«الأطلسي» يغازل تركيا لابعادها عن ايران وروسيا!

«الأطلسي» يغازل تركيا لابعادها عن ايران وروسيا!
الأحد ٢٩ أبريل ٢٠١٨ - ٠٤:٢٠ بتوقيت غرينتش

اجتماع  «حلف شمال الأطلسي» في بروكسل  فرصة لإعادة الحياة إلى خطط التعاون الأميركي ــ التركي في سوريا، وربما هدفه الاساس كسرَ التفاهم الثلاثي بين أنقرة وموسكو وطهران، تحضيرا لما يراد لمناطق في الشمال السوري من خطط، وايضا عزل الأخيرتين والضغط على دمشق في آن معاً.

تركيا حاضرة في كلا المحطتين بروكسل واستانا ضامني استانا في لقاء وزاري في موسكو للإشراف على آخر التطورات في الملف السوري والتحضير لجدول أعمال الجولة المقبلة من المحادثات في العاصمة الكازاخية، المرتقبة في منتصف أيار المقبل.هذا اللقاء يمثّل محطة هامة على مسار التعاون المشترك بين البلدان الثلاثة، في الوقت نفسه ياتي اللقاء بعد تطورات ميىدانية وعدوان علي سوريا. ومترافقا مع اللهجة «الأطلسية» المُغازِلة لتركيا لتحسين العلاقة مع انقره وإدخال دول إقليمية أخرى إلى المشهد السوري  بحضور مباشر مالي أوعسكريّ، خطوة أولى لعزل موسكو تدريجاً في الساحة السورية، بما يتكامل بالدرجة الأولى مع الجهد الجاري للضغط على إيران.

وجدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب التأكيد أن على الدول في المنطقة المحيطة بسوريا «زيادة مساهمتها» في الجهود للقضاء على «داعش».

ومع عودة وزارة الخارجية الأميركية إلى الطاولة، بتعيين الوزير الجديد مارك بومبيو، عادت الخطوط الأميركية ــ التركية حول الشمال السوري إلى العمل مجدداً. وخلال حضور الوزير الأميركي اجتماع «حلف شمال الأطلسي» في بروكسيل أول أمس، أكد مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو، التزام الطرفين بالتعاون في شأن منبج وبقية مناطق النفوذ الأميركي على الحدود التركية ــ السورية. وعلى منبر «الأطلسي»، أكد جاويش أوغلو أنه مستعد لزيارة واشنطن في أقرب وقت ممكن، لإكمال ما توقف من محادثات، بعد إقالة ريكس تيلرسون. وأشار إلى أنه جرى التأكيد، خلال لقائه بومبيو، على «خريطة الطريق» التي أقرتها مجموعة العمل التركية ــ الأميركية المشتركة، مضيفاً أن تطبيقها «ضمن جدول زمني محدد» وانسحاب «وحدات حماية الشعب»، سيحول دون تحرك تركي مشابه لما جرى في عفرين، وسيفتح الطريق لتعاون في بقية مناطق الشمال السوري ورغم القضايا الشائكة الأخرى بين الطرفين.

تعتبر الأزمة السورية عائقاً ثابتاً في العلاقات بين واشنطن وانقرة  وقد اختلفت طبيعة شكاوى تركيا تجاه الولايات المتّحدة في خلال مراحل الأزمة.

وفي هذه المرحلة، يبدو أنّ تركيا تشارف على تحقيق ما شجّعت عليه منذ فترة: دفع حزب الاتّحاد الديمقراطيّ إلى شرق الفرات وتسليم مناطق في الشرق نفسه الي مجموعات  ترضي عنها انقرة او ربما لاتزعجها  علي الاقل. فقد ساعدت سيطرة  تركيا العسكريّة في عفرين إلى الاقتراب أكثر من هذا الهدف. وعلي اية حال إلى جانب تل رفعت، تبقى منطقة منبج التي تخضع لسيطرة الولايات المتحدّة المنطقة الوحيدة التي تسجلّ وجوداً لوحدات حماية الشعب في غرب الفرات. على الرغم من ذلك، من المستبعد أن تحصل أيّ تسوية مؤقّتة بين تركيا والولايات المتحّدة حول منبج منفصلة عن أيّ اتّفاق متبادل حول المناطق في شرق الفرات. فبالتالي، ستكون منبج جزءاً من اتفّاق أوسع قد يتخطّى العلاقات الثنائيّة بين تركيا والولايات المتّحدة وتحقيقه دونه صعوبات.

محمود غريب