علينا الدعاء لـ بن سلمان ليدوم ظله وارفا !

علينا الدعاء لـ بن سلمان ليدوم ظله وارفا !
السبت ٣١ مارس ٢٠١٨ - ٠١:٤٣ بتوقيت غرينتش

قد يستغرب القارئ من قولنا بانه "علينا الدعاء كي لا يرحل بن سلمان عن الدنيا سريعا ويبقى ظله وارفا" لكننا نردف القول "حتى يستلم الاسلحة الاميركية التي ستقع بيد جبهة المقاومة مستقبلا".

العالم - إیران

لقد تحدث بن سلمان عن احتمال الحرب مع ايران في غضون الاعوام الـ 10 او الـ 15 القادمة وفي الحقيقة فان تحديد هذه الفترة من الزمن هو لتوفير الفرصة الكافية لاميركا لحلب آل سعود.

كما ان استعجال اميركا واوروبا لتفريغ جيوب بن سلمان باتفاقيات تسليحية باهظة بمئات مليارات الدولارات بذريعة مواجهة السعودية للجمهورية الاسلامية ياتي في حين ان آل سعود غائصون في اوحال حرب اليمن التي كان من المقرر ان تنتهي خلال اسبوع واحد كحد اقصى لكنها دخلت الان عامها الرابع.  

وهنا ينبغي التساؤل عن السبب في سعي السعودية لامتلاك هذا الحجم الهائل من الاسلحة، فحينما تكون عاجزة الى هذا الحد عن مواجهة انصارالله في اليمن فكيف تتوهم بمواجهة ايران الاسلامية؟ ! ومن جانب اخر، لو كانت اميركا قادرة على مواجهة ايران عسكريا لما ترددت في ذلك حتى لحظة واحدة خلال العقود الاربعة الماضية. 

لقد اعترف ترامب غاضبا بانهم انفقوا 7 تريليونات دولار في المنطقة ولكن من دون تحقيق اي نتائج تذكر، ولكن لابد من القول هنا بان بيع مئات مليارات الدولارات من الاسلحة الاميركية والاوروبية للسعودية، وخلافا لما تدعيه اميركا ويصدقه بن سلمان، ليس من اجل تلبية حاجات السعودية العسكرية بل ان اميركا وبريطانيا هما اللتان بحاجة الى بيع هذه الاسلحة لانقاذ اقتصادهما المنهار.  

الادلة كلها تشير الى استمرار حكم آل سعود على الحجاز على شاكلة القرون الوسطى يواجه مصاعب حقيقية وهنالك مؤشرات جادة على احتمال سقوطهم في المستقبل غير البعيد، من ضمنها محاولات بن سلمان علمنة الحكم واعتقال وازاحة الكثير من الامراء وهزيمتهم المذلة في حرب اليمن والتواصل غير الخفي مع كيان الاحتلال الصهيوني واتفاقيات تسليحية بمئات مليارات الدولارات لشراء الاسلحة من اميركا وبريطانيا... وبناء على ذلك يمكن الاستنتاج بان اميركا تسعى لادارة عملية انهيار سلطة آل سعود ومرروا ذكر الفترة الزمنية من 10 الى 15 عاما على لسان بن سلمان، وهي الفترة التي اخذوها بنظر الاعتبار لزوال حكم آل سعود !.

وهنا نستذكر كلاما للامام الخميني الراحل (رض) خلال فترة الحرب المفروضة (من قبل النظام العراقي السابق ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية 1980-1988)، حول الاسلحة الكثيرة التي زود الغرب بها نظام صدام، حيث قال "هنالك البعض يقومون بتخويفنا من ان صدام قد ازدادت دباباته واسلحته. ذلك صحيح، اذ ان اسلحته ازدادت، ولقد قلت سابقا ايضا بان هذا الامر يدعو للسرور بالنسبة لنا، بسبب ان شبابنا سيغنموها منهم". لقد تحقق ما توقعه الامام كالكثير من تكهناته الاخرى.

وختاما ننوه الى ما ورد على لسان الامام السجاد (عليه السلام) الذي شكر الباري تعالى بقوله "الحمد لله الذي جعل اعداءنا من الحمقى"، ولا بد من الدعاء بان لا يرحل بن سلمان عن الدنيا ويبقى ظله وارفا ! قبل ان يتسلم الاسلحة الاميركية التي يجب ان تقع بيد جبهة المقاومة.
 
بقلم: حسين شريعتمداري/ مدير مؤسسة كيهان الإعلامية الإيرانية