حل عيد الفطر ولم تسقط الحديدة

حل عيد الفطر ولم تسقط الحديدة
السبت ١٦ يونيو ٢٠١٨ - ٠٦:١٤ بتوقيت غرينتش

رغم الوعود التي قطعها صالح عفاش نيابة عن تحالف العدوان السعودي على اليمن بالسيطرة على ميناء الحديدة قبل حلول عيد الفطر المبارك، الا انه ليس فقط لم يتحقق هذا الوعد بل ان اليمنيين يقولون بان الدفاع عن الحديدة بدأ للتو.

العالم - قضية اليوم

انطلق العدوان السعواماراتي على الحديدة منذ اكثر من شهر. وفي الحقيقة ان الامارات والسعودية لم يكونا لوحدهما في هذا العدوان بل ان هناك العديد من الدول العربية واذنابها الى جانب بعض الدول الغربية تقاتل جنبا الى جنب الدول الغازية ضد اليمنيين.

وفي هذا البين ورغم ان اميركا تحاول الايحاء بانها تعارض الهجوم على الحديدة الا انها وفي السر لا تألوا جهدا عن تقديم اي مساعدات استخباراتية وتدريبية للاطراف الغازية.

اليمنيون يعتقدون بان القوات الغازية تستفيد من الدعم اللوجستي الاميركي، واما التصريحات الاميركية بعدم مساعدة الامارات فانها تاتي من منطلق عجزها وليس بسبب رؤيتها ومبادئها.

المسؤولون الفرنسيون الذين تحولت بلادهم اليوم الى جهة محورية واساسية في تطورات اليمن اعلنوا رسميا بان اميركا تعني كل شيء في الامارات. وطبعا لهذا السبب نرى ان زعيم حركة انصار الله السيد عبد الملك الحوثي يصف في كلمة له قبل ايام الهجوم على الحديدة بانه هجوم لمرتزقة غرفة عمليات مشتركة اميركية "اسرائيلية" اماراتية سعودية.

في خضم هذه الاحداث توجه الرئيس اليمني المستقيل والهارب عبد ربه منصور هادي الى مدينة عدن حيث ادعى ان زيارته تأتي للتنسيق بين القوات الغازية، لكن زيارة هادي التي لا تلقى اي ترحيب اماراتي وخلافا لما تروج له وسائل الاعلام الداعمة لعمليات الاحتلال، هي زيارة عادية تاتي في اطار الزيارات السابقة ولا تحمل في طياتها اي جديد.  

في الوقت نفسه نقلت بعض وسائل الاعلام مثل الجزيرة بان الامارات تركز حاليا على تقديم وجه جديد كبديل لعبد ربه منصور  هادي لحقبة ما بعد احتلال اليمن، الا وهو احمد علي صالح نجل الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح. الا ان هذا التكهن الذي تناقلته وسائل الاعلام القطرية نقلا عن صحيفة اميركية عن الوجه البديل، يواجه بصخرة معارضة مناوئيه في الداخل بين غالبية الاجنحة المتورطة في حرب اليمن بل وحتى داخل حزب المؤتمر الوطني نفسه. 

الاجراءات وردود الافعال على الساحة اليمنية ورغم مضي حوالى ثلاث سنوات ونصف السنة على الحرب في اليمن، تعكس تخبط الجهات الغازية في خصوص اتخاذ القرار بشان مستقبل اليمن- حتى لو افترضنا جدلا بان المهاجمين نجحوا في احتلال هذا البلد- وهذا يعني انه لا زالت هناك شكوك كبيرة تحوم حول تحقيق القوات الغازية لاي نجاح كامل او فرض اي تسوية على المجاهدين اليمنيين. 

ممثل الامم المتحدة في شؤون اليمن يبدا اليوم زيارة الى صنعاء لمتابعة مفاوضات التسوية. وفي مثل هذه الظروف حيث تروج وسائل الاعلام الاماراتية تارة الى انها لا تبعد سوى عدة كيلومترات وفي بعض الاحيان سوى مئات الامتار عن الحديدة، فان الممثل الاممي وطبعا الدول الغازية وحماتها يتصورون بان اليمنيين قد يتراجعون عن الشروط المسبقة التي اعلنوا عنها وانهم سيحضرون رغما عنهم الى طاولة مفاوضات التسوية التي تم اعدادها على مقاسات السعودية والامارات. لكن جميع هذه التطورات تاتي في حين ان اليمنيين اعلنوا صراحة بان قضية الحديدة هي خارج طاولة المفاوضات وان الحرب مع المحتلين بدات للتو في الحديدة .  

هناك اعتقاد سائد بين اليمنيين مفاده بان التقدم الذي احرزته القوات السعواماراتية في الحديدة تم بسبب عدم وجود اي عوائق في سواحل الحديدة نظرا الى عدم تواجد قوات اللجان الثورية في تلك المنطقة، لكن وفي حال وصول الحرب الى قرب المدينة وابتعاد المهاجمين عن الطريق الساحلي المعبد، فعند ذلك ستبدا المواجهة الحقيقية، والنصر في مثل هذه الحالة سيكون من نصيب الشعب الذي يتحلى بالارادة الصلبة في مواجهة العدو المدجج بالسلاح. والصور التي تم تناقلها عن صلاة عيد الفطر المبارك في الحديدة خير شاهد على ما نقول والايام بيننا.

ابورضا صالح

109-2