60 عاما على حديقة الحيوان "الآدمية"

60  عاما على حديقة الحيوان
الأربعاء ١٨ أبريل ٢٠١٨ - ٠٩:٤٢ بتوقيت غرينتش

صادف امس الثلاثاء الذكرى الـ 60 لافتتاح المعرض الدولي "كونغوراما" في بروكسل، والذي افتتح في 17 أبريل عام 1958.

العالم - منوعات

وخصص معرض "إكسبو 1958" الذي استمر 200 يوم في العاصمة البلجيكية لعرض إنجازات البشرية بعد الحرب العالمية الثانية، على المستوى الاجتماعي والثقافي والتكنولوجي، وكان الهدف منه ترسيخ تلك الإنجازات في وعي الشعب البلجيكي.

وبالفعل، لا يزال البلجيكيون يتذكرون بكل فخر معرض "إكسبو 1958"، ولكن على هامش هذا المعرض كان هناك حدث لا تروق للبلجيكيين ذكراه، ألا وهو معرض رجال ونساء وأطفال من القارة السمراء إفريقيا، بهدف التسرية عن السكان الأوروبيين البيض، كان ذلك الحدث هو آخر "حديقة حيوان آدمية".

وكانت بلجيكا حتى نهاية الخمسينيات من القرن الماضي تستعمر الكونغو، التي تبلغ مساحتها 80 ضعف مساحة بلجيكا. وكان البلجيكيون يفتخرون كثيرا بالكونغو، لذلك كان هدف الحكومة آنذاك أن تعرض إنجازاتها في مجال نشر الحضارة هناك، وسمي المعرض "كونغوراما". وكان بإمكان الجمهور الزائر لهذا المعرض رؤية الحياة اليومية لمواطنين من الكونغو خلف أسوار من شجر البامبو، وكان هؤلاء يقفون في الأقفاص طوال اليوم.

ولم تكن المرة الأولى التي يستمتع فيها المواطن الأوروبي الأبيض بمراقبة حياة الإنسان الأسود، فقد كانت هناك "حدائق حيوان" كهذه في لندن وباريس وأوسلو وهامبورغ ونيويورك. حتى أن ملك بلجيكا، ليوبولد الثاني، جاء في عام 1897 بـ 267 مواطنا من الكونغو، وأنشأ قصرا بإسم قصر الاستعمار، فيه حدائق وبحيرات وأنهار كان يسبح فيها مواطنو إفريقيا، وكانت قاعات العرض الإفريقي هي الأكثر شعبية بين البلجيكيين. حتى أن مليونا و300 ألف من أصل 4 ملايين بلجيكي زاروا هذا المعرض، وتحول هذا المعرض فيما بعد إلى متحف الكونغو، ثم أصبح المتحف الملكي لوسط إفريقيا.

وفي عام 1958، كان المعرض أصغر من حيث الحجم، لكنه كان مشابها في المضمون، فقد أنشأ البلجيكيون نموذجا لقرية من الكونغو، ومارس أهلها حرفهم التقليدية، بينما كان المتفرجون يلقون إليهم بالموز والنقود ويضحكون عليهم.

وكتبت الصحف البلجيكية عن المعرض مقالات بعنوان "الزنوج في حديقة الحيوان"، وأتى البلجيكيون بـ 598 شخصا (183 عائلة) إلى ذلك المعرض: 273 رجلا و128 امرأة و197 طفلا.

وفي يناير 1959 حصلت الكونغو على استقلالها. وبدأت مناقشة قضية الماضي الاستعماري لبلجيكا عام 1998، عقب خروج كتاب آدم هوشتشايلد "روح الملك ليوبولد" إلى النور، اذ حتى ذلك الوقت كانت الفكرة السائدة في التعليم البلجيكي أن هدف الاستعمار كان "جلب الحضارة إلى الكونغو".

المصدر: إكسبرت رو

 

 

 

تصنيف :