الحيوانات المنوية قد تنقل "مشكلة نفسية" شائعة للأبناء!

الحيوانات المنوية قد تنقل
الخميس ٢٤ مايو ٢٠١٨ - ٠٥:٤٨ بتوقيت غرينتش

توصلت دراسة حديثة أجرتها جامعة Tufts إلى أن الصدمات التي تعرض لها الرجال في مرحلة الطفولة قد تضر بالحيوانات المنوية وتنقل آثارها إلى أطفالهم.

العالم منوعات

ولعدة قرون، رُفضت فكرة أن الحيوانات أو البشر يمكن أن يرثوا الصفات التي طورها الآباء على مدار حياتهم، لصالح الفكرة المقبولة على نطاق واسع بأننا لا نرث إلا الصفات الوراثية.

ولكن الدراسة الجديدة أدت إلى تعقيد هذا الخط، فبالإضافة إلى أدلة على تأثيرات السمنة والتلوث على الحيوانات المنوية، وجدت تغيرات في الحيوانات المنوية عند الرجال الذين عانوا من الصدمات في مرحلة الطفولة، كما يمكن انتقال هذه المزايا عبر الأجيال.

وقبل أن يضع تشارلز داروين علامات على نظرية التطور، وضع جان بابيتسي لامارك، مفهوما مختلفا تماما لما نحصل عليه من والدينا وكيف. ومنذ قرنين من الزمان، اقترح لامارك أن الحيوانات تغيرت خلال مراحل حياتها، ثم نقلت السمات المكتسبة إلى صغارها.

ومنذ ذلك الحين فُضحت ورُفضت نظريته لا بل سخر منها العلم، إلى أن ظهر علم التخلق، الذي يهتم بدراسة اختلاف السمات الخلوية والفيزيولوجية التي لا تحدث بسبب تغيرات في سلسلة الحمض النووي، بل نتيجة العوامل الخارجية والبيئية القادرة على تنشيط أو تثبيط عمل الجينات.

وفي أبحاث سابقة، وجد العلماء أن أحد مكونات علم الوراثة، miRNAs، يعاني من ضعف لدى الفئران المعرضة لضغوط نفسية في مرحلة مبكرة من حياتها.

ويعد RNA جزءا من المادة الوراثية، يحمل الرسائل التي يتم ترميزها في الحمض النووي إلى الأماكن المناسبة لتصنيع البروتينات. وحتى وقت قريب، اعتقد العلماء أن الحيوانات المنوية تؤثر على الحمض النووي فقط، وليس الحمض النووي الريبي للجنين.

ولكننا نعرف الآن أن بعض جينات الحمض النووي الريبي تنتقل بالفعل من الخلايا الجنسية الذكرية. وبالمقابل، فإن الأطباء والعلماء أدركوا أيضا المزيد من الطرق التي تؤثر فيها صحة الأب، وليس فقط الأم، على نمو الأطفال.

ووجد الباحثون أن miRNA البشرية تتأثر بعدد من العوامل البيئية وبأسلوب الحياة، بما في ذلك السمنة والتدخين، ومن المعروف أن الجودة الإجمالية للحيوانات المنوية تتضاءل بسبب الإجهاد.

وأجرى الباحثون مسحا شمل 28 رجلا أبيض، وطلبوا منهم تقييم مستويات الاعتداءات العاطفية والجسدية واللفظية والجنسية في الطفولة، بالإضافة إلى تجارب الإهمال الجسدي والعاطفي.

والمثير للدهشة أن حوالي 10% من الرجال مروا بتجارب سيئة كافية لخطر التعرض لمشاكل الصحة العقلية والجسدية. وشهد المشاركون "ضحايا الصدمات" التغيرات نفسها في جزيئات الحيوانات المنوية miRNA، مثل تلك التي ظهرت لدى الفئران.

وقال الباحث في الدراسة، الدكتور ديفيد ديكسون: "هذه هي أول دراسة تظهر أن الإجهاد مرتبط بمستويات متغيرة من جزيئاتmiRNAs للحيوانات المنوية لدى البشر. ونقوم حاليا بإعداد دراسة جديدة أكبر، وإجراء تجارب إضافية على الفئران، يمكن أن تسفر عن مزيد من الدعم لفكرة أن التغييرات في الحيوانات المنوية تساهم في ارتفاع الاضطرابات المرتبطة بالتوتر عبر الأجيال".

 

المصدر: ديلي ميل

217