في يومها العالمي..القدس عاصمة فلسطين الأبدية

في يومها العالمي..القدس عاصمة فلسطين الأبدية
الخميس ٠٧ يونيو ٢٠١٨ - ٠٥:٤٢ بتوقيت غرينتش

تقام المظاهرات المناهضة لكيان الاحتلال الإسرائيلي سنوياً في العديد من الدول والمجتمعات الإسلامية والعربية في مختلف أنحاء العالم، وخاصة في الجمهورية الإسلامية في إيران وذلك استنكارا لاحتلال هذا الكيان الغاصب للاراضي الفلسطينية.

العالم_فلسطين

فهو مناسبة عالمية كانت انطلاقتها من جمهورية إيران الإسلامية وباقتراح الإمام الخميني (رحمه الله) في عام 1399 ه ـ آب/أغسطس عام 1979 م، اي بعد إنتصار الثورة الإسلامية، فأصبح أكبر حدث سياسي يجمع الأمة الإسلامية و الدول العربية في يوم واحد يندد فيه الكل بوحشية واحتلال إسرائيل.

وقد انتشرت هذه المناسبة في هذه الأعوام الأخيرة بين المسلمين وحتى في البلدان غير الإسلامية ومنها امريكا الراعية للصهيونية، ولا تقتصر المشاركة في يوم القدس على العرب أو المسلمين، بل إنّ بعضا من غير المسلمين أيضاً ـ ومنهم اليهود الأرثوذكس المعادون للصهيونية ـ يشاركون فيه.

يوم القدس العالمي تأريخيا...

كان العرب قبل انتصار الثورة الإسلامية في إيران وخصوصاً منظمة التحرير الفلسطينية ـ يحتفلون سنوياً في شهر تشرين الأول/اكتوبر بانتصارهم على كيان الاحتلال فيما عُرف آنذاك بحرب الكرامة، في يوم سُمّي بـ"يوم الكرامة"  فعُرف أيضاَ بـ"يوم فلسطين" وقد بقي الاحتفال به إلى وقت قريب بعد انتصار الثورة إلا أّنه نُسي فيما بعد وغلب عليه يوم القدس.

قضية فلسطين كانت أحد محاور ثورة الإمام الخميني (رحمه الله) منذ البداية، وبعد انتصار الثورة أعلن بصورة رسمية عدم اعتراف الجمهورية الإسلامية في إيران بكيان لاحتلال، فتبدّلت سفارة الاحتلال في إيران إلى مقرّ لمنظمة التحرير الفلسطينية ليأتي بيان الإمام الخميني كالتالي :

بيان الإمام الخميني في تسمية يوم القدس

إنني أدعو المسلمين في جميع أنحاء العالم لتكريس يوم الجمعة الأخيرة من هذا الشهر الفضيل من شهر رمضان المبارك ليكون يوم القدس، وإعلان التضامن الدولي من المسلمين في دعم الحقوق المشروعة للشعب المسلم في فلسطين، لسنوات عديدة، قمت بتحذير المسلمين من الخطر الذي تشكله إسرائيل الغاصبة والتي اليوم تكثف هجماتها الوحشية ضد الإخوة والأخوات الفلسطينيين، والتي هي، في جنوب لبنان على وجه الخصوص، مستمرة في قصف منازل الفلسطينيين على أمل سحق النضال الفلسطيني. وأطلب من جميع المسلمين في العالم والحكومات الإسلامية العمل معا لقطع يد هذه الغاصبة ومؤيديها. وإنني أدعو جميع المسلمين في العالم لتحديد واختيار الجمعة الأخيرة في شهر رمضان الكريم - الذي هو في حد ذاته فترة محددة يمكن أيضاً أن يكون العامل المحدد لمصير الشعب الفلسطيني - وتسميتها بيوم القدس العالمي و ذلك خلال حفل يدل على تضامن المسلمين في جميع أنحاء العالم، تعلن تأييدها للحقوق المشروعة للشعب المسلم. أسأل الله العلي القدير أن ينصر المسلمين على الكافرين .

 

و بعد ذلك اصبحت آخر جمعة من شهر رمضان المبارك هو يوم القدس العالمي و في كل عام  تخرج المظاهرات والمسيرات الحاشدة في أنحاء العالم من الصباح الباكر حتى تصل إلى المساجد والجوامع، وفي بعض الدول تقتصر المظاهرة على ما بعد صلاة الجمعة . وتعلو هتافات الاستنكار والشجب للصهيونية والاحتلال الصهيوني و يرفع الشعار الرئيسي في هذه المناسبة وهو "الموت لإسرائيل" أو "Down with Israel" و تُلقى الخُطب والبيانات من الشخصيات والتكتلات الحزبية الإسلامية والسياسية.

غالباً تحظى هذه المناسبة ـ وخصوصاً في إيران ـ باهتمام الإعلام والتغطيات الإعلامية العالمية. و عادة ما يكون هناك رد فعل من الجهة المقابلة المؤيدة للاحتلال والعنصرية الصهيونية التي ترفض تسمية هذا اليوم بيوم القدس العالمي حيث تخرج مجموعات قليلة في بعض الدول ـ وخصوصاً في أمريكا وبعض دول أوروبا ـ تُعرف بالمنظمات الصديقة لإسرائيل، تندد بمظاهرات يوم القدس العالمي، وهؤلاء هم من اليهود وبعض الحركات العنصرية المتعاطفة مع "إسرائيل".

ولكن من الواضح ان هذه المسيرات المليونية العالمية انها تهدف إلى إيقاف مشروع الاحتلال العدواني  لحذف فلسطين من الخارطة الجغرافيا العالمية وطمس هوية القدس وكذلك المطالبة بالحقوق القانونية للشعب الفلسطيني كما انها تجسيد لوقوف المظلومين بوجه الظلم والظالمين ليشعر الفلسطينيون بوقوف شعوب العالم إلى جانبهم في مواجهة الاحتلال واعتدائاته ضد الشعب الفلسطيني المظلوم   .