نيويورك تايمز: "إسرائيل" تجتزئ فيديو لتشويه رزان النجار

نيويورك تايمز:
السبت ٠٩ يونيو ٢٠١٨ - ٠١:١٥ بتوقيت غرينتش

كشفت صحيفة "نيويورك تايمز"، تلاعب قوات الاحتلال الإسرائيلي بفيديو تضمن مقابلة صحفية مع المسعفة المتطوعة رزان النجار، في محاولة لتشويه دورها الإنساني بعد الإدانة الواسعة لجريمة استهدافها.

العالم - فلسطين

ويشير التقرير وفقا لـ"عربي21"، إلى أن الفيديو، الذي اجتُزئ بشكل كبير، يظهر المسعفة رزان النجار وكأنها تلقي ما يشبه قنبلة مسيلة للدموع، مشيرا إلى أنه "لا يبدو أن الفيديو قد صور في اليوم الذي قتلت فيه النجار، ولم يبد أن القنبلة كانت موجهة إلى أي شخص".

ويورد الكاتب أن النجار تظهر في مشهد آخر في الفيديو، تقول فيه للصحافية: "أنا هنا على خط التماس أشكل درعا بشريا".

وتقول الصحيفة: إن النجار (21 عاما) تحولت منذ أن استشهدت، خلال قيامها عملها الإنساني في إسعاف المصابين شرق خانيونس في 1 يونيو الجاري،  إلى "رمز قوي للصراع هناك"، مشيرة إلى أن "حركة حماس صورتها على أنها بطلة وضحية بريئة للعدوان الإسرائيلي".

ويذكر التقرير أن منظمات حقوق الإنسان هاجمت الكيان الصهيوني لاستخدامها قوة مفرطة ضد المتظاهرين، حيث استشهد بالنيران "الإسرائيلية"، منذ أن بدأت المظاهرات الأسبوعية في آذار/ مارس، 119 شخصا، بحسب مسؤولي الصحة في غزة (العدد ارتفع إلى 127 وفق آخر إحصائية لوزارة الصحة، إلى جانب 7 آخرين تحتجز قوات الاحتلال جثامينهم).

ويذكر بوتشبون أن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة صوّت، الجمعة الماضية، لشجب الكيان الصهيوني لاستخدامها القوة غير المتكافئة، فيما قالت مجموعة من مؤسسات الأمم المتحدة يوم السبت الماضي: إن قتل النجار، التي كان من السهل التعرف عليها على أنها مسعفة، أمر يستحق الشجب. 

وتنقل الصحيفة عن الجيش "الإسرائيلي"، زعمه أنه يستخدم الذخيرة الحية فقط بصفتها حلا أخيرا؛ في محاولة لمنع المتظاهرين وأي مقاتلين ممتزجين معهم من تجاوز السياج الحدودي ومهاجمة "الإسرائيليين" على الجانب الآخر، وهو الأمر الذي دحضته تحقيقات المنظمات الحقوقية التي أكدت عدم وجود أي مظاهر مسلحة خلال المسيرات السلمية.

وأشارت إلى أن الجيش "الإسرائيلي" قال في أول ما ادعى أنه تصريح موضوعي بخصوص وفاة النجار، يوم الثلاثاء: إن الأمر لم يكن مقصودا، وإن الجيش لا يزال يحقق في الموضوع، وفق ادعائه.

ويذكر التقرير أن الفيديو، الذي نشره جيش الاحتلال يوم الخميس الماضي، لم يقل بأن أفعال النجار بررت إطلاق النار عليها، لكن اللقطة التي نشرت باللغتين العربية والإنجليزية تبدو جزءا من الحرب على رواية قصتها، ومحاولة من الجيش لأن يشوه صورة النجار، حيث قال نص التعليق على الفيديو باللغة الإنجليزية: "هذه المسعفة حرّضتها حركة حماس لتضحي بحياتها لأهدافهم.. حركة حماس تستخدم المسعفين دروعا بشرية". 

ويقول الكاتب: إن المتظاهرين يهدفون إلى إنهاء الحصار الذي دام 11 عاما على قطاع غزة من مصر والكيان الصهيوني، ولمطالبة الفلسطينيين بأراضيهم .

وتفيد الصحيفة بأنه عندما سئل رئيس الوزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو في ندوة سياسة في لندن، يوم الخميس، عن استخدام الجيش للذخيرة الحية، فإنه دافع وقال: إن الجيش حاول استخدام خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع، لكنه لم يستطع منع المتظاهرين من مهاجمة السياج، وقال نتنياهو: "لم يذهب أحد متعمدا لقتل أحد"، متهما حركة حماس بأنها تحاول رفع عدد القتلى لأهداف دعائية، فقال: "يمكنني أن أقول لكم إن حركة حماس قالت في لحظة معينة (لم يتم قتل عدد كاف من الناس)".

وبحسب التقرير، فإن مسؤولي حركة حماس أدانوا الكيان لمقتل المتظاهرين، مشيرا إلى أن حركة حماس أصدرت أيضا فيديو يظهر روايتها لقصة النجار، ونشر الفيديو يوم السبت، ويظهر النجار والمسعفين الآخرين يسيرون نحو السياج بمعاطفهم البيضاء وأيديهم مرفوعة، قبل استهدافهم من قوات الاحتلال.

وتبين الصحيفة أن الفيديو "الإسرائيلي"، الذي نشر يوم الخميس، هو لقطة مقطوعة من مقابلة من إنتاج قناة "الميادين" التي تبث من بيروت، لافتة إلى أنه في الوقت الذي أظهر فيه الفيديو "الإسرائيلي" أن النجار تقول: "أنا هنا على خط التماس أشكل درعا بشريا"، إلا أن النص كان مجتزأً؛ حيث قالت في المقابلة مع الميادين: "أنا هنا على خط التماس أشكل درعا بشريا منقذا لحماية الإصابات داخل خطوط التماس"، وهو ما يتقاطع مع دورها الإنساني في إسعاف الجرحى وإخلائهم منذ 30 مارس/آذار الماضي.

وتختم "نيويورك تايمز" تقريرها بالإشارة إلى قول النجار: "بكل عزيمة وإصرار راح أكمل مسيرتي مهما تعرضت لمخاطر، مهما تعرضت من رفض من أي جهة، رصاص، متفجرات، غاز مسيل للدموع راح أكمل مسيرتي، وراح أنقذ كل الإصابات حتى ترجع ثاني، وتدافع عن أرضنا، وغصبا عنكم راح نرجع أرضنا".