تحريم الأغاني!...خلاف بين الداعيتين يشعل جدلًا واسعًا في السعودية!!

تحريم الأغاني!...خلاف بين الداعيتين يشعل جدلًا واسعًا في السعودية!!
الثلاثاء ٢٠ مارس ٢٠١٨ - ٠٦:٠٩ بتوقيت غرينتش

سمحت السعودية في العامين الأخيرين بإقامة الحفلات الفنية بشكل رسمي في عموم البلاد!.

العالم - منوعات 

أشعل خلاف بين داعيتين سعوديين بارزين حول الأغاني، جدلًا واسعًا في مواقع التواصل الاجتماعي في المملكة، يوم أمس ، الإثنين، بعد أن استشهد الأول في تحريمه لسماع الأغاني بحديث للنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ما لبث الداعية الثاني أن شكك بصحته.

وبدأ الجدل عندما نشر أحد المغردين السعوديين في موقع “تويتر” مقطعًا صوتيًا منسوبًا للداعية صالح الفوزان يحرم فيه سماع الأغاني مستشهدًا بحديث منسوب للنبي، ليرد الداعية السعودي المعروف، عادل الكلباني بالقول: “للعلم فقط هذا حديث موضوع، يعني كذب على رسول الله”.


وعاد الكلباني، وهو إمام مسجد في مدينة الرياض وسبق أن كان أحد أئمة الحرم المكي، وعلّق على قضية تحريم الأغاني بالقول: “قال ﷺ: من كذب عليّ متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار . رواه البخاري ومسلم، وغيرهما”.

وتسبب رد الكلباني في استثارة ردود واسعة من قبل مغردين سعوديين هاجموه وانتقدوا رده على الفوزان، وهو عضو في هيئة كبار العلماء، أرفع هيئة دينية رسمية في المملكة، وشككوا في معلوماته وأن يكون مصدرًا للفتوى.

وفي موقع “تويتر” وصل السجال حول القضية التي يدافع فيها فريق من السعوديين عن رأي الكلباني، إلى صدارة الموضوعات المتداولة في المملكة من خلال دخول الوسم (#الكلباني_يكذب_الفوزان)، لقائمة الأكثر تداولًا “ترند” في “تويتر” السعودية.

وعلّق الكاتب السعودي، وليد الظفيري، على تضارب الآراء الدينية في موضوع واحد بين داعيتين بالقول: “الكلباني يرد على الشيخ صالح الفوزان بعد استدلال الفوزان بحديث مكذوب على النبي عليه الصلاة والسلام في تحريم الأغاني ..! لذلك لا يجوز الاستدلال بالأحاديث الضعيفة، ولا يجوز سوقها على عامة الناس بحجة تحريم الأغاني ..!!”.

وكتب الإعلامي عبدالله المالكي في سياق مشابه: “بعد الصراعات والتهويل التي كانت تذكر لنا سابقًا، وبعد مرور فترة من الزمن ظهر لنا عدم صحة تلك الأحاديث، وهذا المشهد أمامكم يثبت لنا ذلك”.

وحاول الكاتب عبدالله بن مشبب تهدئة السجال الدائر بالقول: “للتصحيح الكلباني لم يكذّب الشيخ صالح الفوزان، لكنّه بيّن أن فضيلة الشيخ استشهد بحديث باطل مكذوب على الرسول، ليؤكد رأيه في مسألة الغناء”.

لكن الكاتب والشاعر بدر العياضي رد على الكلباني منتقدًا: “قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أنزلوا الناس منازلهم، ومن هذا الحديث نقول هناك فرق كبير جدًا بين الواعظ الكلباني وعلامّة العصر الشيخ صالح الفوزان، لذا انزلوا الناس منازلهم كما أمركم رسول الله صلى الله عليه وسلم”.

ودافع مغرد آخر عن الداعية الفوزان، قائلًا: “ما ترك العلامة الفوزان فنًا من فنون العلم إلا وعلّمه للناس على كبر سنه وضعفه، يصنف الكتب ويعلم ويفتي تارة في المساجد وتارة في القنوات وتارة في عمله، وهكذا لا يكل ولا يمل من نشر التوحيد والسنة”.

والغناء والموسيقى من القضايا الخلافية بين علماء الدين، حيث يحرمها فريق، ويحللها آخر، في حين تقصر السعودية إصدار الفتاوى على لجنة دائمة للفتوى مرتبطة بهيئة كبار العلماء، ويعيّن أعضاءها ملك البلاد.

وسمحت السعودية في العامين الأخيرين بإقامة الحفلات الفنية بشكل رسمي في عموم البلاد، بجانب بث القنوات التلفزيونية الحكومية للأغاني، في إطار تغييرات اجتماعية وثقافية جذرية، يقول القائمون عليها إنها تتفق مع التفسير الديني المعتدل الذي كان متبعًا قبل نحو أربعة عقود.

120