معركة صيدا - جزين الانتخابيّة تشعل الخلافات بين المرشّحين

معركة صيدا - جزين الانتخابيّة تشعل الخلافات بين المرشّحين
الأربعاء ٠٤ أبريل ٢٠١٨ - ٠٥:٤٤ بتوقيت غرينتش

لم تكد اللوائح الانتخابية في دائرة صيدا-جزين الانتخابية تقفل أبوابها على مرشحيها في وزارة الداخلية والبلديات رسميا، حتى احتدمت المعركة بينها، اطلقت الماكينات الانتخابية، بدأ رفع صور المرشحين وشعاراتهم، تزامنا مع سجال اعلامي وتراشق خطابي من العيار الثقيل، وصلت الى حد الاتهامات المتبادلة بـ"المحاصرة" و"محاولة الالغاء"، بهدف شدّ عصب الناخبين تحت عناوين مختلفة لكل لائحة، فيما القانون الانتخابي الجديد القائم على النسبية أعطى فرصة لجميع المرشحين بالفوز سواء بـ"الحاصل الانتخابي" او "الصوت التفضيلي".

العالم - لبنان 

وتؤكد مصادر صيداوية ، أن المعركة في مدينة صيدا تحولت من "التحالفات الانتخابية" الى "الصوت التفضيلي" بعد حسابات "مناطقية" بأن تحصل اللوائح على "الحاصل الانتخابي"، في معادلة تقريبية لعدد الذين يحق لهم الاقتراع 120000 والمتوقع ان ينتخب منهم، مع معلومات ان الاقبال سيكون كثيفا نظرا لحدة التنافس بين المرشحين انفسهم.

الى جانب "الصوت التفضيلي"، تضج المدينة هذه الايام بالاقاويل والشائعات، وتتحدث عن ضغوط مورست على هذا التنظيم او التيار او ذاك المرشح لعدم اتمام تحالفات بعينها، فيما الواضح ان كل واحد منهم درس خياراته جيدا بهدف الفوز بعيدا عن اي تبعية سياسية، بعضهم أجرى مصالحات كما في جزين بين مرشحي "​التيار الوطني الحر​" النائبين زياد أسود وأمل ابو زيد" والدكتور سليم الخوري، مع المرشح عن المقعد الكاثوليكي جاد صوايا الذي اعلن انسحابه، وبين الدكتور ​عبد الرحمن البزري​ وماهر الرشيدي الذي انسحب وأعلن تأييده له، وبين المرشح الدكتور علي الشيخ عمار والدكتور أسامة سعد الذي تشهد العلاقة بينهما تحسنا ملحوظا قد تفضي الى التصويت له، وبين "​القوات اللبنانية​" و"الكتائب" بهدف الحفاظ على وجودهما مع صعوبة الخرق.

سعد يرد على الحريري

مقابل هذه المصالحات والحسابات، ارتفع الخطاب الانتخابي، وبلغت نبرتها العالية، فالنائب بهية الحريري اول من اعلنت خلال اطلاق لائحتها "التكامل والكرامة"، بأنها "محاصرة"، قالت "لائحتنا تتقدم إلى الانتخابات دفاعاً عن إرادة الحياة في منطقةٍ يريدون كسرها، يريدون شطب تاريخ رفيق الحريري من صيدا وشطب تاريخ من صنعوا مجد جزين واستبداله بزمن الاستقواء على الناس. وإنّ كْرامة صيدا وجزين فوق كلّ اعتبار وفوق كلّ استهداف وفوق كلّ إلغاء او إختصار".

وسرعان ما جاء الرد من سعد، خلال مهرجان لائحة "لكل الناس"، مؤكدا "اننا لا ننافس لالغاء احد او محاصرته، لكن ليس بمقدور احد ان يلغينا"، مضيفا "ان الانتخابات ليست بالرشوة ولا بتمنين الناس ولا برهنها لاصحاب السلطة والنفوذ، انما هي تنافس بين برامج وخيارات نضالية"، معاهدا "اهل صيدا وجزين على النضال لتحصيل حقوقهم المهدورة ومحاربة الفساد ووقف هجرة الشباب".

خلاف التيار والجماعة؟!

في السياق الانتخابي أيضًا، ترك تصريح عضو المجلس السياسي لـ"التيار الوطني الحر" ناجي حايك، بان التحالف مع الجماعة انتخابي فقط وان هناك خلافا بين قناعات كل طرف، التيار لا يرى مشكلة بافتتاح "نايت كلوب" في المدينة بينما الجماعة تريد ان تطبق الشريعة الاسلامية، ما ترك استياء لدى جمهور "الجماعة"، وثغرة للمرشحين المنافسين لاستغلال هذا التناقض، بينما سارع منسق مجالس اقضية الجنوب في التيار ماهر باسيلا للتأكيد ان ما ورد على لسانه لا يمثل الموقف ا

الرسمي والسياسي للتيار، في محاولة واضحة لعدم احداث شرخ خاصة مع التصويب على ماهية التحالف في اصله، مؤكدا ان "التيار على أهمية حفظ الخصوصيات ووحدة اللبنانيين بمختلف مكوناتهم للحفاظ على الصيغة اللبنانية النموذج، كما يؤكد على متانة التحالف بينه وبين شركائه في لائحة صيدا وجزين معا".

الحلم بين العلم والعمل

وسط هذا، ترك ترشيح رئيس "تجمع 11 اذار" رجل الأعمال مرعي أبو مرعي، ابن شقيقته، عضو مجلس بلدية الهلالية سمير البزري عن أحد المقعدين السنيين في مدينة صيدا من خارج النادي السياسي الصيداوي التقليدي، تساؤلات حول خلفيته وأهدافه، حيث تؤكد مصادر مقربة منه "ان ابو مرعي اراد ان يبعث برسائل متعددة الاتجاهات الى القوى المعنية في المدينة، بأنه حان الوقت لـ "جيل الشباب" أن يأخذ دوره بالحياة النيابية وكسر حكر الاقطاعية السياسية" التي حكمت المدينة ردحا طويلا من الزمن.

وتساءلت المصادر، هل ينجح أبو مرعي في تحقيق حلم تطوير مرفأ صيدا وانشاء حوض جاف للسفن، ليوفر فرص العمل لالاف الشباب في المدينة، فينعش اقتصادها ودورتها التجارية بعد ركود طويل، من خلال ترشيح سمير البزري، وأشارت المصادر ان مشروع رئيس الحكومة الشهيد رفيق الحريري الذي علم نحو 35 الف شاب جامعي على مدى سنوات، باتوا مهددين في لقمة عيشهم عبر البطالة التي يعانون منها، ومنهم من حزم حقائبه ورحل عن لبنان، فالتحدي الذي يخوضه اليوم هل ينجح هو في توفير فرص العلم لهم؟!.

خلاصة القول، ان المدينة تعيش مرحلة جديدة من التحالفات، فهل تستمر بعد اليوم الانتخابي في 6 ايّار المقبل، أم تعود الامور الى مسيرتها الاولى، فيما يأمل ابناء المدينة الاّ يدفعوا ثمنا للخلافات السياسية مجددا، مهما كانت خيارات القوى السياسية؟!.

النشرة

FAD-2