الانتخابات الرئاسية المصرية ما بين دعوات المقاطعة والمشاركة

الانتخابات الرئاسية المصرية ما بين دعوات المقاطعة والمشاركة
الجمعة ٢٣ مارس ٢٠١٨ - ٠٢:٥١ بتوقيت غرينتش

تجرى الانتخابات الرئاسية المصرية في الفترة من الإثنين وحتى الأربعاء المقبل، ويتنافس فيها الرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي ورئيس حزب الغد موسى مصطفي موسى.

العالممصر

وتنقسم القوى السياسية والشارع المصري ما بين فئتين، أولاهما تحث على المشاركة في تلك الانتخابات، مؤكدة على أهمية المشاركة في حد ذاتها، والأخرى تدعو للمقاطعة معتبرة تلك الانتخابات "شكلية".

ودعا الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي المصريين، في حوار تلفزيوني أذيع مؤخرا، إلى المشاركة في الانتخابات بكثافة.

ومن بين الداعين للمقاطعة الحركة المدنية الديمقراطية، التي تضم ثمانية أحزاب وعشرات الشخصيات السياسية، وأعلنت الحركة رفضها للعملية الانتخابية برمتها ومقاطعتها لها، ودعت المواطنين المصريين ليحذوا حذوها، بعدما وصفوه بـ"تجفيف المشهد السياسي المصري".

وجددت الحركة مؤخرا موقفها المقاطع لتلك الانتخابات.

لكن طرفا آخر من القوى السياسية يرفض دعوات المقاطعة، بل وبعتبرها "خيانة للوطن".

ويقول أحمد زيدان عضو البرلمان المصري عن حزب حماة الوطن: "هذه الدعوات أقل ما توصف به أنها خيانة للوطن. نحن نناشد الشعب المشاركة في الانتخابات الرئاسية، وسيشارك الشعب بالفعل، لأنه الشعب لديه مسؤولية تجاه الوطن وتجاه الرئيس السيسي، الذي أنقذ الوطن من مشكلة كبيرة كانت تلوح في الأفق".

 

ووصف أعضاء بالحركة المدنية الديمقراطية المشهد الانتخابي بأنه ""عبثي يجري في ظل حالة الطوارئ ، وبلا ضمانات أو حريات"، ما تسبب في تقديم بلاغ رسمي ضدهم، يتهمهم بإثارة الرأي العام، والتحريض ضد الدولة بهدف قلب نطام الحكم.

ويقول خالد داود، رئيس حزب الدستور وعضو الحركة المدنية الديمقراطية، في تصريحات لمراسل بي بي سي عبد البصير حسن : "موقفنا لم يتغير. ما زلنا نرى أنه لا توجد انتخابات في مصر. ما نشهده أقل حتى من استفتاء".

وأضاف: "ما زلنا ندعو الشعب المصري إلى مقاطعة هذه العملية، التي هي في الواقع أقرب لمهرجان المبايعة للسيسي، وتهدف لتوصيل رسالة للعالم الخارجي بأن الشعب المصري راض عن الواقع المطروح أمامه".

ويقول داوود: "لا أتوقع أن يكون هناك إقبال بالشكل الطبيعي، ما لم يتم الحشد المعتاد من قبل أجهزة الدولة، ودعوة المواطنين للمشاركة في التصويت بكافة الأشكال".

وتابع: "لكن في ظل غياب تلك المنافسة فالنتيجة هي الغياب عن الصناديق".

ويرى المؤيدون للرئيس السيسي أن غياب المنافسة الحقيقية يرجع إلى فشل المعارضة، لكن داوود يرد على ذلك قائلا: ""كان هناك أربعة مرشحين محتملين، أحدهم سُجن وهو رئيس الأركان السابق الفريق سامي عنان، بينما تم الضغط على الفريق أحمد شفيق ليتراجع عن الترشح".

وأضاف: "أما خالد على، فقد تم تشويه سمعته وتلفيق قضيه له، ومحمد أنور السادات، وهو معارض غير شرس للنظام، قرر الانسحاب بعد أن تأكد أن كل أجهزة الدولة وأدواتها تعمل من أجل ضمان أن يبدو الأمر وكأن الشعب يبايع الرئيس السيسي".

واختتم داوود: "كان هناك مرشحون قادرون على المنافسة، لكن الأجواء العامة خنقت المعارضة وختقت السياسة في مصر".

ويتوقع المؤيدون للسيسي نسبة مشاركة كبيرة، ويقول أحمد زيدان: "المصريون سيفاجئون العالم بمشاركة إيجابية، في الانتخابات الرئاسية في الداخل، كما حدث في الخارج".

وتابع: "لا أتفهم مبررات من يدعو للمقاطعة، لكن اعتقد أن هؤلاء غالبا لديهم مطامع شخصية".

206