هل يدفع آل سعود باتجاه عرقلة الحكومة؟

هل يدفع آل سعود باتجاه عرقلة الحكومة؟
السبت ٠٢ يونيو ٢٠١٨ - ٠٥:٢٦ بتوقيت غرينتش

توقف المتابعون لعملية تشكيل الحكومة عند أسباب وخلفيات الزيارة التي قام بها الرئيس المكلف تشكيل الحكومة الى الرياض في الساعات الماضية وما اذا كانت هناك غايات سعودية استدعت حصولها، خصوصاً في هذا التوقيت الملتبس الذي يحيط بمسألة التأليف وما يتم تداوله من معلومات عن دخول النظام السعودي على خط عملية التشكيل.

العالم - مقالات

ووفق مصادر مطلعة، فإن الزيارة تحمل الكثير من التساؤلات حول ما يبيته النظام السعودي للبنان على خلفية "الكباش" الحاصل حول عملية تشكيل للحكومة. في وقت تؤكد المعطيات أن نظام آل سعود مارس ويمارس كل أنواع الضغوط والابتزاز على مستوى عملية التأليف، وقبل ذلك خلال المعركة الانتخابية من أجل تعطيل أي توافق وطني لبناني حول الكثير من القضايا الداخلية والخارجية. وبرزت هذه التدخلات في كثير من المحطات في الفترة الماضية، لعل أبرزها الآتي:

1 - جملة المواقف العدوانية التي اتخذها هذا النظام ليس بحق المقاومة وتحديدا حزب الله، بل ضد الداخل اللبناني بكامله بدءا من احتجاز الحريري قبل عدة اشهر الى التحاق هذا النظام بالحملة الاميركية بحق حزب الله. علماً أن حلفاء الرياض يعتقدون ان السياسة السعودية المرتبطة بالمشروع الاميركي في المنطقة تمكنهم من اعادة تعويم واقعهم السياسي وما يحيط به من رهانات فاشلة.

2 - رغم محاولات إعطاء تبريرات لاستقالة مدير مكتب رئيس الحكومة سعد الحريري السيد نادر الحريري من مسؤولياته، الا ان كل المعطيات تشير الى ان هذه الاستقالة حصلت نتيجة ضغوط وتدخل من النظام السعودي على خلفية امتعاض هذا النظام من الموقف الذي اتخذه نادر الحريري خلال احتجاز رئيس تيار "المستقبل" في السعودية.

وتوضح المصادر أنه الى جانب هذه الاستقالة، فإن ابعاد وزير الداخلية نهاد المشنوق عن تولي أي حقيبة في الحكومة الجديدة، يؤشر بوضوح الى ان هذا الموضوع حصل بإيحاء من النظام السعودي. في الوقت الذي أُعطي فيه هذا الإبعاد تبريرات تتعلق بالفصل بين النيابة والحكومة، تلاحظ المصادر أنه كان بالامكان في الحد الادنى حصول توافق داخل تيار "المستقبل" على هذه المسألة، أو بين الحريري والمشنوق نظراً للعلاقة المميزة التي كانت تجمع الرجلين قبل هذه الأزمة.

3 - ما حصل خلال زيارة الموفد السعودي نزار العلولا مؤخراً الى لبنان من خلال تعمدّ السفارة السعودية في بيروت عدم دعوة خصومها في الساحة السنية الى مأدبة الإفطار الرمضانية التي أقامتها، من خلال اللقاءات المختصرة والخاصة التي عقدها العلولا مع بعض حلفاء السعودية في لبنان خاصة رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع.

تؤكد المصادر ان الزيارة التي قام بها الحريري إلى الرياض في الساعات الماضية يخشى أن يكون الهدف منها التأثير سلباً على عملية تأليف الحكومة، بغض النظر عن نوايا رئيس تيار "المستقبل" وبالتالي لا تستبعد المصادر ان يستغلها النظام السعودي لممارسة الضغوط على الحريري لدفعه في سبيل تحسين حصة حلفاء السعودية في الحكومة ومحاولة ابعاد خصومها في الساحة السنية أو حتى الحؤول دون تأليفها في وقت قريب.

حسن سلامة / العهد

109-1