القرضاوي: لا يمكن تحرير فلسطين إلا بالمقاومة

الثلاثاء ٠٤ يناير ٢٠١١ - ٠١:٣١ بتوقيت غرينتش

أكد رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين العلامة يوسف القرضاوي إن الأمة الإسلامية مطالبة بتحرير نفسها لتتمكن من تحرير أرض فلسطين المغتصبة.جاء ذلك خلال الندوة الشهرية الأولى للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بعنوان "مشاريع تهويد القدس وفلسطين وأثرها على مستقبل القضية"، وعقدت بفندق الميلينوم مساء أمس الأول .

أكد رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين العلامة يوسف القرضاوي إن الأمة الإسلامية مطالبة بتحرير نفسها لتتمكن من تحرير أرض فلسطين المغتصبة.

 

جاء ذلك خلال الندوة الشهرية الأولى للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بعنوان "مشاريع تهويد القدس وفلسطين وأثرها على مستقبل القضية"، وعقدت بفندق الميلينوم مساء أمس الأول .

 

وشدد العلامة القرضاوي على أهمية دعم صمود الشعب الفلسطيني وتمكينه من امتلاك وسائل مقاومة الاحتلال الصهيوني بكل ما أوتي من قوة، مؤكداً أن دعم الفلسطينيين ليس منة من أحد، إذ إن "من أخطر الآفات أن يشعر المسلمون أنهم يساعدون الفلسطينيين.. لأن الإسلام يفرض على كل المسلمين تحرير أي أرض مسلمة احتلت، فكيف بالقدس الشريف التي كرمها الله.. لا بد أن تشعر الأمة كلها أن القضية ليست قضية فلسطينيين فقط".

 

وأضاف: "إن أمورنا تتجه من الأسوأ إلى الأشد سوءاً، متسائلاً: ماذا بقي من التسوية؟ ماذا عن الاستيطان الذي لم يستطع أوباما أن يوقفه، وذهب الفلسطينيون بدون شرط، والآن توجد 13 ألف وحدة سكنية في الضفة الغربية ووحدات استيطانية حول القدس التي باتت مهددة فعلاً، مبينا أن اليهود وحدهم يعرفون متى يعلنون انهيار المسجد الأقصى الذي يعني ضياع القضية"، وقال: إن "ضعف الأمة الإسلامية أفادهم وأنه لا يمكن تحرير الأرض إلا بالجهاد وللأسف كلمة الجهاد أصبحت مستبعدة"، مطالباً بضرورة تصحيح عقل الأمة من المفاهيم الخاطئة.

 

وأشار إلى أن مشاريع التسوية منذ أن بدأت بالمعاهدة المصرية واتفاق أوسلو لم تزرع اليهود فقط ولكن اقتلعت كل ما له علاقة بالإسلام والمسلمين عبر نشر عمليات التهويد وتغيير الملامح الرئيسية لهذه المنطقة ، مشيرا إلى أن كل هذا جاء بسبب الموقف الفلسطيني الرسمي برئاسة محمود عباس، معرباً عن انتقاده للتعاون الأمني مع العدو الصهيوني الذي اغتصب الأرض وحاول انتزاع اعتراف عربي وإسلامي وعربي بأن هذه الأرض حق لليهود، مؤكداً أن التنسيق الأمنى بين السلطة و الكيان الصهيوني أخطر من الانقسام، وقال: "إن فلسطين ليست ملكا للفلسطينيين أو لفئة منها تتصرف فيها كما تشاء بل لكل الأمة العربية والإسلامية"، مشيراً إلى أن المقاومة ضد الاحتلال وحشد الأمة كلها يمثل الاعتدال، وهذا ما يجب العمل من أجله، وأكد أن الجدار العازل هو نهب الأرض والتهجير لما لا يقل عن 200 ألف فلسطيني وأنه يجب أن نتعامل مع القضية بكل وضوح، مشيرا إلى أن الدول التي جُزئت من جانب الاستعمار باتت تتجزأ إلى فسيفساء، الأمر الذي يتطلب وجود مقاومة.

 

وقال: "في قطاع غزة الآن هناك عمل دؤوب، وأصبح قطاع غزة منطقة ممنوعة على "الإسرائيليين"، ولو كانوا يستطيعون لذهبوا إلى القطاع وأذلوا المجاهدين".

 

وأضاف: إن "الإسرائيليين" لا يستطيعون الدخول في اشتباك مع المقاومة الفلسطينية وهم يخافون من نتائج الحرب لأن وضعهم سيتدهور تدهورا كبيرا. وأكد أن نقطة الضعف لا تكمن في الانقسام الفلسطيني، بل في الاتفاق الأمني الذي يسود في الضفة الغربية، مشيرا إلى أن الكل يجب أن يكون في جبهة واحدة لكي تعود بلادنا إلى قوتها السابقة، وإقامة العدالة في هذا العالم.

 

وقال: "إن منظمة التحرير الفلسطينية ذهبت إلى التهلكة ولا يمكن الحديث عن وجود سلطة فلسطينية تحت الاحتلال، مؤكدا ضرورة العودة إلى المقاومة ضد المحتل".

 

وبيَّن أن المهمة الملقاة على عاتق العلماء كبيرة جدا، وفي مقدمتها العمل على تحرير القدس الشريف وفلسطين من الاحتلال، وهي مهمة لكافة المسلمين في كل أنحاء الأرض، وأشار إلى أن الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين يركز على أن تكون القضية الفلسطينية ليست قضية الحكام، وإنما قضية المسلمين.

 

وأشار القرضاوي إلى تراجع دور الجامعة العربية في قضية المسلمين بفلسطين، وكان ذلك من بين التراجعات المهمة في هذه القضية، واستغرب من تخلي جامعة الدول العربية وبلدان العالم الإسلامي عن القضية في الوقت الذي أصبحت فيه "إسرائيل" تملك أسلحة دمار شامل، وتؤيدها الولايات المتحدة بالسلاح والفيتو.