"الانفجار المزدوج".. خوف يطارد "إسرائيل"

الإثنين ١٩ مارس ٢٠١٨ - ٠٣:٤١ بتوقيت غرينتش

لحظات حرجة تعيشها غزة تنذر بانفجار قوي في وجه الحصار، وهدوء يتلاشى بالضفة في ظل تصاعد عمليات المقاومة ضد الاحتلال، معادلة صعبة بدأت تدب الرعب في قلب الكيان الصهيوني خشية انفجار مزدوج في الضفة وغزة يبعثر أوراق الاحتلال ويهدد كيانه.

العالم - مقالات وتحليلات

تلك المعادلة سلطت الصحف العبرية الضوء عليها، في ظل حديث يتزايد عن تصعيد عسكري كبير على حدود غزة في ضوء استمرار تفجير العبوات الناسفة على السياج الحدودي، فضلا عن الاستعداد لمسيرة العودة الكبرى وإقامة مدينة الخيام، وتزامنا مع ما يصرح به الاحتلال حول الأنفاق الهجومية التي تتزايد لاختراق الكيان، وكل ذلك مع غليان بالضفة متنوع الأسباب وغير محدود العواقب.

نهاية الهدوء النسبي

ووفقا لصحف "هآرتس" و"يديعوت أحرونوت" و"معاريف"، فذهب كثير من المراقبين إلى القول إن التصعيد العسكري والأمني وصل باكراً، في إشارة إلى عملية طعن مستوطن "إسرائيلي" أمس في القدس، وعملية الدهس التي وقعت الجمعة، وأسفرت عن مصرع جنديين.

وبحسب أليكس فيشمان في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، فإن هذا التصعيد يرتبط بمواعيد ومناسبات قادمة يتصدرها يوم الأرض الفلسطيني في الثلاثين من مارس (آذار) الجاري مع الفعاليات الفلسطينية المخططة لإحياء هذه الذكرى، وخاصة مسيرات العودة ليس فقط في القطاع، بل أيضاً في الضفة الغربية وعند الحدود الأردنية وفي لبنان.

واستحضر فيشمان تقديرات استراتيجية لشعبة الاستخبارات العسكرية في جيش الاحتلال "أمان" حول قرب نهاية "عقد الهدوء النسبي" في الضفة الغربية أيضاً، سواء بفعل الأوضاع الاقتصادية المتردية في القطاع، أو بفعل احتدام التوتر بين السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية وبين الشعب الفلسطيني.

وأكد أن تلك المعطيات تحمل في طياتها مخاطر انفجار مزدوج للغضب الشعبي الفلسطيني ضد السلطة الفلسطينية وضد قوات الاحتلال في حال اندلاع مواجهات ومسيرات عودة جماهيرية قد يتجه بعضها أيضاً إلى المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، خاصة في ظل غياب الأفق السياسي للحل، وعلى ضوء إعلان ترمب الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لفلسطين ونقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة في ذكرى النكبة الفلسطينية في الرابع عشر من مايو/ أيار القادم.

العمليات الفردية

وشدد على أن العمليات الفردية تخطت كونها فردية، وأصبحت تمثل حالة مزاج شعبي فلسطيني تنذر بانهيار النظام السابق، وانهيار متواصل يبحث عن فرصة لتفجير الغضب الفلسطيني في وجه السلطة وفي وجه الاحتلال.

وبين أن مسيرات جبارة وجماهيرية ستخرج في يوم الأرض، ولن تكون هذه المرة حالة يمكن التغلب عليها فقط بالغاز المسيل للدموع، في سيناريو يمكن له أن ينتهي في حال تحقق وزحف الفلسطينيون بالآلاف في الضفة الغربية باتجاه المستوطنات، وعند الحدود مع غزة باتجاه الداخل الفلسطيني، بسقوط قتلى كثيرين، وقد تكون هذه المسيرات الشرارة التي تشعل الأوضاع في الأراضي المحتلة.

واتفق فيشمان مع عاموس هرئيل في "هآرتس"، إلى أن التحرك الإسرائيلي النشط مؤخراً لمحاولة إطلاق خطة عربية دولية لتحسين الأوضاع الكارثية في قطاع غزة، كما عكسه اللقاء الذي عقده جاريد كوشنر وجيسون غرينبلاط، الأسبوع الماضي مع عدد من ممثلي الدول العربية في البيت الأبيض، وسط مقاطعة فلسطينية رسمية للقاء، احتجاجاً على إعلان ترمب بشأن القدس يسعى لاحتواء ذلك.

ولفت عاموس هرئيل إلى إيفاد نتنياهو لكل من وزير الشؤون الإقليمية، تساحي هنغبي ومنسق أعمال حكومة الاحتلال، الجنرال يوآف مردخاي للولايات المتحدة ولمؤتمر الدول المانحة في يناير/كانون الثاني في بروكسل، إضافة إلى لقاء مرتقب غداً لهذه الدول وينتظر أن يشارك فيه أيضاً الجنرال يوآف مردخاي، في محاولة إسرائيلية لتفادي تفجير الأوضاع في قطاع غزة. 

المركز الفلسطيني للاعلام

5-114