عكاريت السياسة يتسابقون لقضم قطعة كيك

عكاريت السياسة يتسابقون لقضم قطعة كيك
الخميس ٠٥ أبريل ٢٠١٨ - ٠٦:٠٥ بتوقيت غرينتش

لم يكن على شاب ذي عينين زرقاوين قامت عليه الدنيا ولم تقعد، سوى التبسم بحذر والتحضير لسيناريو القيامة الذي تم إعداده لبلاده، يمشي شاب اسمه بشار ببذلة أنيقة حاملاً حقيبة عمله يومياً في الصباح الباكر نحو مكتبه، لم تمنعه جميع السيناريوهات والخطط العسكرية والدبلوماسية والسياسية من ممارسة واجباته الاجتماعية كرئيس مواطن.

العالم - مقالات وتحليلات

كثيرة هي الاعين والكاميرات والوجوه الفرحة التي لاحقته مع عائلته عند كل زيارة كان يقوم بها إلى كل عائلة جريح، مشاركات في الأعياد، حضور لفعاليات ثقافية راقية في دار الأوبرا، مشاركة الناس في أفراحهم وأحزانهم، لقد كان كل ذلك كفيلاً بمنح كل محبي هذا الشاب سلاحاً بمفعول قنبلة نووية، ألا وهو الثقة والروح القتالية العالية.

بدأ سيناريو العالم السفلي من شعارات التابوت وبيروت وقتل شاب اسمه نضال جنود، شعارات “حرية” مبهمة تحولت سريعاً إلى المطالبة بخلافة إسلامية أهم ملامح ديمقراطيتها إبادة البعض وإجبار البعض الآخر على دفع جزية، دُقت الطناجر ورُفعت الأعلام السوداء، تجول الإسرائيليون من ضباط استخبارات ومراسلو قنوات عبرية في الداخل السوري بمعية “ثوار الحرية” أُقيمت مدن تحت مدن، حوصرت البلاد وعوقبت سياسياً واقتصادياً، وصار أي نغل بطلاً بعد تزعمه ميليشيا إرهابية تستمد دعمها من الخليج (الفارسي).

لم تشهد بلاد أي نشاط استخباراتي وتجسسي تخريبي كالذي شهدته الساحة السورية، ولم يجتمع على أرض من جنسيات العالم وأعراقها كما اجتمع على الأرض السورية.

عندما خرج أهالي الغوطة الشرقية الذين شكل جزء منهم بيئةً حاضنة للتطرف على مدى سبع سنوات بمسيرات مؤيدة تحمل الأعلام السورية وصور الرئيس الاسد هاتفين للجيش، وعندما تسابق مسلحو الأمس لتسوية أوضاعهم والالتحاق بالجيش، عندما يتحسس من في القلمون الشرقي رقابهم ويسارعون لطلب الدفء في حضن الوطن، وعندما ترى حافلات المسلحين وعائلاتهم خارجةً من الغوطة وهم يرتدون أقنعةً تخفي نظراتهم المنكسرة وتجاعيد الذل والانهزام على وجوههم.

عندما تستنفر بريطانيا و"إسرائيل"وأميركا بسبب أسرار تم وضع اليد السورية عليها في الغوطة، ويخطب دونالد ترامب مرغماً بأن الوقت حان لسحب جنوده من سوريا، عندما تؤكد موسكو بأنها تجمع كل الوثائق والدلائل على تورط دول غربية بدعم الإرهاب وتجدد تأكيدها بأن قضية الضباط الأجانب الذين تم أسرهم في الغوطة هو شأن خاص بالقيادة السورية فقط، مما يجعل دم اللورد الإنجليزي البارد يغلي ويدفعه للذهاب إلى سلطنة عمان من أجل التوسط مع دمشق… عندما يحصل كل ذلك فتأكدوا بأنها علامات النصر الكبير.

حلب دير الزور حمص القصير بابا عمرو الخالدية والغوطة الشرقية، فيما ادلب تتحول إلى مكب نفايات ينتظر مصيرين إما الحرق إنقاذاً للبيئة السورية، أو التسليم دون إطلاق رصاصة بتسوية إقليمية تكون روسيا الحليفة ضامنها، ليبقى ريف حمص وريف حماة منتظراً التحرير وبسيناريو مشابه لما حدث في الغوطة، سترون هناك المسيرات المؤيدة التي ستخرج طلباً لدخول الجيش.

على السعودية ومن معها دفع تكاليف الحماية الأميركية لها، ودفع ضرائب مع الفائدة لوجود الأميركي على الأرض السورية، ولي عهد النظام الصحراوي في الرياض بن سلمان أقر ببقاء الرئيس الأسد، وهذا لا يعني أن مسلسل التآمر الأميركي ـ السعودي قد انتهى، لكنه في الحد الأدنى دليل على هزيمة المعركة إن لم يكن هذه الحرب.

لم تسقط سوريا بل قامت كما المسيح، ودكت حصون الإرهاب كما هُزت حصون خيبر، لقد بدأ عكاريت السياسة في العالم الغربي يحاولون إبرام صفقات مع حلفاء دمشق الروس، للخروج بجوائز ترضية وبأقل خسائر، فيما تعلو أصوات زعيق أبناء آوى في الربع الخالي بسبب فشل رهانهم وضياع الأموال الهائلة على دعم ميليشيات باتت في خبر كان، وآخرها كان ميليشيا جيش الإسلام وفيلق الرحمن وأحرار الشام.

علي مخلوف - عاجل

2-4