ایران..التاکید علی القوة الصاروخية ورفع قدرات تخصيب اليورانيوم

ایران..التاکید علی القوة الصاروخية ورفع قدرات تخصيب اليورانيوم
الثلاثاء ٠٥ يونيو ٢٠١٨ - ٠٦:٣٢ بتوقيت غرينتش

أصدر قائد الثورة الاسلامية في ايران سماحة اية الله العظمي السيد علي الخامنئي أوامره الى منظمة الطاقة الذرية الايرانية بالاستعداد اعتبارا من اليوم لتحضير 190 الف وحدة فصل لتخصيب اليورانيوم.

العالم - ایران

وفي كلمته خلال مراسم إحياء الذكرى السنوية الـ 29 لرحيل مؤسس الجمهورية الاسلامية الايرانية، الامام الخميني (رض) قال قائد الثورة الاسلامية: نستشف من تصريحات بعض الحكومات الاوروبية انهم يتوقعون من الشعب الايراني ان يتحمل الحظر، وان يجمد نشاطاته النووية التي تعد حاجة ماسة لمستقبل البلاد، وان يواصل الالتزام بهذه القيود.

وأوعز قائد الثورة الاسلامية الى منظمة الطاقة الذرية الايرانية أن توفر الاستعدادات والمقدمات اللازمة بسرعة للوصول الى 190 الف سو (وحدة فصل في تخصيب اليورانيوم)، في إطار الاتفاق النووي، وان يتم البدء من يوم غد ببعض المقدمات التي أوعز بها رئيس الجمهورية.

واکد سماحته إن القوة الصاورخية الايرانية باتت الاولى في المنطقة، وتشكل العصب الرئيس لأمن البلاد.

وفي هذا السياق، عقد رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية في أعقاب إيعاز سماحة قائد الثورة الإسلامية للبدء باتخاذ الترتيبات اللازمة لاستئناف الأنشطة النووية، مؤتمراً صحفياً اليوم الثلاثاء تناول فيه برامج منظمته بهذا الخصوص.

واستهل صالحي مؤتمره الصحفي بالقول: سنشير إلى بعض الأصول والمبادئ، أولاً الالتزام بالوعود فنحن نلتزم الإيفاء بوعودنا، كنا في منظمة الطاقة الذرية ملتزمون بوعودنا. فقبل الاتفاق النووي التزمنا بتطبيق اتفاقية الضمانات وبعد الاتفاق النووي التزمنا بالبرتوكول الإضافي وبالاتفاق النووي. المبدأ الثاني أنشطتنا سلمية تستند إلى فتواي سماحة قائد الثورة الإسلامية، المبدأ الثالث تحظى أهمية الصناعة النووية في البلاد بهدفين اثنين أولاً تأمين الوقود النووي والثاني تأمين الوقود النظيف، المبدأ الرابع لا يمكن الجمع في آن واحد بين فرض العقوبات والاتفاق النووي.

وقال: تكمن أهمية الصناعة النووية بالنسبة للبلاد في تحقيق هدفين اثنين، الأول يتمثل في تأمين الطاقة الكهربائية النووية والأخر يتمحور حول إنتاج وقود أمن ونظيف لمحطات الطاقة النووية وهما هدفان رئيسيان. والصناعة النووية في هذا المجال تأتي في صلب إنتاج الطاقة في البلاد ويمكن أن تحظى بمكانة رفيعة وتبرير اقتصادي.

وأضاف صالحي: كما تفضل سماحة الإمام قائد الثورة، نحن نقبل بالاتفاق النووي الذي التزمنا بتطبيقه، لكن لن نقبل باتفاق نووي منقوص ولن نقبل مرة أخرى التفاوض حوله. ولا يمكن القبول باستمرار العقوبات وفرض قيود أخرى.

وأضاف صالحي: برأيي الشخصي لن نعود إلى الوضع السابق لأننا نرى أن الاتفاق النووي يصب في مصلحة بلادنا والمنطقة والمجتمع الدولي. ويعد الاتفاق النووي أحد عوامل دعم اتفاقية عدم انتشار الأسلحة النووية، وفي حال انهار الاتفاق النووي أشياء كثيرة ستتعقد، منظمة الطاقة الذرية أعدت نفسها لجميع السيناريوهات. لقد أعددنا إمكانيات متعددة.

وتابع صالحي: الأسبوع الفائت عقد لجنة الإشراف على الاتفاق النووي اجتماعاً أطلعت على ظروف الاتفاق النووي وبحثتها، ورفعت توصيات إلى المؤسسات ومختلف المنظمات كمنظمة الطاقة الذرية و وزارة الخارجية، في جعبتنا سيناريوهات عديدة لمواجهة مختلف الظروف، تم اتخاذ الإجراءات وقام رئيس الجمهورية بإبلاغ المنظمة بها. لدينا مقترحات حول ماهية الإجراءات المقبولة التي يمكن أن نتخذها في إطار الاتفاق النووي، وتم إبلاغنا بهذه الإجراءات بعد إقرارها من قبل سماحة قائد الثورة الإسلامية ومن طرف رئيس الجمهورية.

وأعلن رئيس منظمة الطاقة الذرية: البارحة بعثنا رسالة إلى وكالة الطاقة الذرية حول بعض الأنشطة، وأخبرنا سفير ايران في فينا أنه تم تسليم هذه الرسالة، وبناءً عليه نكون قد خطونا أول خطوة وبدأنا بتطبيق الإجراءات الموضوعة على الطاولة ابتدءاً من اليوم.

وأردف: امتثالاً لتوصيات سماحة قائد الثورة الإسلامية ورئيس الجمهورية أيضاً وقرارات الحكومة، بدأت منظمة الطاقة الذرية باتخاذ إجراءات ونفذتها دون إضاعة الوقت. يد المنظمة على الزناد على الدوام وهي على أهبة الاستعداد لتنفذ الأوامر الصادرة على أي مسؤول في البلاد..

وأضاف صالحي: المشاريع التي ننفذها لا تتعارض مع الاتفاق النووي، نحن مطلعون جيداً على الاتفاق النووي، على سبيل المثال نحن نمتلك منشآت إنتاج غاز سداسي فلوريد اليورانيوم  (UF6) من كعكة اليورانيوم الصفراء وبعد الاتفاق النووي رفعنا من معدل احتياطاتنا لتصل إلى 400 طن، وهذه المنشأة بعد التوقف عن العمل لمدة 10 أعوام تم إعادة تأهيلها وإصلاح أعطالها وعيوبها وسوف تنخرط في العمل. وقيامنا بتحويل الكعكة الصفراء إلى غاز سداسي فلوريد اليورانيوم  (UF6) لا يتعارض من روح الاتفاق النووي.

وعلق على خطاب سماحة قائد الثورة الإسلامية ليلة أمس بالقول: عندما تحدث سماحته حول تخصيب 190 ألف سو، قالوا جهزوا البنى التحتية والترتيبات اللازمة في سياق الاتفاق النووي ولم يشيروا إلى تقليص نسبة تخصيب 190ألف سو. وبما يتعلق بمسألة أجهزة الطرد المركزية، إذا ولجنا في خضمها حتماً سنتحدث عن أجهزة جديدة ولن نتحدث عن الأجهزة القديمةIR1 . إذا انهار الاتفاق النووي ورغبنا بتجميع أجهزة طرد، بشكل حاسم وقاطع سنقوم بتجميع أجهزة طرد مركزية جديدة، ونحن نكون بذلك لا ننقض الاتفاق النووي، وقمنا حالياً بتهيئة البنى التحتية لذلك وهذا الأمر لا يتعارض مع أي شيء.

وقال رئيس منظمة الطاقة الذرية: التعليمات التي أبلغها رئيس الجمهورية لمنظمة الطاقة الذرية تشمل موارد ثلاثة، إنتاج غاز سداسي فلوريد اليورانيوم UF6 وإنتاج غاز رباعي فلوريد اليورانيوم UF4 ومركز تجميع الأجهزة الجديدة. على سبيل المثال بما يتعلق بمسألة إنتاج غاز سداسي فلوريد اليورانيوم UF6، وبسبب افتقادنا لمادة الكعكة الصفراء الأولية، فقد كان معملنا في طور السبات لكن اليوم لدينا 400 طن. واليوم نحن مخيرون، فقد أمر السيد رئيس الجمهورية أن نطلق العمل بهذا المعمل ونقوم بأعمال الصيانة ومعالجة النواقص. حالياً لا نرغب أن نطلق العمل في هذا العمل بطاقته الإنتاجية القصوى بل نريد تشغيله بطاقته الإنتاجية الدنيا.

فمن المستحسن ألا ننتظر نهاية الاتفاق النووي حتى نقدم على إصلاح الأعطال وإعادة تأهيله، ونكون متأهبين عندما تحين نهاية الاتفاق النووي. كما أن محطة "بوشهر" تحتاج سنوياً 280 طن من مادة اليورانيوم الأولية، وفي خاتمة المطاف من المقرر أن نقوم بإنتاج وقودها في الداخل، فكم هو أمر جيد أن نكون مستعدين لذلك الوقت، إنتاج أجهزة الطرد المركزي تحتاج إلى الكثير من التجهيزات والبنى التحتية من قبيل الصالات وأجهزة القياس والتحكم وتأمين هذه المستلزمات والاستعدادات لا يشكل عائقاً. فنحن لم نقم فقط بالمحافظة على الجسور خلفنا، بل بنينا جسوراً أكثر.

وتابع صالحي: تشمل التحضيرات لإنتاج 190ألف سو توفر صالة تجميع أجهزة الطرد المركزية هي وصل العمل في تأمينها إلى خواتيمه، ونأمل خلال الأسابيع القادمة خلال شهر أو شهرين أن تصبح هذه الصالة جاهزة. وهذا لا يعني إنتاج أجهزة طرد مركزي على نطاق ضيق. هذه الإمكانيات متوفرة فعلياً داخل هذه الصالة، فإذا لا قدر الله انهار الاتفاق النووي، فلن نضيع وقتنا على إنشاء صالة. وإذا قوض الاتفاق النووي، فإن إمكانيات هذه الصالة كبيرة للغاية بحيث يغدو بوسعنا خلال فترة زمينة قصيرة الوصول إلى الطاقة الإنتاجية المرادة. وخلال عام ونصف أو عامين يمكننا الوصول إلى ذلك. علينا أن ننتظر رد فعل الطرف المقابل.

وقال صالحي: رد فعل ايران لا يعني فشل المفاوضات، وبحسب ما أطلعني عليه الأصدقاء في وزارة الخارجية فإن المعطيات نسبياً تبعث على الرضا، لكن حتى لا يشعر الطرف المقابل أننا في ظل ظروف تفرض علينا القبول بالاتفاق النووي و وجود العقوبات في آن واحد، قرر الأصدقاء اتخاذ هذا الإجراءات.

وختم بقوله: بما يتعلق بمسألة إعادة تصميم مفاعل أراك نحن متقدمون على الجدول الزمني الموضوع لذلك، لقد أنجزنا التصميم الأولي والتصميم المفاهيمي له، ونالت هذه التصاميم الموافقة من الناحية الفنية. تعمل ايران حالياً على إنجاز التصاميم الفنية والتفصيلية لهذا المفاعل، كما أنجزت ايران التصاميم السابقة، سلمنا التصميم التفصيلي للجانب الصيني ولجنتنا في الوقت الراهن متواجدة في الصين وهي على وشك إعداد الخارطة وصناعة التجهيزات الجديدة مثل قلب المفاعل وطلب المعدات.

اعلن المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي في تصريح صحفي: أن الاتفاق النووي لا يلزم ايران باعلام الوكالة الذرية مسبقاً، لكن الخطوة تأتي تحسباً لانسحاب دول أخرى من الاتفاق وعندها سيكون لدى إيران القدرة على الإسراع بإنتاج أجهزة الطرد المركزي.

وأشار كمالوندي الى أنه "ضمن إطار الاتفاق النووي من المقرر ان تصل ايران خلال 15 عاما الى 190 الف وحدة فصل لتخصيب اليورانيوم بينما كنا نتوقع ان نصل الى 250 الف وحدة فصل خلال هذه المدة، وبناء على أوامر قائد الثورة التي أصدرها خلال تصريحاته أمس من مرقد الامام الخميني (ره) فإننا سنعمل على تسريع الوصول الى 190 ألف وحدة فصل خلال مدة تقل عن 15 سنة".

وقال المتحدث باسم وكالة الطاقة الذرية إن الانتقال إلى 190 ألف وحدة هي حركة عالية السرعة لزيادة الطاقة الإنتاجية لأجهزة الطرد المركزي والدوارات، وأضاف: "ان زيادة القدرة تعني بناء ورش عمل ومصنع وتوفير البنية التحتية والترتيبات اللازمة للتحرك بسرعة وبقدرة عالية.

ورداً على سؤال هل سيتغير التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية على مستويات الضمانات والبروتوكول الاضافي، أجاب كمالوندي: "لن يطرأ أي تغيير في التعهدات".

اذا ان الجمهورية الاسلامية الايرانية توكد حاليا على رفع قدراتها النووية في اطار الاتفاق النووي مع الحفاظ على قدراتها الصاروخية التي اعتبرها سماحة القائد العصب الرئيس لأمن البلاد حيث لايمكن التفاوض حولها اطلاقا او ايه مساومة بشانها باعتبارها حق مشروع للجمهورية الاسلامية الايرانية في اطار توفير ما تحتاج به في الدفاع عن النفس.

* محمد امين الجرجاني

6