تكرار حادثة تي فور و إنكار "إسرائیل"

تكرار حادثة تي فور و إنكار
الثلاثاء ٠١ مايو ٢٠١٨ - ٠٧:٠٥ بتوقيت غرينتش

مضى ثلاثة اسابيع على قصف قاعدة تيفور والتي انكر كيان الاحتلال مسؤوليته عنه حتى تكرر العدوان، وهذه المرة في حلب وحماة، وانكرت اسرائيل مسؤوليتها عنه مرة اخرى، فما هي السياسة التي يتبعها الكيان ازاء هذه القضية؟،  وما هي دلالات السيناريو الجديد لنتانياهو ضد ايران؟، وهل ستسير الامور بهذا المنوال للكيان الاسرائيلي؟

فقد تم قصف مقر اللواء 47 ومركز دراسات في ريف حماة الجنوبي بالصواريخ، في نفس الوقت وبالتزامن تم قصف منطقة بالقرب من مطار حلب ايضا، وكانت روايتان عن الحادثين لافتتين في وسائل الاعلام، الاولى ان القصف تم من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا انطلاقا من شمال الاردن، والثانية ان القصف تم بواسطة طائرات اسرائيلية.

الرواية الاولى رغم انها تبدو مرتبطة بزيارة وزير الخارجية الاميركي الجديد مايك بومبيو الى الاردن، لكنها ضعيفة بدليل ان الولايات المتحدة لو كانت هي من قام بالعدوان لما نفت مسؤوليتها عنه، فيما الرواية الثانية باتت اكثر اهتماما من قبل الاوساط الخبرية والاعلامية بالنظر الى سوابق كيان الاحتلال في شن مثل هذه الهجمات، والهجوم الاخير على قاعدة تيفور قبل ثلاثة اسابيع وتنكره لقبول المسؤولية.

ومما لا شك فيه ان اقرب دليل لتوجيه اصابع الاتهام في هذه القضية نحو اسرائيل هي ان هذا الكيان هو الطرف الوحيد الذي يمكن ان يستفيد من هذا الهجوم.

فالكيان يواجه في الايام الاخيرة توترا عند حدوده الشمالية والجنوبية، يزداد حدة كلما اقترابنا من ذكرى احتلال فلسطين والنكبة، والذكرى السبعين لتأسيس كيان الاحتلال في الرابع عشر من مايو/ايار.

ويرتكب الكيان الاسرائيلي المجازر الدموية بحق المتظاهرين المشاركين في مسيرات العودة في محاولة منه للتخفيف من حدة التوتر على حدوده، والانتقام من الفلسطينيين وترهيبهم عبر فرق الاعدامات والقناصة التي يشغلها خلال الايام الاخيرة.

وعلى الحدود الشمالية يسعى الاحتلال باتجاه وقف كل التهديدات التي يواجهها من قبل سوريا ومحور المقاومة وهجماته، مهما كان شكلها.

واذا كانت "اسرائيل" تأخذ بتهديدات ايران في الرد على جريمة استهداف قاعدة تيفور على محمل الجد، فانها تريد استباق الامور بهجوم يجعل لايران تحقيق تهديدها امرا غير وارد، او على الاقل يتم تأجيله الى ما بعد ذكرى النكبة، وربما في ظل مثل هذه القراءة تأمل "اسرائيل" ان تنشغل ايران في يوم الثاني عشر من مايو/ايار بعدم تمديد ترامب تعليق العقوبات على ايران بأمور اهم، وتصرف النظر عن الرد على هجمات تي فور.

كل هذه التطورات تحدث فيما اعلن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ان اولوية المقاومة الفلسطينية هي اسقاط مشروع ترامب حول فلسطين، مؤكدا استمرار التظاهرات والفعاليات النضالية بكل قوة.

كما اكد هنية خلال كلمة له بكل صراحة ان اتهام السلطة الفلسطينية لحركة حماس بالضلوع في محاولة اغتيال رئيس الحكومة الفلسطينية رامي الحمد الله، يهدف الى ضرب الوحدة الفلسطينية، كما انه من خلال حضوره المتكرر بين الناس وتأكيده رفض صفقة القرن، قطع الطريق امام  الشائعات الاخيرة حول وجود خلافات بين قيادات حركة حماس في غزة.

وفيما يتعلق بالجبهة الشمالية للكيان، فان الخوف من الصواريخ الدقيقة، واعلان القلق من تواجد قوات المقاومة في سوريا، وما الى ذلك يمثل جزء من حقيقة كبيرة وهي ان العدو الاول لـ"اسرائيل" يعني ايران ومحور المقاومة اقاموا قواعدهم بالقرب من "اسرائيل"، التي تعرف جيدا ان الايرانيين لن يتراجعوا عن كلامهم، ولا يعيدونه، ولذلك عمد الى خطوة استباقية واستعراضية متكررة ليل الاثنين، لاعادة تسليط الضوء على ادعاءات حول البرنامج النووي الايراني، تمت معالجتها قبل سنوات والرد عليها باجوبة مقنعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية، وليبرر من جانب اخر بهذه الخطوة عدم التوقيع المحتمل لترامب على تعليق العقوبات على ايران في الثاني عشر من مايو/ايار.

ابورضا صالح