في تونس فإن الهجرة غير الشرعية الى اوروبا يسميها التونسيون "الحرقة"، تعرف الحرقة برحلة الموت في البحر.. عشرات الحوادث الأليمة راح ضحيتها مئات الشباب التونسي بين مفقودين وقتلى...
اما في الجزائر فإن اعداد المغامرين للوصول الى الضفة الشمالية للبحر الابيض المتوسط، اخذت منحنيات متصاعدة متسارعة.. عدد قياسي جديد اوردته احصائيات الرابطة الجزائرية لحقوق الانسان استنادا لاحصائيات حرس السواحل خلال سنة 2017، حيث تم احباط محاولة اكثر من 3000 مهاجر غير شرعي.
واضاف بيان الرابطة ان هذه الارقام لا تعكس العدد الحقيقي للمهاجرين السريين الذين يفوق عددهم سنويا 17 الف شخص، محذرة من تنامي ظاهرة الاتجار بالبشر، حيث يجني المهربون حوالي 7 مليارات دولار سنويا.
وفي ليبيا فإن ظاهرة الهجرة غير القانونية تشكل خطرا كبيرا على المنطقة كلها، حيث باتت ارضها معبرا للتنظيمات الارهابية للوصول الى اوروبا، كما تعرضت الحالات التي تبحث عن ضمان مستقبل افضل للسقوط في فخ العبودية.
اما الناجون من بطش الضروف التي دفعتهم الى الهجرة ومن اهوال المتوسط في خيبات الوصول الى سواحله الاوروبية، فتعدهم مفوضية الامم المتحدة للاجئين بنحو 1200 نازح جرى وضعهم في مراكز ايواء تابع لجهاز الهجرة غير الشرعية في ليبيا خلال العام 2017. المفوضية تتوقع ارتفاع اعدادهم خلال السنة الجارية الى 10 آلاف شخص.
وفي المغرب الذي لا يفصل شبابه عن اوروبا الا مضيق جبل طارق نحو اسبانيا شددت السلطات فيه على حراسة السواحل وعملت ايضا على تفكيك شبكات تهريب البشر الى مدريد.
وزارة الداخلة المغربية قالت ان اجراءات احترازية قامت بها خلال العام 2017 حالت دون وصول 50 الف مهاجر غير شرعي الى اوروبا عبر اسبانيا.
موريتانيا التي تقع في الشمال الغربي من القارة الافريقية، وتعتبر اهم بوابة تربط بين الجنوب والشمال الافريقي ما جعلها تعتبر من اهم بوابات العبور من افريقيا بإتجاه القارة الاميركية والاوروبية.
الضيوف:
الكاتب والخبير في الشؤون المغاربية عبد الحكيم معتوق
المدير المساعد للامن الوطني الموريتاني سابقا محمد عبد الله ولد الطالب عبيدي
استاذة علم الاجتماع في جامعة تونس المنار الدكتورة فتحية السعيدي
وقال الخبير عبد الحكيم معتوق إن اسباب الهجرة قديمة ومرتبطة شرطيا بالاضواع الاقتصادية بكل بلد لكن النسب تزايدت وتفاقمت مع مجيء ما سمي بالربيع العربي.
فيما رأى الخبير الامني محمد عبيدي إن الهجرة غير القانونية هي اساسها من دول جنوب الصحراء وموريتانيا قريبة جدا من اوروبا عبر جزر الكناري وهناك اتفاقيات بين موريتانيا وبعض الدول تسمح لمواطني هذه الدول الدخول لها ببطاقة الهوية وعندما يصلون الى موريتانيا يبداون الترتيب لرحلتهم الى شواطئ جزر الكناري.
من جهتها قالت الدكتورة فتحية السعيدي إن ظاهرة الهجرة هي ظاهرة قديمة جديدة في بلدان المغرب العربي بشكل عام وفي عدد اخر من البلدان، لكن ما نلاحظه ان هذه الظاهرة ارتفعت في تونس بعد الربيع العربي رغم كل المخاطر والاشكاليات الكبيرة.