نتنياهو يرفض تلقي اقتراحات من الفلسطينيين

الثلاثاء ٠٤ يناير ٢٠١١ - ٠٥:٤٣ بتوقيت غرينتش

أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمس بأنه مستعد للبحث مع أبو مازن في كل المسائل الجوهرية ثنائيا، وأنه اذا ما اجتمع مع الزعيم الفلسطيني في غرفة فسيجلس معه هناك على كل المواضيع "الى أن يخرج دخان ابيض". ويظهر فحص أجرته "معاريف" واقعا معاكسا تماما: في الاسابيع الاخيرة رد مندوبون اسرائيليون، بمن فيهم نتنياهو نفسه، المرة تلو الاخرى، وثائق رسمية يحاول نظراؤهم الفلسطينيون تقديمها لهم، وفيها تفصيل للمواقف الفلسطينية في كل المسائل الجوهرية. فالمندوبون الاسرائيليون غير مستعدين على الاطلاق للبحث، للقراءة أو للمس هذه الوثائق، ناهيك عن أن يقدموا وثيقة اسرائيلية موازية وفيها المواقف الاسرائيلية.

أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمس بأنه مستعد للبحث مع أبو مازن في كل المسائل الجوهرية ثنائيا، وأنه اذا ما اجتمع مع الزعيم الفلسطيني في غرفة فسيجلس معه هناك على كل المواضيع "الى أن يخرج دخان ابيض". ويظهر فحص أجرته "معاريف" واقعا معاكسا تماما: في الاسابيع الاخيرة رد مندوبون اسرائيليون، بمن فيهم نتنياهو نفسه، المرة تلو الاخرى، وثائق رسمية يحاول نظراؤهم الفلسطينيون تقديمها لهم، وفيها تفصيل للمواقف الفلسطينية في كل المسائل الجوهرية. فالمندوبون الاسرائيليون غير مستعدين على الاطلاق للبحث، للقراءة أو للمس هذه الوثائق، ناهيك عن أن يقدموا وثيقة اسرائيلية موازية وفيها المواقف الاسرائيلية.

 

الحالة الأبرز وقعت في اللقاء الاخير الذي عُقد بين المتفاوضين، د. صائب عريقات من الطرف الفلسطيني والمحامي اسحق مولكو من الطرف الاسرائيلي. وقد عقد اللقاء في واشنطن قبل عدة اسابيع، بحضور الوسطاء الامريكيين. في اثناء اللقاء فاجأ عريقات مولكو، سحب من حقيبته كراسة رسمية تحمل شعار السلطة الفلسطينية وحاول نقلها الى مولكو. عندما تساءل الاسرائيلي عما في الكراسة، قال عريقات ان هذه في واقع الأمر خطة السلام الفلسطينية المفصلة والمُحدّثة، وفيها المواقف الفلسطينية المفصلة في كل المسائل الجوهرية.

 

ورفض مولكو أخذ الكراسة أو الاطلاع عليها. وحسب مصادر تعرفت على ما جرى هناك، قال لعريقات، وكذا للامريكيين، انه لا يمكنه أن يلمس الكراسة الفلسطينية، أن يقرأها أو ان يأخذها، وذلك لانه في اللحظة التي يفعل ذلك فان "الحكومة تسقط".

 

الحالة الثانية وقعت في لقاء عقد بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وبين أبو مازن، في المنزل الرسمي لرئيس الوزراء في القدس. والان يتبين انه في اثناء ذلك اللقاء جلب أبو مازن لنتنياهو وثيقة فلسطينية رسمية، من صفحتين مطبوعتين، وفيها الاقتراح الفلسطيني للحل في المسألتين اللتين كان يفترض بالطرفين أن يبحثا فيهما في المرحلة الاولى: الترتيبات الأمنية والحدود. رفض نتنياهو قراءة الوثيقة أو البحث فيها. أبو مازن، كما عُلم، ترك الوثيقة في منزل رئيس الوزراء (بحيث ان نتنياهو كان بوسعه ان يقرأها بعد ذلك).

 

تضارب مع موقف اسرائيل

 

في الوثائق الفلسطينية المختلفة التي تقترح بين الحين والآخر على الفلسطينيين (توجد حالات اخرى غير تلك المفصلة هنا)، توجد ايضا موافقة فلسطينية على وجود "طرف ثالث" في غور الاردن في اثناء فترة طويلة بعد التوقيع على الاتفاق. وفي نية الفلسطينيين الموافقة على تواجد عسكري امريكي، اوروبي، للناتو أو أي جهة اخرى تكون مقبولة على اسرائيل وذلك لضمان المعابر، ولكن، كما أسلفنا، الطرف الاسرائيلي غير معني على الاطلاق بفتح هذه الوثائق والبحث في المسائل.

 

هذه الامور تقف على نقيض تام من الموقف الاسرائيلي القائل إن كل شيء مفتوح للمفاوضات، وان نتنياهو مستعد للحديث في كل المسائل الجوهرية والدخول مع أبو مازن الى غرفة من اجل الخروج منها مع تسوية. اذا كان هذا الوضع، فلا يوجد أي سبب يجعل الاسرائيليين لا يتلقوا طواعية تفصيلا للمواقف الفلسطينية من اجل اعداد أوراق مضادة تسمح بالشروع في جسر الفجوات. هناك انطباع بأن تصريحات نتنياهو ومقربيه عديمة أي مضمون كان، والأقرب الى الحقيقة هو اسحق مولكو، الذي قال في ذاك اللقاء مع عريقات: "في اللحظة التي ألمس هذا، الحكومة تسقط". بالمناسبة، الطرفان، عريقات ومولكو، وافقا على نفي الحدث وشطبه من البروتوكول اذا ما سُئلا عن ذلك، ولكن حقيقته تأكدت من جهات عديدة. كما أن النائب احمد طيبي ألمح به في حديث ألقاه على منصة الكنيست مؤخرا.

 

بن كاسبيت

معاريف 03/01/2011