سحور اللجان في الفوعة وكفريا صد الهجمات الارهابية 

الأحد ١٠ يونيو ٢٠١٨ - ٠٩:٣٥ بتوقيت غرينتش

رغم الحصار منذ سنوات لجان حامية الفوعة وكفريا يحيون ليالي شهر رمضان بالدفاع عن البلدتين

العالم - مقالات وتحليلات

عاد الهدوء من جديد الى محاور الاشتباك في محيط بلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين بريف ادلب الشمالي بعد ان صدت اللجان الشعبية المدافعة عن البلدتين، محاولة تسلل لمسلحي "جبهة النصرة" والفصائل المرتبطة بها الى عدة نقاط تابعة للجانة الشعبية على اطراف البلدتين، الهجوم بدأ من المحور الشرقي من جهة مزارع الصواغية وتل الخربة، باتجاه نقاط اللجان في تلك المنطقة، استخدمت فيه المجموعات المسلحة القذائف الصاروخية والرشاشات الثقيلة، ترافق ذلك مع  تسلل بعض المسلحين الى اطراف احد النقاط الدفاعية، وعملوا على قطع خطوط الامداد عن تلك النقطة، الا ان اللجان المادفعة عن البلدتين نفذت هجوماً معاكسا استطاعت من خلاله اجبار المسلحين على الانسحاب، واعطاب رشاش من عيار 23 وقتل وجرح عدد منهم بالتزامن مع ذلك شنت جبهة النصرة هجوما على المحور الغربي للبلدتين من جهة رام حمدان وبروما للتغطية على انسحاب المجموعات التي فشلت في هجومها من الجهة الشرقية للبلدتين واوقعت اللجان المادفعة عن الفوعة وكفريا في صفوفهم خسائر بالعتاد والأرواح.

بالطبع هذه النقاطة وحتى محاور الاشتباك هي ذاتها التي تحاول المجموعات المسلحة الهجوم منها باتجاه النقاط الدفاعية في محيط البلدتين، في محاولة دائما لقطع طريق الامداد الواصل بين كفريا والفوعة اولا، واختراق عمق المنطقة المحاصرة داخل البلدتين ثانياً، وتشتيت جهد اللجان المدافعة عن البلدتين. 

وعلى وقع اخفاقات جبهة النصرة في محيط الفوعة وكفريا، يظهر الالتزام التام من قبل عناصر اللجان المدافعة عن البلدتين،  بالاساليب التكتيكية التي يضعها القادة في حالات الدفاع عن النقاط والحواجز في محيط البلدتين، والاعتماد على الدفاع المشترك المتقاطع بالنيران،  بين جميع النقاط امنتشرة في محيط البلدتين، ما يضعف اي محاولة تسلل او خرق، وهذا الالتزام من قبل المجاهدين يعكس نتائج ايجابية، وقدرة متواصلة على التكيف مع ظروف المعركة، واستخدام اساليب قتالية مرنة تتوافقة طبيعة الجغرافية والحركة والنار .

 

الهجمات العنيفة والكبرى باتجاه البلدتين منذ 16/7/2015 واُتبعت بأكثر من هجوم بقيادة ما يسمى بـ“جيش الفتح “ المرتبط بالقاعدة وجبهة النصرة، لكن جميع تلك الهجمات باءت بالفشل، وتكبّد المهاجمون مئات القتلى والجرحى بالرغم من استخدامهم المفخخات و”الانغماسيين” والقصف بمختلف انواع القذائف والصواريخ الثقيلة المحلية الصنع او تلك التي توردها الدول الداعمة لهم.

ولعل أبرز وأهم المعارك التي خاضتها البلدتان، تلك التي امتدت من شهر تموز عام 2015 حتى ايلول من العام نفسه، اذ شنّ المسلحون خلال هذه الفترة 9 هجومات على منطقة “الصواغية” و”دير الزغب” وبلدة الفوعة، وكان أعنف تلك  الهجومات الذي وقع في 18/9/2015 وكانت نتيجته تراجع خط الدفاع الجنوبي لمدينة الفوعة إلى الخلف.

تجدر الاشارة الى ان اهالي البلدتين يعانون فضلا عن القصف والقنص اليومي حصارا خانقا من قبل ارهابيي جبهة النصرة والفصائل المرتبطة بها في ظل صمت مطبق من قبل المجتمع الدولي ومنظمات الأمم المتحدة.

حسين مرتضى

BASL-2