بعد أفغانستان والعراق..

بالفيديو: واشنطن تعدو خلف ذريعة للتدخل العسكري في سوريا

الثلاثاء ١٠ أبريل ٢٠١٨ - ٠٦:٢٠ بتوقيت غرينتش

دمشق (العالم) 10-04-2018 ـ ليست هذه المرة الأولى التي تلجأ فيها الإدارة الأميركية ومن معها من دول غربية إلى اختلاق الذرائع لتدخلها العسكري في المنطقة، فهي غزت أفغانستان بذريعة الحرب على الإرهاب، واحتلت العراق بذريعة امتلاكه أسلحة الدمار الشامل، واليوم تسعى للتدخل في سوريا بذريعة استخدام الأسلحة الكيمياوية.

العالم ـ سوريا

بدأت الولايات المتحدة تدخلها في الشرق الأوسط قبل نحو عقدين وذلك بحجة الدفاع عن المصالح الأميركية حول العالم.

ولا يعتبر النفط مصدر الاهتمام الوحيد للاستراتيجية الأميركية، بل أن كل المصالح الاقتصادية التي تندرج ضمن مفهوم الأمن الاقتصادي بالنسبة للولايات المتحدة تدخل أيضاً ضمن المصالح الحيوية التي تسعى للحفاظ عليها ولو باستعمال القوة.

مع وصول الجمهوريين لسدة السلطة مع جورج بوش الأبن الذي تبنى نهج استخدام القوات الأميركية في العالم بشكل واسع، وبدأت هذه العملية العسكرية مع بداية ما أسموه "الحرب على الإرهاب" بعد هجمات 11 من سبتمبر العام 2001 في نيوريوك، وذلك باحتلال أفغانستان وتدميرها بذريعة مطاردة القاعدة التي اتهمتها أميركا بالوقوف وراء الهجوم.

بعدها وبدعم بريطاني لا محدود أعدت الولايات المتحدة العدة لحرب شاملة مدمرة على العراق العام 2003 وكان مهندسها وزير الخارجية الأميركي آنذاك كولين باول الذي ألقى خطابا مفصلاً في مجلس الأمن الدولي في الثاني من شباط فبراير عام 2003 وجمع فيه تحالف من دول عدة لشن حرب على العراق بتهم مختلفة كان أهمها حيازة العراق أسلحة الدمار الشامل وارتباطه مع القاعدة، وشنت حرباً أحرقت الأخضر واليابس، وتبين لاحقاً أن كل ما روج له باول لا وجود له على الإطلاق.

ولم تكتف الإدارة الأميركية في العراق بعد أن تركته مدمراً وجعلت منه ساحة للجماعات الإرهابية التي أدخلت أميركا معظمها للعراق.

وتوجهت الإدارة الأميركية إلى سوريا ومنذ بدأ الازمة في العام 2011 دعمت واشنطن سراً وعلناً الجماعات الإرهابية في سوريا وزودتها بالمال والسلاح والتدريب والدعم اللوجستي ولم تتورع عن اتخاذ أي ذريعة للتدخل في سوريا.

عندما لاح الفشل الأميركي في تدخله في سوريا بعد الانتصارات التي حققها الجيش السوري سعت واشنطن لاستخدام لعبة السلاح الكيميائي.

وقد توعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب باتخاذ إجراءات قاسية ضد الحكومة السورية، دون أن يستبعد احتمال توجيه ضربة عسكرية.

السياسات الأميركية في المنطقة لم تحقق أي شيء للمنطقة سوى الدمار ولم توفر الحماية للمصالح الأميركية بل على العكس زادت من النقمة على الولايات المتحدة ووسعت من نفوذ الجماعات الإرهابية والتي أصبحت تهدد الولايات المتحدة نفسها، فهل يا ترى ستفهم واشنطن هذا؟ أم أنها ستمضي قدماً في نهجها وعملياتها العسكرية؟!

104-4