صالحي: يمكننا إنتاج 190 الف وحدة فصل خلال عامين

الثلاثاء ٠٥ يونيو ٢٠١٨ - ٠٧:٤٤ بتوقيت غرينتش

عقد رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية في أعقاب إيعاز سماحة قائد الثورة الإسلامية للبدء باتخاذ الترتيبات اللازمة لاستئناف الأنشطة النووية، مؤتمراً صحفياً اليوم الثلاثاء تناول فيه برامج منظمته بهذا الخصوص.

العالم-إيران

واستهل صالحي مؤتمره الصحفي بالقول: سنشير إلى بعض الأصول والمبادئ، أولاً الالتزام بالوعود فنحن نلتزم الإيفاء بوعودنا، كنا في منظمة الطاقة الذرية ملتزمون بوعودنا. فقبل الاتفاق النووي التزمنا بتطبيق اتفاقية الضمانات وبعد الاتفاق النووي التزمنا بالبرتوكول الإضافي وبالاتفاق النووي. المبدأ الثاني أنشطتنا سلمية تستند إلى فتواي سماحة قائد الثورة الإسلامية، المبدأ الثالث تحظى أهمية الصناعة النووية في البلاد بهدفين اثنين أولاً تأمين الوقود النووي والثاني تأمين الوقود النظيف، المبدأ الرابع لا يمكن الجمع في آن واحد بين فرض العقوبات والاتفاق النووي.

وقال: تكمن أهمية الصناعة النووية بالنسبة للبلاد في تحقيق هدفين اثنين، الأول يتمثل في تأمين الطاقة الكهربائية النووية والأخر يتمحور حول إنتاج وقود أمن ونظيف لمحطات الطاقة النووية وهما هدفان رئيسيان. والصناعة النووية في هذا المجال تأتي في صلب إنتاج الطاقة في البلاد ويمكن أن تحظى بمكانة رفيعة وتبرير اقتصادي.

الغرب لا يرغب أن نستفيد من إمكانيات التكنولوجيا النووية

وتابع صالحي: التكنولوجيا النووية بطبيعتها هي تكنولوجيا مزدوجة، هذه التكنولوجيا من وجهة نظر الرأي العام تتمتع بمقدرات ولها فوائد مزدوجة، سلمية وغير سلمية وإيران تسعى للاستفادة من الجانب السلمي. حيث يمكن الاستفادة من هذه التكنولوجيا في المجالات السلمية، وأي دولة تستفيد من هذه التكنولوجيا ستطبق المعايير الدقيقة في هذا الشأن. لأن لهذه الصناعة معايير عالية المستوى، لكن للأسف الغرب كما تفضل سماحة الإمام الخامنئي لا يرغب بحصولنا على هذه الإمكانيات، ويسعى لزرع الشكوك لدى الرأي العام، الغرب يقول لدى ايران منابع من النفط والغاز لماذا تسعى لامتلاك الطاقة النووية. لكن في ذات الوقت هناك دولة في القطاع الجنوبي للخليج الفارسي أو دولة يبلغ عدد سكانها مليونين أو ثلاثة يساوي معدل إنتاجها للنفط ما تنتجه ايران، تقوم في الوقت الراهن ببناء 4 محطات نووية. للأسف هناك البعض داخل البلاد يرجون لمثل هذه الأحاديث، ونحن بدورنا ندعوهم لطرح أدلتهم علمية عندما يرغبون بإبداء أرائهم، وإلا فلا يتحدثون دون استدلال علمي.

لن نقبل باتفاق نووي ناقص

وأضاف صالي: كما تفضل سماحة الإمام قائد الثورة، نحن نقبل بالاتفاق النووي الذي التزمنا بتطبيقه، لكن لن نقبل باتفاق نووي منقوص ولن نقبل مرة أخرى التفاوض حوله. ولا يمكن القبول باستمرار العقوبات وفرض قيود أخرى. منذ البداية عندما بدأت الحكومة الإيرانية المفاوضات حول المسألة النووية. وضعت منظمة الطاقة الذرية نصب أعينها متابعة هذه المسألة نظراً لتراكم التجارب لديها، فمن الممكن أن لا تصل هذه المفاوضات إلى نتيجة أو في حال تمخضت عن نتائج فهناك وجود لاحتمال عدم التزام الطرف المقابل بالاتفاق، ويتوجب على المنظمة أن تعمل على عدم إضاعة الوقت. بعبارة أخرى خلال مسير المفاوضات، كان يردد سماحة قائد الثورة على الدوام أنه لا يمكن الوثوق بالطرف المقابل، وبناءً على هذا الأساس استشفينا أنه لا يجب أن ندمر الجسور السابقة بل علينا أن نبني جسوراً أخرى. في الحقيقة لن نعود إلى الوضع الذي سبق الاتفاق النووي بل سنرجع إلى وضع أفضل. فبناءً على توصيات قائد الثورة الإسلامية ورئيس الجمهورية، سنبدأ في سياق ضمانات الحماية باتخاذ إجراءات إيجاد البنى التحتية على نطاق واسع، إذا أردنا العمل بشكل طبيعي، فربما ستجهز هذه البنية التحتية جاهزة خلال السنوات القليلة القادمة.

بدأنا باستخدام البنى التحتية الرئيسية والهامة لإنتاج أجهزة الطرد المركزي المتطورة

وتابع صالحي: لكن أبنائكم في منظمة الطاقة الذرية من خلال الدعم المالي والقانوني المقدم من قبل الدولة وبتكتم شديد-وهذا ظلم يقع على المنظمة- بالرغم من أنهم كانوا ينشطون في إطار القوانين والالتزامات، ومن جملة هذه البنى التحتية، المنشأة الكهربائية في نطنز، فقبل الاتفاق، لم يكن مفاعل نطنز مناسباً للأهداف الطويلة الأمد التي وجد من أجلها، لكن في الوقت الراهن المنشآت الكهربائية في نظنز باتت جاهزة لتخصيب 100 ألف سو(وحدة فصل)، فلو أننا عملنا بشكل عادي لكانت هذه المنشأة جاهزة خلال عدة سنوات، حيث أن وحدة المزج التي بنيناها في نطنز تعتبر وحدة فاعلة للغاية. أود أن أشير إلى مسألة أخرى في سياق ضمانات الحماية التي نطبقها لكن لن نعلن عنها، فإنتاج أجهزة الطرد المركزية المتطورة يستلزم بناء المنشآت المناسبة وتأمين أفضل معدات التحكم وإيجاد مكان ملائم من أجل عمليات التجميع. نحن لم نفعها لكن امتثالاً لأوامر سماحة قائد الثورة الإسلامية أطلقنا العمل باستخدام هذه البنية التحتية الرئيسية والهامة.

نحن بحاجة إلى عزم وإرادة الشعب الإيراني

 وتابع رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية كلامه: النقطة الأخرى التي أود أن أشير إليها، هي أننا نحتاج إلى إرادة شعبنا، فأمر غير صائب تجربة المجرب، لمرات تم اختبار إرادة هذا الشعب. على سبيل المثال خلال الحرب المفروضة التي كانت في الحقيقة حرب استكبار الشرق والغرب ضد ايران، في ذلك الحين كانت ايران لا تمتلك إمكانيات خاصة وكانت الثورة حديثة العهد ولم يكن الانسجام الداخلي بالقدر الكافي، لكن شاهدنا كيف جابه هذا الشعب الحرب وتصدى لها، واليوم نرى أي مكانة أحرزتها ايران بامتلاكها القوة والاقتدار ونرى حال بقية الأطراف الأخرى.

في جعبتنا سيناريوهات عديدة لمواجهة مختلف الظروف

وأضاف صالحي: لم نضيع الوقت وإذا لا سمح الله تم تقويض الاتفاق النووي، وإذا تقرر أن نمضي قدماً في مجالات واسعة، حينها ستختلف الظروف. برأيي الشخصي لن نعود إلى الوضع السابق لأننا نرى أن الاتفاق النووي يصب في مصلحة بلادنا والمنطقة والمجتمع الدولي. ويعد الاتفاق النووي أحد عوامل دعم اتفاقية عدم انتشار الأسلحة النووية، وفي حال انهار الاتفاق النووي أشياء كثيرة ستتعقد، منظمة الطاقة الذرية أعدت نفسها لجميع السيناريوهات. لقد أعددنا إمكانيات متعددة.
وتابع صالحي: الأسبوع الفائت عقد لجنة الإشراف على الاتفاق النووي اجتماعاً أطلعت على ظروف الاتفاق النووي وبحثتها، ورفعت توصيات إلى المؤسسات ومختلف المنظمات كمنظمة الطاقة الذرية و وزارة الخارجية، في جعبتنا سيناريوهات عديدة لمواجهة مختلف الظروف، تم اتخاذ الإجراءات وقام رئيس الجمهورية بإبلاغ المنظمة بها. لدينا مقترحات حول ماهية الإجراءات المقبولة التي يمكن أن نتخذها في إطار الاتفاق النووي، وتم إبلاغنا بهذه الإجراءات بعد إقرارها من قبل سماحة قائد الثورة الإسلامية ومن طرف رئيس الجمهورية.

أبلغنا وكالة الطاقة الذرية ببعض الأنشطة

وأعلن رئيس منظمة الطاقة الذرية: البارحة بعثنا رسالة إلى وكالة الطاقة الذرية حول بعض الأنشطة، وأخبرنا سفير ايران في فينا أنه تم تسليم هذه الرسالة، وبناءً عليه نكون قد خطونا أول خطوة وبدأنا بتطبيق الإجراءات الموضوعة على الطاولة ابتدءاً من اليوم. في ليلة الغد آمل أن أجري مقابلة من نطنز عن طريق التلفاز من أحد الأمكنة التي تبعث على الفخار وهو مركز إنتاج أجهزة الطرد المركزي الجديدة.
وأردف: امتثالاً لتوصيات سماحة قائد الثورة الإسلامية ورئيس الجمهورية أيضاً وقرارات الحكومة، بدأت منظمة الطاقة الذرية باتخاذ إجراءات ونفذتها دون إضاعة الوقت. يد المنظمة على الزناد على الدوام وهي على أهبة الاستعداد لتنفذ الأوامر الصادرة على أي مسؤول في البلاد. وسيقوم المتحدث باسم المنظمة بإطلاع الشعب الإيراني العظيم على كل جديد نقوم به.

المشاريع التي لدينا لا تتعارض مع الاتفاق النووي

وأضاف صالحي: المشاريع التي ننفذها لا تتعارض مع الاتفاق النووي، نحن مطلعون جيداً على الاتفاق النووي، على سبيل المثال نحن نمتلك منشآت إنتاج غاز سداسي فلوريد اليورانيوم  (UF6) من كعكة اليورانيوم الصفراء وبعد الاتفاق النووي رفعنا من معدل احتياطاتنا لتصل إلى 400 طن، وهذه المنشأة بعد التوقف عن العمل لمدة 10 أعوام تم إعادة تأهيلها وإصلاح أعطالها وعيوبها وسوف تنخرط في العمل. وقيامنا بتحويل الكعكة الصفراء إلى غاز سداسي فلوريد اليورانيوم  (UF6) لا يتعارض من روح الاتفاق النووي.
وعلق على خطاب سماحة قائد الثورة الإسلامية ليلة أمس بالقول: عندما تحدث سماحته حول تخصيب 190 ألف سو، قالوا جهزوا البنى التحتية والترتيبات اللازمة في سياق الاتفاق النووي ولم يشيروا إلى تقليص نسبة تخصيب 190ألف سو. وبما يتعلق بمسألة أجهزة الطرد المركزية، إذا ولجنا في خضمها حتماً سنتحدث عن أجهزة جديدة ولن نتحدث عن الأجهزة القديمةIR1. إذا انهار الاتفاق النووي ورغبنا بتجميع أجهزة طرد، بشكل حاسم وقاطع سنقوم بتجميع أجهزة طرد مركزية جديدة، ونحن نكون بذلك لا ننقض الاتفاق النووي، وقمنا حالياً بتهيئة البنى التحتية لذلك وهذا الأمر لا يتعارض مع أي شيء.

تعليمات رئيس الجمهورية الجديدة حول مسألة إنتاج غاز سداسي ورباعي فلوريد اليورانيوم (UF6- UF4) ومركز تجميع الأجهزة الجديدة

وقال رئيس منظمة الطاقة الذرية: التعليمات التي أبلغها رئيس الجمهورية لمنظمة الطاقة الذرية تشمل موارد ثلاثة، إنتاج غاز سداسي فلوريد اليورانيوم UF6 وإنتاج غاز رباعي فلوريد اليورانيوم UF4 ومركز تجميع الأجهزة الجديدة. على سبيل المثال بما يتعلق بمسألة إنتاج غاز سداسي فلوريد اليورانيوم UF6، وبسبب افتقادنا لمادة الكعكة الصفراء الأولية، فقد كان معملنا في طور السبات لكن اليوم لدينا 400 طن. واليوم نحن مخيرون، فقد أمر السيد رئيس الجمهورية أن نطلق العمل بهذا المعمل ونقوم بأعمال الصيانة ومعالجة النواقص. حالياً لا نرغب أن نطلق العمل في هذا العمل بطاقته الإنتاجية القصوى بل نريد تشغيله بطاقته الإنتاجية الدنيا. فمن المستحسن ألا ننتظر نهاية الاتفاق النووي حتى نقدم على إصلاح الأعطال وإعادة تأهيله، ونكون متأهبين عندما تحين نهاية الاتفاق النووي. كما أن محطة "بوشهر" تحتاج سنوياً 280 طن من مادة اليورانيوم الأولية، وفي خاتمة المطاف من المقرر أن نقوم بإنتاج وقودها في الداخل، فكم هو أمر جيد أن نكون مستعدين لذلك الوقت، إنتاج أجهزة الطرد المركزي تحتاج إلى الكثير من التجهيزات والبنى التحتية من قبيل الصالات وأجهزة القياس والتحكم وتأمين هذه المستلزمات والاستعدادات لا يشكل عائقاً. فنحن لم نقم فقط بالمحافظة على الجسور خلفنا، بل بنينا جسوراً أكثر.

بوسعنا في غضون عام ونصف أو عامين امتلاك المقدرة على تخصيب 190ألف سو

وتابع صالحي: تشمل التحضيرات لإنتاج 190ألف سو توفر صالة تجميع أجهزة الطرد المركزية هي وصل العمل في تأمينها إلى خواتيمه، ونأمل خلال الأسابيع القادمة خلال شهر أو شهرين أن تصبح هذه الصالة جاهزة. وهذا لا يعني إنتاج أجهزة طرد مركزي على نطاق ضيق. هذه الإمكانيات متوفرة فعلياً داخل هذه الصالة، فإذا لا قدر الله انهار الاتفاق النووي، فلن نضيع وقتنا على إنشاء صالة. وإذا قوض الاتفاق النووي، فإن إمكانيات هذه الصالة كبيرة للغاية بحيث يغدو بوسعنا خلال فترة زمينة قصيرة الوصول إلى الطاقة الإنتاجية المرادة. وخلال عام ونصف أو عامين يمكننا الوصول إلى ذلك. علينا أن ننتظر رد فعل الطرف المقابل.
وأعرب معاون رئيس الجمهورية: استناداً إلى بيانات سماحة قائد الثورة، فليس بوسعنا الالتزام بالتعهدات المترتبة على الاتفاق النووي وفي الوقت ذاته تفرض علينا عقوبات. لا يمكن المزامنة بين هذين الأمرين، ونحن مستعدون لاتخاذ الإجراءات والتدابير المتناسبة على ضوء الظروف والتطورات التي سنشهدها خلال المفاوضات. نحن مستعدون لكافة السيناريوهات سواء بوجود الاتفاق النووي أو عدمه أو لسيناريو يرضي الطرفين.

التصميم النهائي لمحطة أراك على أعتاب نيل الموافقة النهائية

وقال صالحي: رد فعل ايران لا يعني فشل المفاوضات، وبحسب ما أطلعني عليه الأصدقاء في وزارة الخارجية فإن المعطيات نسبياً تبعث على الرضا، لكن حتى لا يشعر الطرف المقابل أننا في ظل ظروف تفرض علينا القبول بالاتفاق النووي و وجود العقوبات في آن واحد، قرر الأصدقاء اتخاذ هذا الإجراءات.
وختم بقوله: بما يتعلق بمسألة إعادة تصميم مفاعل أراك نحن متقدمون على الجدول الزمني الموضوع لذلك، لقد أنجزنا التصميم الأولي والتصميم المفاهيمي له، ونالت هذه التصاميم الموافقة من الناحية الفنية. تعمل ايران حالياً على إنجاز التصاميم الفنية والتفصيلية لهذا المفاعل، كما أنجزت ايران التصاميم السابقة، سلمنا التصميم التفصيلي للجانب الصيني ولجنتنا في الوقت الراهن متواجدة في الصين وهي على وشك إعداد الخارطة وصناعة التجهيزات الجديدة مثل قلب المفاعل وطلب المعدات.