غضب مغربي ضد مسؤول سعودي والسبب؟

غضب مغربي ضد مسؤول سعودي والسبب؟
الجمعة ٢٣ مارس ٢٠١٨ - ٠١:٣٨ بتوقيت غرينتش

أثارت تغريدتان كتبهما تركي آل الشيخ المستشار في الديوان الملكي السعودي ورئيس الهيئة العامة للرياضة في السعودية، بشأن دعم طلب المغرب لاستضافة مونديال 2026 الكروي، ردود أفعال غاضبة في الأوساط الرياضية والشعبية والسياسية المغربية.

العالم - السعودية


وكتب آل الشيخ في تغريدة له على حسابه على «تويتر»، مطلع الأسبوع الحالي: «لم يطلب أحد أن ندعمه في ملف 2026، وفي حال طُلب منا سنبحث عن مصلحة السعودية، واللون الرمادي لم يعد مقبولاً لدينا»، وأضاف: «هناك من أخطأ البوصلة، إذا أردت الدعم فعرين الأسود في الرياض هو مكان الدعم، ما تقوم به هو إضاعة للوقت، دع (الدويلة) تنفعك...! رسالة من الخليج (الفارسي) إلى المحيط».

وأعلن المغرب، أغسطس الماضي، تقدمه بطلب رسمي إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» لاستضافة بطولة 2026، لينافس بذلك ملفا ثلاثياً مشتركاً للولايات المتحدة الأميركية والمكسيك وكندا، وفي 16 من الشهر الحالي، قدم المغرب، رسميًا، ملف ترشيحه لاحتضان المونديال.

الباحث المغربي المهتم بالشأن الرياضي يحيى السعيدي، قلل من قيمة المواقف الصادرة عن تركي آل الشيخ وتأثيرها على الملف المغربي، وأوضح في تصريح لـ «الأناضول» أن «تغريدات المسؤول السعودي أملتها خلفيات سياسية، ويجب استحضارها في دفاع المغرب عن حظوظه في الفوز بتنظيم مونديال 2026».

وأرسل المغرب في 12 يونيو الماضي، طائرات محملة بمواد غذائية إلى دولة قطر، وذلك بعد أسبوع من اندلاع الأزمة الخليجية، تعبيراً منه عن رفض الحصار المفروض على الدوحة.

وتبنت الرباط منذ البداية موقفاً محايداً من الأزمة، حيث دعا الملك المغربي محمد السادس آنذاك أطراف الأزمة إلى ضبط النفس، والتحلي بالحكمة من أجل تخفيف التوتر، وتجاوز الأزمة، وعبرت الرباط عن استعدادها لبذل مساعٍ حميدة من أجل تشجيع حوار صريح وشامل بين هذه الأطراف.

من جهته، قال القيادي في حزب الاستقلال المعارض، عادل بنحمزة إن «موقف تركي آل الشيخ، الذي لمح فيه لعدم دعم بلاده للمغرب، في مساعيه لاحتضان مونديال 2026، يرجع إلى الأزمة غير المعلنة مع المغرب، بسبب موقف الرباط من الأزمة الخليجية».

وأضاف بنحمزة، في تدوينة عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، أن بلاده «عبرت عن موقف متوازن يتمثل في الحياد التام والحفاظ على العلاقة مع جميع أطراف الأزمة، وهو موقف يحسب للدبلوماسية المغربية».

تصريحات مسيئة

واعتبر النائب البرلماني السابق بنحمزة، أن المسؤول السعودي «أساء للمغرب من خلال اللغة التي وظفها في تغريدته»، وأكد بنحمزة أن «بلاده لن تكون تحت وصاية أي أحد، إن المغرب يحترم البيت الداخلي الخليجي، ولم يتدخل حتى في التغييرات الأخيرة التي عرفتها العائلة الحاكمة في السعودية».

ورفض المسؤولون المغاربة التعليق على الأمر، سواء وزير الرياضة المغربي رشيد الطالبي العلمي، أو فوزي لقجع رئيس الاتحاد المغربي لكرة القدم.

خالد الناصري، القيادي بحزب التقدم والاشتراكية (مشارك في الائتلاف الحكومي)، قال في تصريحات صحافية إن بلاده «اختارت الوقوف على مسافة واحدة من أطراف الأزمة الخليجية، ما يسمح لها بلعب دور حيادي لتقريب وجهات النظر بين المختلفين».

ولفت الى أن تصريحات آل الشيخ محاولة للزج بالمملكة المغربية من أجل مساندة طرف على حساب آخر، وقال: «يبدو لي أن محاولة الزج بالمغرب للتموقع لمساندة هذا الجانب أو ذاك ضد الآخر، لن تفلح لأن المغرب عبر عن رغبته في الحياد».

ويتضح أن هناك تناقضاً في مواقف المسؤولين السعوديين أكدته تصريحات مستشار رئيس الهيئة العامة للشباب والرياضة السعودي طلال آل الشيخ، إذ قال خلال زيارته السبت الماضي إلى الرباط، إن «الزيارة إلى المملكة لتأكيد وقوف السعودية الدائم إلى جانب المغرب».
  
وأضاف عقب اجتماعه بمسؤولين في الاتحاد المغربي لكرة القدم أن «تركي آل الشيخ يكن تقديراً كبيراً للمغرب وتصريحاته الأخيرة وتأخر السعودية في الإعلان عن موقفها فهمت بشكل خطأ».

لكن محاولة طلال آل الشيخ تبرير تصريحات تركي لم تكن كافية لإقناع المغاربة بـ «ضبابية» الموقف السعودي، فأكد الباحث الرياضي المغربي يحيى السعيدي أن زيارة مستشار تركي آل الشيخ لم تكن كافية لتوضيح الموقف السعودي، وأوضح قائلاً: «لقد جاء للمغرب فقط من أجل ضمان توقيع فريقي الرجاء والوداد المغربيين للمشاركة في دوري أبطال العرب لكرة القدم الذي ترعاه السعودية».

وأشار السعيدي في حديثه لـ «الأناضول» إلى أن هناك تناقضاً في تصريحات المسؤولين السعوديين، «المعني بالتصريحات لم يكذب وهو المطالب بتوضيح الموقف السعودي».

السعيدي أضاف: «عندما نتحدث عن الأصوات فإننا نستبق الأمور، هناك أربع مراحل، تنطلق بالزيارة التفقدية للجنة الفيفا، ثم إحالة الملفات على مجلس الاتحاد الدولي ثم إلى مؤتمر الاتحاد الدولي قبل الوصول إلى تصويت الاتحادات المحلية في يونيو».

بينما اعتبر عادل بنحمزة أن أي موقف رسمي سعودي سلبي بشأن ملف المغرب «لا يمكن أن تتم قراءته سوى كونه تعبيراً عن ضيق صدر القيادة السعودية الجديدة من تقبل الاختلاف في القضايا التي تهم المنطقة»، ولم يستبعد النائب البرلماني السابق أن يتجاوز الموقف السعودي كرة القدم إلى مجالات أخرى تهم سيادة المغرب، لحمل الرباط على مراجعة تعاطيه مع ما تقرره السعودية، وقال: «إنه أمر لا يمكن توقع خضوع المغرب له، لكن مع ذلك يجب الحذر منه».

106-10