2011 الشرق الاوسط: امتحانات صعبة

السبت ٠١ يناير ٢٠١١ - ٠٨:١٣ بتوقيت غرينتش

لا أحب اتمام حسابات في كانون الاول (ديسمبر)، فمحاسبتي نفسي أجعلها في أيلول (سبتمبر)، قبيل رأس السنة ويوم الغفران. لكنه لا يمكن أن أكون معفى بلا شيء. ستكون 2001 سنة حاسمة في كل ما يتعلق بالعلاقات بالفلسطينيين. قد يتبين خلالها أيمكن اجراء تفاوض جدي معهم يقتضي تنازلات صعبة للطرفين، أم أنهم سيجرون جميعا أرجلهم مرة اخرى بحيث يكون الهدف اثبات أن الطرف الثاني هو المذنب في الاخفاق. نشر المفاوض من قبل الفلسطينيين صائب عريقات في المدة الاخيرة مقالة مهمة.

لا أحب اتمام حسابات في كانون الاول (ديسمبر)، فمحاسبتي نفسي أجعلها في أيلول (سبتمبر)، قبيل رأس السنة ويوم الغفران. لكنه لا يمكن أن أكون معفى بلا شيء.


ستكون 2001 سنة حاسمة في كل ما يتعلق بالعلاقات بالفلسطينيين. قد يتبين خلالها أيمكن اجراء تفاوض جدي معهم يقتضي تنازلات صعبة للطرفين، أم أنهم سيجرون جميعا أرجلهم مرة اخرى بحيث يكون الهدف اثبات أن الطرف الثاني هو المذنب في الاخفاق.


نشر المفاوض من قبل الفلسطينيين صائب عريقات في المدة الاخيرة مقالة مهمة. يذكر في المقالة انه لن ينشأ سلام ولن يوقع اتفاق من غير تحقيق رغبة اللاجئين الفلسطينيين في العودة الى الاماكن التي تركوها او طردوا منها في اثناء الحرب في 1948. الحديث بحسب كلامه عن سبعة ملايين لاجئ. لن يكون ثمة اتفاق اذا كان هذا هو اتجاه الفلسطينيين.


قد تكون السلطة تسعى الى تدويل الصراع واعتراف دولي بدولة في حدود 1967 دون التخلي عن مطلب عودة اللاجئين ودون الاعتراف بان اسرائيل دولة الشعب اليهودي.


ولا ينبغي أن نخرج من دائرة الامكان ان الامم المتحدة التي فيها للفلسطينيين مشايعة آلية واسعة، ستؤيد هذا الاجراء. سيكون على اسرائيل ان تستعد للنضال وفي ضمنه العسكري لكن السياسي في الاساس غير السهل لمواجهة اقامة دولة معادية في يهودا والسامرة.


قد يكتسب الصراع في الأمد البعيد ابعادا طبيعية عندما يصبح بين دولتين تشتركان في حدود مشتركة لكنها غير متفق عليها. ليس من المحقق أن هذا سيئ لاسرائيل.


ان غلاف الشرق الاوسط سيواجه امتحانات صعبة: انتخابات في مصر وربما ملك جديد في السعودية؛ وتطرف اسلامي في تركيا وتوجهها الى ايران والى الدول العربية لا بسبب اخطاء اسرائيلية بل بسبب تغيير عميق في ثقافة تركيا السياسية؛ وصراع داخلي شديد في العراق مع تدخل كبير من ايران والسعودية من الخارج، الى أن يبت أمر أتصوغ هذه الدولة هوية وطنية مستقرة ام تنحل الى عناصر ثانوية تكونها، وربما تصبح دولة ترعاها ايران.


وسيكون امتحان شديد لسياسة الولايات المتحدة في افغانستان وباكستان وهما دولتان يصعب عليهما ان تواجها تهديد الاسلام المتطرف في حين ليس من المحقق ان تكون الولايات المتحدة مستعدة لدفع ثمن الاستقرار المطلوب ازاء ازدياد قوة القاعدة وطالبان. قد تؤثر هذه التحديات في اسرائيل اذا انتهت الى انتصار التطرف الذي يحشد القوة في العالم الاسلامي عامة وفي الشرق الاوسط خاصة.


وفي المجال الامني سيستمر حزب الله في التسلح بصواريخ وقذائف صاروخية

ويستمر السوريون على بناء قوتهم النارية ولن تتخلف حماس في جهودها وان كان قطاع غزة سيظل تحديا عسكريا اسهل من التحدي في الشمال. لا مصلحة لاي جهة في بدء حرب على اسرائيل وبخاصة ان الجميع عالمون بتفوق الجيش الاسرائيلي، لكن قدرة النار التي تزداد قوة تقتضي الجيش الاسرائيلي ردا دفاعيا على شاكلة نظم مضادة للقذائف الصاروخية والصواريخ وبناء قدرة استخبارية وهجومية للقضاء عليها.

 

سيكون هذا عملا مهما للجيش الاسرائيلي في السنة القريبة.


ان خطأ او حادثة كاصابة عرضية لصاروخ لروضة اطفال مملوءة بالاطفال قد يفضي الى انفجار غير مراقب. وستكون الجبهة الداخلية الاسرائيلية في الحرب اذا نشبت هدفا رئيسا لترسانة السلاح الثقيل الكثير الذي يحشدونه شمالي اسرائيل وجنوبها.


قد تزعزع حادثة واحدة الشرق الاوسط مثل تغيير مكانة ايران الذرية فإما ان تقصف المواقع الذرية الايرانية على نحو يجعلها ترجع الى الوراء ويؤخر تحولها الى قوة ذرية وإما الا يفعل احد شيئا حقيقيا لوقفها (فالعقوبات حتى الاثقل منها لن توقفها) وتعلن ايران قدرة ذرية عسكرية، وان ينظروا اليها كذلك سواء فجرت قنبلة أم لا.

 

اذا لم تتحقق هذه السيناريوهات فستخطو ايران هذا العام الخطوات الحاسمة نحو تحولها الى قدرة ذرية عسكرية بعد ذلك. ان قصف ايران سيفضي الى حرب تستعمل فيها قدرات ايران وقوة نار حزب الله على نحو أوسع كثيرا مما جرى في 2006.

 

تواجهنا سنة ميلادية صعبة، وليتنا نعلم كيف نمنع الاخطار ونستغل الفرص. لكن لا يحل لنا أن نخدع أنفسنا لان ذلك وسيلة محققة لزيادة الوضع سوءا.


يعقوب عميدرور


اسرائيل اليوم


30/12/2010