تأخّر الحسم في جنوب دمشق.. لماذا؟

تأخّر الحسم في جنوب دمشق.. لماذا؟
الثلاثاء ٠١ مايو ٢٠١٨ - ٠٤:٢١ بتوقيت غرينتش

تقول المصادر الميدانيّة “إنَّ العمليّة العسكريّة السوريّة في الطوق الجنوبيّ للعاصمة دمشق، تسير وفقاً لما هو مخططٌ لها، فالقوّة الدفاعية لتنظيم داعش إضافةً إلى تعقيد البنية العمرانيّة لمناطق “القدم – الحجر الأسود – مخيّم اليرموك – التضامن”، موضوعة في حسابات المعركة قبل إطلاقها”.

العالم - مقالات

المشكلة في تأخّر الحسم في الجنوب الدمشقيّ، تأتي من تلازم عدد من الأسباب، أوّلها أنَّ تنظيم "داعش" لا يجد طائل من المفاوضات التي قد تسفر إلى خروجه من مناطق سيطرته في الطّرف الجنوبيّ من العاصمة السوريّة إلى مكان أكثر أمناً بالنسبة له ولو بشكلٍ مؤقّت. فما تطرحه الدولة السوريّة على التنظيم هو الخروج إلى الجيب الذي يمتلكه في البادية، وهو جيب مكوّنٌ من المناطق المفتوحة التي لن تهملها الدولة السوريّة وتتركها خارجةً عن سيطرتها، حتّى وإنْ كان ثمّة جبهات أكثر أهمّية على المستوى السياسيّ، ولأنَّ خروج "داعش" إلى “حوض اليرموك” في الجنوب السوريّ، أو إلى ريف دير الزور الشرقيّ الواقع إلى الشرق من نهر الفرات مسألةٌ مستحيلة، فإنَّ خيار القتال حتّى الرجل الأخير هو الخيار الوحيد أمام مجموعات التنظيم التي تتّخذ من حيّ “الحجر الأسود” معقلاً أساسيّاً لها.

الحسم العسكريّ من قِبَلِ الدولة السوريّة، هو الخيار الأكثر جدّيّةً على طاولة البحث حاليّاً، فعمد الجيش إلى استخدام أكبر ضغط ممكن من النيران بمختلف الوسائط خلالَ الأيّام العشر الأُولى من العمليّة، ما أسفرَ عن تقدّمه للسيطرة على كامل حي القدم، إضافةً إلى منطقة “الجورة – العسالي” المتاخمتين لـ”الحجر الأسود” من جهته الغربيّة، وهذه المناطق كان “داعش” قد تمدّد إليها خلال عمليّة خروج المسلّحين منها إلى الشّمال السّوريّ تبعاً للاتّفاق الذي طُبّقَ في حيّ القدم قبل شهر من الآن.

في مقابل هذا، تقول مصادر محلّيّةٌ لـ”وكالة أنباء آسيا”: “إنَّ الاتّفاق على آليّة تسليم خطوط التماسّ بين (يلدا – ببيلا – بيت سحم) مع مناطق وجود تنظيم "داعش"، هي آخر التفاصيل التي يتمّ التفاوض عليها بين الدولة السوريّة والوفد الذي يمثّل هذه المناطق الثلاث، لإخلائها من الوجود المسلّح، ويمكن اعتبار خروج الحالات الإنسانيّة مساء الخميس من هذه المناطق باتّجاه مدينة جرابلس، مُقدّمة لتطبيق بقيّة بنود الاتّفاق، علماً أنَّ قافلة الحالات الإنسانيّة الـ15 وصلت إلى مدينة الباب بسيّارات إسعاف تابعة لـ(الهلال الأحمر العربيّ السوريّ)”.

تأخّر عمليّة الحسم في جنوب العاصمة، جاء بعد رفض تنظيم "داعش" الخروج إلى البادية السوريّة، إلّا أنَّ مصادر ميدانيّة تؤكّد ، أنَّ العمليّة لن تطول أكثر من أسبوع بسبب الخسائر الكبيرة التي أُلحِقَت بالتنظيم من قِبَلِ أسلحة الجيش العربيّ السوريّ المختلفة، والتي كان لسلاح الصّواريخ من طراز “أرض – أرض” المحلّيّة الصنع الدور الكبير فيها خلال الأيّام العشر الماضية.

محمود عبد اللطيف / آسيا

109-4