"ذكرى غزو العراق".. صاحب الصورة الشهيرة بسجن أبو غريب يروي قصصا مروعة

الأربعاء ٢١ مارس ٢٠١٨ - ٠٧:١٥ بتوقيت غرينتش

في الذكرى الخامسة عشرة لغزو العراق، تحدث معتقلون سابقون في سجن أبو غريب "سيء الصيت" في بغداد عن الاضطرابات النفسية والشعور بالخوف وعدم الأمان التي يعانونها لغاية الآن.

العالم - العراق

وسربت وكالات انباء دولية بعد سنوات من تلك الاحداث، صورا مخيفة لتعذيب السجناء العراقيين في السجن الذي تديره الولايات المتحدة، هزت العالم وتسببت في فضيحة للجيش الأميركي.

وعرضت وكالة "رابتلي" الروسية، إفادات وشهادات لضحايا سجن "أبو غريب"، تحدثوا فيها عن الانتهاكات وأساليب التعذيب الوحشية التي تعرضوا لها.

"معاناة وشعور بعدم الأمان مستمر حتى الآن"

ويشير معتقلون سابقون في السجن "سيء السمعة" للوكالة التي لم تكشف هوياتهم، الى اضطرابات نفسية وشعور بالخوف وعدم الأمان مازالوا يعانونها حتى الوقت الراهن.

وتحدث أحد المعتقلين السابقين عن التعذيب الجسدي الذي تعرض له والإذلال النفسي والجنسي الذي لم يستطع أن ينساه أبدا، موضحا أن التعذيب الجسدي يمكن معالجته، لكن التعذيب والإذلال النفسي لا ينسى، كما تحدث عن عمليات القتل بحق المعتقلين التي كانت تتم بدون سبب أو إدانه وعلى مرأى من الجميع.


وطالب بعض ضحايا السجن بضرورة توفر مراكز إعادة تأهيل نفسية تمكنهم من نسيان الظلم الذي لاقوه بعد الإفراج عنهم، وتوفر العناية اللازمة لهم ولجميع المعتقلين السابقين.

"رأيت طفلا اغتصبوه أمام أبيه"

ويقول "علي شلال"، أحد أشهر سجناء أبو غريب، وصاحب الصورة الأكثر شهرة في السجن، التي تظهره معلقا كشبح ومربوطا بأسلاك التعذيب بالكهرباء، إن "جروحه النفسية أعمق من الجسدية".

وروى شلال للوكالة، قصصا عن الإهانات التي تعرض لها نزلاء هذا المعتقل الكائن غربي العاصمة بغداد، قائلا إن "جميع المعتقلين داخل السجن تعرضوا لانتهاكات وتعذيب وإذلال جنسي وإهانة واغتصاب وكثير من الأشياء السيئة".



ويشير شلال الى أن الطفولة او الكهولة لا تشفعان عند السجان في "أبو غريب"، فكل من كان فيه منتهك، كاشفا "رأيت طفلا اغتصبوه أمام أبيه".

واضاف أن "محققي الشركات كانوا يرتكبون جرائم شنيعة"، لافتا الى أن "هناك جروح غائرة بالنفس صعب الإنسان ينساها مهما طال الزمن".



واشتهر السجين "علي شلال" بصورة يظهر فيها مغطى الرأس واقفاً على صندوق والأسلاك كانت موزعة في المناطق الحساسة في انحاء جسده وأعضائه التناسلية تحت تهديد بالصعق الكهربائي إذا ما وقع من على الصندوق.



وزعم الجيش الأمريكي أن الأسلاك لم تكن موصولة بالكهرباء لكن فقط هي لإيهام السجين وتهديده بالصعق الفعلي بالكهرباء.

وكانت الصورة أبرز الصور التي تناقلتها وسائل الاعلام في فضيحة أبو غريب، وأصبحت رمزاً لما فعله الجيش الأمريكي في سجن أبو غريب من تعذيب وسوء معاملة وانتهاكات لحقوق الإنسان.

وبعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 أصبح سجن أبو غريب غربي بغداد، المكان الرئيسي لاحتجاز العراقيين المتهمين بجرائم ضد قوات التحالف الغربي ومورس وراء جدرانه التعذيب والقتل.

ويقع سجن أبو غريب والذي يحمل حالياً مسمى "سجن بغداد المركزي"، قرب مدينة أبو غريب، (20 كم غربي العاصمة بغداد).-

103