تفاصيل مثيرة حول أنفاق الغوطة الشرقية

تفاصيل مثيرة حول أنفاق الغوطة الشرقية
السبت ٢٤ مارس ٢٠١٨ - ٠٢:٢٤ بتوقيت غرينتش

كشف الجيش السوري مؤخرا “شبكة أنفاق جديدة في كفر بطنا بطول أكثر من 3كم وعمق 15م ,وفيها غرف عمليات ومقرات ومراكز إدارة ومشفى ميداني , وهو واحد من مئات الأنفاق التي حفرها وبناها المسلحون في الغوطة الشرقية بدءا” من القابون وبرزة في الغرب وحتى النشابية في الجنوب الشرقي على امتداد عشرات الكيلومترات ومساحة مئات الكيلومترات المربعة .

العالم - سوريا

يمكن تصنيف هذه الأنفاق إلى عدة أنواع من حيث عمقها وطولها ومهامها :

1- فمن حيث العمق نجد بأن هناك أنفاق على أعماق 3م , 5م , 10م , 15م وتصل حتى أربعين مترا” , وأحيانا” تشكل عدة طوابق متصلة فيما بينها بشبكة معقدة من أنفاق التوصيل.

2- ومن حيث الطول نجد أنفاق يكون طولها أقل من عشرة أمتار وأخرى طولها عشرات الأمتار وثالثة يصل طولها مئات الأمتار ورابعة طولها عدة كيلومترات كالمكتشف مؤخرا”

3- أما من حيث المهمة فنجد منها عدة أنواع :

أ‌- أنفاق كبيرة وعريضة تسير بها الآليات والشاحنات مخصصة لعمليات النقل وإيصال المواد والعتاد والتجهيزات , كتلك الأنفاق التي كانت تصل بين القابون وباقي أجزاء الغوطة الشرقية والتي كشفها الجيش أثناء السيطرة على مواقع الإرهابيين في القابون وبرزة.

ب‌- أنفاق مخصصة لحماية الإرهابيين وتنقلاتهم تحت الأرض وتوجيههم للقتال من منطقة لأخرى , وهذا النوع يشكل شبكة معقدة جدا” وذات أعماق واتجاهات متعددة وتتصل ببؤر الأبنية التي يجري التحويل من خلالها .

ت‌- أنفاق مخصصة لقادة الإرهابيين ومقراتهم وغرف عملياتهم والمشافي الميدانية , مثل تلك التي اكتشفها جيشنا المغوار في كفر بطنا مؤخرا”.

ث‌- أنفاق مخصصة لتخزين الأسلحة ومواد التموين والعتاد

ج‌- أنفاق تحفر باتجاه مواقع الجيش وأبنية مؤسسات الدولة , تمهيدا” لتفجير هذه الأبنية كما حصل في إدارة المركبات في حرستا ومشفى القصير الذين فجروه من خلال نفق وصل حتى أسفله , وغيرها من الأماكن.

إن هذه الأنفاق لاتقتصر على الغوطة فقط , بل كانت تحفر في كل منطقة يصل إليها الإرهابيون في كل سوريا , وهنا نستذكر الأنفاق الكبيرة في حمص والتي وصل إحداها إلى عشرين كيلو متر وينتهي خارج المدينة باتجاه الأراضي اللبنانية .

وهنا يتبادر لنا الأسئلة التالية :

أولا”- كم من المبالغ الفلكية صرفت على حفر وبناء مثل هذه الأنفاق , ليس فقط في الغوطة , بل بكل المناطق التي تواجد فيها الإرهابيون ؟

ثانيا”- كم من الخبرات والتجهيزات اللازمة لإنجاز مثل هذه الأنفاق , التي يتجاوز بعضها باتساعه وفخامة بنائه وتجهيزاته أي فيلا على سطح الأرض ؟

ثالثا”- كم من الجهود بذلت وكم من الأشخاص شاركوا بحفر وبناء هذه الأنفاق؟ خاصة وأن منطقة الغوطة تشكل حوض مائي كبير , تكون فيه المياه الجوفية قريبة من سطح الأرض , فلكي يتم حفر واستثمار مثل هذه الأنفاق فإنه يتطلب خبرات كبيرة لاتتوفر لدى الإرهابيين وتجهيزات ومواد عزل ذات نوعية متميزة غالية الثمن لعزل هذه الأنفاق عن المياه وإبطال مفعولها .

إن كل ذلك يشير إلى أن هؤلاء الإرهابيين يعملون ضمن منظومة عدوانية عالمية متكاملة قدمت فيها الأموال الباهظة من الدول الخليجية وأدوات الحفر وتجهيزاتها من الدول الغربية , والخبراء الأجانب من دول العدوان لتخطيط وبناء مثل هذه الأنفاق.

لقد بنيت هذه الأنفاق الضخمة تحديدا” في الغوطة الشرقية القريبة من العاصمة دمشق, ضمن استراتيحية دول العدوان لكي يستطيع الإرهابيون من خلالها تنفيذ أجندات القوى المعادية برئاسة أمريكا والصهيونية العالمية للإستمرار بمحاربة الدولة السورية سنوات عديدة تمهيدا” لإسقاطها كما كانوا يخططون ويعتقدون , ولكن المفاجأة الكبرى كانت لهؤلاء الإرهابيين والدول الداعمة لهم أن استطاع الجيش العربي السوري وقواه الرديفة تحرير أكثر من ثمانين بالمئة من المناطق التي كانت بيد الإرهابيين خلال عدة أسابيع رغم كل القوى المتوفرة لديهم والتي كان يعول عليها قادة العدوان لتستمر سنوات عديدة , ورغم كل التهويل والضخ الاعلامي المعادي من أعتى امبراطوريات الإعلام العربية والأجنبية ضد الدولة الوطنية السورية وهذا يؤكد أن الجيش العربي السوري أقوى جيوش المنطقة لمحاربة قوى الإرهاب العالمية والدول الداعمة لها .

106-10