ماذا لو امتلكت سوريا الـ “S-300” ؟

ماذا لو امتلكت سوريا الـ “S-300” ؟
الأربعاء ١٨ أبريل ٢٠١٨ - ٠٨:١٦ بتوقيت غرينتش

حطمت سوريا منذ عقود أسطورة الجيش الذي لا يقهر (جيش الاحتلال الإسرائيلي) عندما أذلت أسرابها الجوية في حرب تشرين عام 1973 بعد أن أسقطت الدفاعات الجوية السورية أكثر من نصف طائرات العدو (الفانتوم) فوق الأجواء السورية والأراضي الفلسطينية المحتلة.

ومن المعروف أنه من يمتلك الجو يسيطر على المعركة مهما عظمت وهو ما افتقده الجيش السوري في السنوات السابقة نتيجة خروج عشرات منظومات وكتائب الدفاع الجوي عن الخدمة على امتداد الجغرافية السورية بعد تعرضها لهجمات إرهابية ما أحدث فجوة وخللاً كبير في المنظومة الدفاعية الجوية للجيش السوري وهو ما يفسر اختراق طيران العدو (الإسرائيلي) للأجواء السورية واعتدائه على قواعد عسكرية للجيش السوري في السنوات السابقة، وليس من المستغرب أن تكون هجمات الإرهابيين على كتائب الدفاع الجوي السورية بدعم وإيعاز من العدو (الإسرائيلي).

وبعد تمكن الجيش السوري من استعادة معظم الأراضي السورية والقضاء على الجماعات الإرهابية أعاد تفعيل الكتائب والمنظومات الدفاعية الجوية الخارجة عن الخدمة واستعاد قطاع الدفاع الجوي عافيته من جديد مقيداً العنتيرات الجوية للطائرات المعادية في الأجواء السورية.

ويعد إسقاط طائرة الـ F-16 (الإسرائيلية) فوق الجليل المحتل في 10 شباط (فبراير) نقطة تحول مفصلية في الساحة الإقليمية والتفوق الجوي بالمنطقة فالعربدة الجوية للعدو (الإسرائيلي) باتت من الماضي، وبالطبع تم إسقاط أكثر من طائرة في الحادثة الشهيرة ولكن التعتيم الإعلامي للعدو خفف من هول الموقف بالنسبة للداخل (الإسرائيلي).

الدفاعات الجوية للجيش السوري في أحسن أحوالها وبات هذا الأمر جلياً بعد العدوان الثلاثي التي نفذته الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا على قواعد عسكرية سورية فجر يوم 14 نيسان (أبريل) بذريعة كيماوي دوما، فقد أسقطت الدفاعات الجوية السورية فخر الصواريخ المجنحة الذكية (التوماهوك) و (الستورم شادو) وغيرها وبحسب ما أكدت المصادر الرسمية العسكرية السورية والروسية تم إسقاط 71 صاروخاً من أصل 103 صواريخ موجهة من البوارج والطائرات الاستراتيجية كما تم حرف مسار معظم الصواريخ التي تمكنت من الإفلات من الدفاعات الجوية السورية و أطلقت الدفاعات الجوية السورية 110 صواريخ دفاع جوي من منظومات قديمة وحديثة، لتجعل صواريخ ترامب الجميلة والذكية كومة خردة فوق الأجواء السورية.

والملفت للنظر أن معظم منظومات الدفاع الجوي السوري – المصرح عنها – تعد قديمة رغم وجود بعض المنظومات الحديثة فيها، ولكن ربما حدثها الجيش السوري لتضاهي أفضل المنظومات الدفاعية في العالم، وتعود بعض منظومات الدفاع الجوي السورية إلى حقبة الستينات والسبعينات قبل انهيار الاتحاد السوفييتي ومازالت تعمل بفعالية عالية.

ويجب ألا ننسى كفاءة الجنود السوريين في استخدام دفاعاتهم الجوية، فأصبح إسقاط الصواريخ المجنحة والطائرات الحديثة مجرد هواية يمارسونها في أوقات فراغهم.

هذا وكنا نتحدث عن منظومات الـ S-200 و S-125 و الكفادرات والبوك والبانتثير وغيرها، فماذا لو امتلكت سوريا الـS-300 ؟! ، فقد صرح كبار المسؤولين الروسيين عن إعادة النظر في تعليق تسليم الـS-300 للجيش السوري بعد العدوان الأخير، فإن تم الأمر لن تجرؤ الطائرات (الإسرائيلية) من مغادرة قواعدها.

محمد كحيلة - سوريا الآن