ليبيا.. تسوية جديدة تتطلب إزاحة العقبات

ليبيا.. تسوية جديدة تتطلب إزاحة العقبات
السبت ١٤ أبريل ٢٠١٨ - ٠٨:٣٥ بتوقيت غرينتش

اعتبر محللون متخصصون في الشأن الليبي أن غياب اللواء خليفة حفتر عن المشهد الليبي في هذا التوقيت، سواء بالمرض أو بالوفاة، سيعيد خلط الأوراق في المشهد الليبي. وقد يساهم هذا الأمر في عودة الأصوليين إلى الواجهة وهم الذين وضع اللواء المتقاعد خطا أحمر أمام تواجدهم على الساحة وسعى بكل السبل إلى إقصائهم من الساحة السياسية.

العالم - ليبيا

ويذهب البعض بعيداً معتبراً أن دور خليفة حفتر قد انتهى وقد اقتصر على تهيئة الميدان لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي ستبرز فيها طبقة سياسية جديدة هي خليط بين القديم والجديد. فلا مكان لحفتر على ما يبدو في ليبيا ما بعد الإنتخابات وهو الذي سيعجل بنهايته بعد وقوفه ضد الإرادة الدولية ورفضه التجديد لحكومة فائز السراج التي اعتبرها منتهية بانتهاء اتفاق الصخيرات، وتحدث البعض يومها عن أن حفتر أمام خيارين إما الإذعان للإرادة الدولية أو الانتحار صداما مع القوى الكبرى.

نهاية الدور

والحقيقة سواء صحت الأنباء التي تتحدث عن وفاة خليفة حفتر أو لم تصح فإن ماهو أكيد أنه لن يستطيع مستقبلاً أن يدير العملية السياسية والعسكرية كما كان في السابق لأن مرضه على ما يبدو خطير ويتطلب فترة طويلة من الراحة. وبالتالي فإن الأمور سائرة نحو تعيين الناظوري على رأس الجيش الليبي خلفا لخليفة حفتر الذي يمنع البرلمان في طبرق من المصادقة على الإتفاقيات والتفاهمات المبرمة سواء في الصخيرات أو في غيرها.

ترتيبات جديدة

إن ما هو أكيد أن من تمت إزاحتهم اعتقدوا في وقت ما أن لديهم القدرة على التمرد على من جاء بهم فكان جزاؤهم الإزاحة من المشهد بهدوء و بتعلات واهية. كما ان بعضهم لم يدرك أنه مكلف بمهمة محددة و ينتهي دوره بانتهاء المهمة خاصة وأن ما حصل في ليبيا وسائر البلاد العربية ليس ثورات بل ترتيبات جديدة هدفها الهيمنة على الثروات ومنح الكيان الصهيوني جرعات من الأكسجين للاستمرار بعد إدخال المنطقة في فوضى "خلاقة" بالنسبة لهم، وهدامة بالنسبة لنا.

ويؤكد الإعلامي التونسي المتخصص في الشأن الليبي محمد لطرش في حديثه لموقع "العهد" الإخباري أن بلحاج وحفتر أصبحا من الماضي وأن ليبيا مقبلة على توافق مفروض و كل من سيمثل عقبة أمام هذه التسوية ستتم إزاحته. وسيتم برأيه أيضا تحجيم أدوار كل من الإمارات وقطر والسعودية وتركيا وسيترك الأمر لدول الجوار للتوافق على معادلة تحمي مصالح الجميع وتحقق القدر المناسب من الاستقرار الأمني والسياسي في ليبيا والمنطقة.

*العهد

221