الأسير أسيد فطاير.. إنجاز علميّ بدّد الاحتلال فرحته

الأسير أسيد فطاير.. إنجاز علميّ بدّد الاحتلال فرحته
الأحد ٢٧ مايو ٢٠١٨ - ٠٦:٤٩ بتوقيت غرينتش

"كنا نتمنى أن يكون بيننا لنحتفل به بعد أن أنهى دراسته للدكتوراه، وخصوصا بعد غياب دام عدة سنوات".. بهذه الكلمات استهلت شقيقة الأسير أسيد سليمان فطاير حديثها عن شقيقها الذي اعتقله الاحتلال مؤخرا أثناء عودته من الأردن.

العالم - فلسطين

لم يكن يعلم الشاب الثلاثيني أسيد فطاير الذي درس الاقتصاد الإسلامي في جامعة النجاح الوطنية أن انطلاقه إلى الخارج للدراسة، وإكمال حلمه وطموحه سينتهي بهذا الكابوس المتمثل بالاعتقال لدى قوات الاحتلال بعد سنوات من الغربة في المملكة الأردنية الهاشمية.

فطاير سعى وراء حلمه وأصرّ على بلوغه؛ فتوجه إلى جامعة اليرموك لإكمال دراسة الماجستير ثم الدكتوراه ليعدّ اللحظات والثواني ليبلغ القمة، وتحدى في سبيل ذلك كل الظروف وكابد صعوبات الحياة ليكون معلما ومتعلما في الوقت ذاته؛ حيث إنه بجانب كونه طالبا في الجامعة فقد كان يدرّس اللغة العربية في الكلية الأمريكية بعمان.

ولشغف فطاير وتعلقه بالعلم والتعلم لم يتوقف أمر دراسته عند الشهادات الجامعية؛ بل إنه عمد إلى أخذ العديد من الدورات ذات العلاقات بتخصصه الجديد في فلسطين بالأصل، وحصل على العديد من الشهادات التي تزيد من قوة تخصصه وفرصه في سوق العمل.

عائلته المكونة من أخوين وأختين إلى جانب والده ووالدته كانوا يعدون اللحظات والثواني لعودته إلى أرض الوطن بعد سنوات من الغربة والغياب، قبل أن تتلقفه سجون الاحتلال الصهيوني لتحوّل سعادتهم بالعودة إلى كابوس ما يزال مستمرًّا لاستمرار اعتقاله.

فطاير لم يسبق له أن اعتقل في سجون الاحتلال الصهيوني كما قالت شقيقته لمراسل "المركز الفلسطيني للإعلام"؛ فهو إنسان عملي طموح منشغل طوال وقته بالعمل تارة وبتحقيق أحلامه تارة ثانية

الظلم بعينه والقهر والجبروت أن ترى ثمرة ابنك وجهده يتبدد ويسرقه الاحتلال كما تقول شقيقته، متابعةً: "العائلة كانت تنتظر عودته بكل شوق بعد غياب، فانصدمنا بهذا الموقف الظالم، فهو ذو شخصية طموحة لا تعرف اليأس. كان مصرًّا على الوصول لهدفه بكل ما أوتي من قوة، علاوة على كونه اجتماعيًّا، يحب إسعاد الآخرين، شديد الفطنة والذكاء".

لم يسرق الاحتلال إنجاز فطاير وطموحه فحسب؛ بل سرق فرحتهم وسعادتهم بهذ الإنجاز أولاً، وقتل حلم العائلة بأن يمضي ابنهم رمضان هذا العام بينهم كما تقول شقيقته، مضيفة: "بقدر ما كنا سعداء بإنجاز حلم الدراسة لأخي وعودته، نحمل الآن ذات القدر من الحسرة بعد أن غُيّب عن موائد الإفطار ووضع الاحتلال لطموحه الكبير الذي بذل من أجله الكير الكثير من الحرمان والتعب والغربة".

وختمت: "لا نعلم أي شيء عن نجلنا؛ فهو في سجون الاحتلال يخوض جولات من التحقيق لا نعرف أساسها ولا أي شيء عنها، وما زلنا حتى اللحظة نعيش الصدمة جراء اعتقاله، وكلنا أمل أن يفرج عنه من سجون الاحتلال ويعيش معنا بقية رمضان وأجواء العيد بعد غياب سنواتٍ عن المدينة التي يحبها".

تجدر الإشارة إلى أن قوات الاحتلال الصهيوني اعتقلت الدكتور أسيد فطاير من مدينة نابلس أثناء عودته إلى أرض الوطن مطلع الشهر الحالي، بعد غياب عدة سنوات لإكمال دراسته العليا في الأردن، دون معرفة أسباب هذا الاعتقال ودواعيه.