صراع البقاء في إدلب.. والجيش السوري يراقب

صراع البقاء في إدلب.. والجيش السوري يراقب
الإثنين ١٦ أبريل ٢٠١٨ - ١١:٤٨ بتوقيت غرينتش

في محافظة إدلب الخارجة عن سيطره الدولة السورية والتي أصبحت ملجأ جميع الهاربين من انتصارات الجيش العربي السوري ها هي اليوم تجني ما زرعته خلال سنوات الأزمة السورية حيث أصبح السلاح المتحدث الرسمي بين الفصائل المسلحة هناك، وفاق عدد القتلى المئة قتيل خلال يومين فقط من الصراع المسلح بين (هئية تحرير الشام-النصرة سابقاً) التي يتزعمها الإرهابي “الجولاني” من جهة وبين (جبهة تحرير سوريا) التي تشكلت قبل أيام بعد اندماج عدة فصائل مسلحة منها (حركة نور الدين الزنكي) و (صقور الشام) و (حركة أحرار الشام) من جهة أخرى.

العالم - مقالات

المعارك التي انتشرت في مناطق عديدة منها خان العسل وأوروم الكبرى جنوب حلب حيث تعرض المدنيين لإصابات مختلفة في تلك المناطق وتهجير من منازلهم، وكان أخر هذه المعارك صباح اليوم حيث حاول أتباع “الجولاني” دخول مدينه معرة النعمان الخاضعه لسيطرة (جبهة تحرير سوريا) ولكن هذا الهجوم كان فاشلاً رغم المفخخات والكثافة النارية التي استخدمت.

هذا الصراع الذي حاولت أطراف عديدة العمل على رجمه حتى الموت وإنهائه، لكن جميع المحاولات لم تلقى أي استجابة من قبل “الجولاني” الذي يرفض أي منافس له في إمارته التي يحلم بإقامتها، حيث عملت تركيا من خلال مندوبيها على إقناع فصيل (فيلق الشام) المسلح من أجل التدخل بين الطرفين ونقل مسلحي (جيش الإسلام) القادم من الغوطة الشرقية بعد هزيمته واستسلامه أمام الجيش السوري، إلى جبل الزاوية خوفاً من تدخله في الصراع إلى جانب (جبهة تحرير سوريا) لكن هذا الإجراء لم يوافق عليه بسبب استمرار الاقتتال وصعوبه تنفيذ الاتفاق.

وإلى الآن المحاولات الأربعة لوقف القتال فشلت والصراع مستمر، وهذا ما انعكس على تصريحات وزير خارجية فرنسا الذي يراقب الوضع هناك .. حيث صرح قائلاً “يجب نزع سلاح المليشيات في إدلب بالمفاوضات السياسية وإنهاء الصراع قبل أن يبدأ الجيش السوري أي عملية عسكرية في المحافظة).

هذا القلق يأتي نتيجة الخوف أن يكون هذا الصراع من أجل ضم مناطق خاضعه لسيطرة (هئية تحرير الشام) الرافضة للمفاوضات مع الدولة السورية إلى نفوذ (جبهة تحرير سوريا) التي تعمل من تحت الطاولة للدخول في بنود اتفاق مع مسؤولي المفاوضات من الجانب السوري والروسي من أجل رسم خريطة جديدة للمنطقه بعيداً عن السلاح، حيث يقف الجيش العربي السوري بعيداً عن التدخل وقريباً من الحدود يراقب عن كثب نتائج المعارك ومنتظراً أن تأذن القيادة له بالاقتراب لإعادة إدلب إلى حضن الوطن والقضاء على جميع الفصائل المسلحة التي تقف في طريقه.

المصدر: دمشق الآن

109-1