ماذا وراء وصول قوات إيطالية شرق سوريا.. ماذا تريد واشنطن؟

ماذا وراء وصول قوات إيطالية شرق سوريا.. ماذا تريد واشنطن؟
الخميس ١٤ يونيو ٢٠١٨ - ٠٩:٥٥ بتوقيت غرينتش

يشهد الشرق السوري وتحديدا المناطق التي تسيطر عليها ما تسمى بـ"قوات سوريا الديمقراطية (قسد)" والمدعومة أمريكيا، وصول قوات من جنسيات متعددة، آخرها قوات من إيطاليا، بحسب ما كشفت وكالة "الأناضول" التركية.

العالم - سوريا


وفي التفاصيل، أكدت الوكالة التركية أن الجنود الإيطاليين وصلوا، الأسبوع الماضي، إلى مدينة الحسكة، قادمين من العراق، وتوجهوا جنوبا إلى دير الزور، موضحة أن عدد الجنود لا يتجاوز 20 فردا، بينهم مستشارون عسكريون.

ويأتي وصول القوات الإيطالية، بعد الإعلان سابقا عن انتشار لقوات فرنسية في المنطقة، وهو ما أثار تساؤلات حول دلالات هذه الخطوة، لا سيما وأن عدد القوات الإيطالية محدود جدا.

ولدى النظر إلى العدد المحدود لهذه القوات الذي لا يتجاوز 20 عسكريا، أجمع مراقبون على رمزية الخطوة الإيطالية ومحدودية تأثيرها العسكري، ومنهم الكاتب الصحفي التركي عبدالله سليمان أوغلو، الذي أكد  وقوف الولايات المتحدة وراء ذلك.

ورأى أن "أمريكا تريد خلط الأوراق وزيادة أطراف الصراع للتملص من التزاماتها تجاه تركيا، ولتخفيف الضغط عليها من قبل تركيا في ملفات كثيرة".

وبالمقابل، وصف أوغلو الخطوة الإيطالية بأنها "مقدمة لخطوات مماثلة"، مرجحا أن تشهد الأيام القادمة دخول أطراف جديدة في الساحة العسكرية السورية بشكل مباشر، مثل السعودية والإمارات وغيرها.

ولم يذهب الباحث بالشأن السوري أحمد السعيد، بعيدا عن أوغلو، حيث اعتبر أن "الولايات المتحدة تحاول إشراك أكبر عدد ممكن من الدول في الصراع السوري، وذلك قطعا للطريق على الدولة السورية التي لم تخف نواياها باستعادة المناطق الخارجة عن سيطرتها، مدفوعة بدعم غير محدود من موسكو".

وقال السعيد: إن "إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تحاول التهرب من المواجهة مع الدولة السورية التي بدأت تعرب عن نواياها باستعادة كافة المناطق الخارجة عن سيطرتها"، وذلك في إشارة إلى تهديد الرئيس السوري بشار الأسد لقسد بانتزاع المناطق التي تسيطر عليها بالقوة في حال فشل المفاوضات.

وأضاف السعيد، أن "مشاركة أكبر قدر ممكن من القوات الدولية يدخل الطرف الذي يريد التقدم إلى مناطق سيطرة المليشيات الكردية في حسابات معقدة، إذ يتعين عليه قبل التفكير بشن عمليات عسكرية في المنطقة بوجود قوات عسكرية من بلدان عدة، وهو ما يصعب المهمة أمامه".

وتابع، بأن أنظار الدولة السورية متوجهة الآن إلى الشرق السوري الغني بالثروات النفطية والموارد الزراعية والمائية، مستدركا بالقول: "لذلك تحاول واشنطن الهروب للأمام من مواجهة عسكرية ما بين أداتها المحلية قسد والدولة السورية".

وتعليقا على اعتبار أوغلو، أن الخطوة ستليها خطوات مماثلة لقوات عربية، قال السعيد "كل المؤشرات تصب في هذا الوارد، ومن غير المستبعد أن يعلن في القريب عن وصول قوات سعودية أو إماراتية أو مصرية لربما".

يذكر أن قوات فرنسية وصلت، خلال الأشهر الثلاثة الماضية، إلى مناطق سيطرة "ب ي د"، وانتشرت في عدد من النقاط فيها، بالإضافة لمشاركتها القوات الأمريكية وعناصر "ب ي د" في المعارك ضد جماعة "داعش" الوهابية

المصدر: عربي 21