرة على ما مساحته مليونان وربع مليون كم مربع يسكنها نحو مئتي مليون مواطن في الدول الأربع، إيران/ العراق/ سورية/ لبنان وهم الذين لن يقرّ لهم قرار قبل استئصال الغدة السرطانية التي زُرعت في قلبهم النابض…!؟

أوهل لديكم القدرة على وقف زحف مئة مليون مدني بدون سلاح في مسيرة ينتظرون الإشارة من قادتهم فقط ليزحفوا بعدها إلى فلسطين؟

أنتم تعرفون جيداً بأن إطلاق بضعة صواريخ لا يشكّل مشكلة لدول حلف المقاومة، ولا يحلّ مشكلة لدول العدوان….

فالهزيمة الاستراتيجية باتت أمراً واقعاً، لن يتمكّن أحد، أي أحد، أن ينكرها أو يتجاهل تداعياتها المتدحرجة وأول الغيث كان في حلب وآخره سيكون في درعا…

تُرجى مراجعة مقابلة السفير الأميركي مع الشرق الأوسط السعودية بتاريخ 19/6/2017 والتي قال فيها:

انتهت اللعبة game is over

الأميركيون يعلمون تماماً أن أي مواجهة مع إيران او حتى فقط مع حزب الله تعني نهابة «إسرائيل». فهل ستضحون بـ»إسرائيل»؟ ولماذا؟

كرمى لأهل الغوطة؟

أنتم تكذبون.

ثم أن المجازر اليوم، أيها العتاة الدوليون هي في عفرين وليست في الغوطة، فكفى تدجيلاً وتزويراً وضحكاً على الذقون….

كذابون ومنافقون وعاجزون أنتم وكفى…!

لا تقسيم اذن ولا فيدراليات سيتمّ قبولها ولا راية بيضاء سترفعها الدولة الوطنية السورية، مهما صرختم ونفختم في ابواقكم. وإنما هو نصر قريب خالص شامل سيكون بمثابة إعلان واضح وصريح عن نهاية عصر الهيمنة الأميركية في «الشرق الأوسط» والعالم، تماماً كما انتهت الهيمنة البريطانية على مقدرات شعوب العالم مع نهاية الحرب العالمية الثانية، مع فارق مهم، وهو أن بريطانيا كانت من بين الدول المنتصرة في تلك الحرب، بينما تشكّل أميركا اليوم رمزاً للهزيمة المنكرة والسقوط المريع لإمبراطورية تكسّرت أحلامها على بوابات دمشق وأسوار قصر الشعب السوري..!

مما سيشكل إيذاناً ببدء مرحلة جديدة في العلاقات الدولية سنكون فيها نحن كعالم إسلامي لاعباً أساسياً وفاعلاً لن تستطيعوا إنكار دوره مطلقاً..

إنها مرحلة جديدة على طريق تحقيق النهضة العربية الحقيقية وخلق منظومة أمن عربية إسلامية قادرة على إدارة علاقات تعاون وتكامل وحسن جوار وتنمية علمية ومعرفية وصناعية واقتصادية واجتماعية بين مختلف الدول العربية والإسلامية. ذلك لأن انتصار حلف المقاومة النهائي على المشروع الصهيوأميركي، والذي شاهدنا فصوله الدامية منذ سبع سنوات، سيكون بمثابة القاعدة لنظام عالمي جديد ينعكس مستقبلاً واعداً سواء على الصعيد العربي أو الإسلامي أو الدولي بشكل عام.

مستقبل ستكون فيه اليد العليا لنا قولاً واحداً ولا كلام.

بعدنا طيّبين قولوا الله…

محمد صادق الحسيني – البناء

102-10