أوروبا تبتعد عن قيمها و تغلق الأبواب امام المهاجرين!

أوروبا تبتعد عن قيمها و تغلق الأبواب امام المهاجرين!
الأحد ١٧ يونيو ٢٠١٨ - ٠٥:٣١ بتوقيت غرينتش

عالت الأصوات المعارضة في البلدان الأوروبية بوجه المهاجرين الأفارقة والأسيوية الأبرياء الذين يريدون الدخول في القارة العجوزة هرباً من الفقر و الموت، معبرين آلاف الأميال ومدفوعين مدخرات حياتهم للمغامرة في البحر.

العالمأوروبا

ايطاليا تغلق ابوابها أمام المهاجرين..

وفي أخر تصريحات نارية، قال وزير الخارجية الإيطالي إنزو موافيرو ميلانزي إن النهج المتشدد الذي تتبناه الحكومة الإيطالية الجديدة هو السبيل لإقناع شركاء الاتحاد الأوروبي للعمل بـ"طريقة مختلفة" تجاه الهجرة.

وأكد ميلانزي، وهو من التكنوقراط والقاضي السابق بإحدى محاكم الاتحاد الأوروبي في تصريح لصحيفة "كوريير ديلا سيرا" اليومية "هدفنا، إحياء ضمائر حكومات الاتحاد الأوروبي، لدفعها للعمل بطريقة أخرى فيما يتعلق بالهجرة".

وأضاف: "تود إيطاليا أن يقيم الاتحاد الأوروبي مراكز استقبال في دول المنشأ والعبور للمهاجرين، للتعامل مع طلبات اللجوء وإقناع بعض المهاجرين بعدم المضي قُدما إلى أوروبا".

جدير بالذكر أن الحكومة الإيطالية، التي يدعمها حزب رابطة الشمال اليميني، وحزب "حركة خمس نجوم"، أغلقت تماما موانئها أمام قوارب إنقاذ المهاجرين، التي تديرها مؤسسات خيرية.

خلافات أوروبية بشأن الهجرة

وعقب إنقاذ المئات من المهاجرين الأسبوع الماضي، ظهر خلاف بين دول أوروبية بشأن من يتعين عليه استقبالهم،حيث رفضت إيطاليا ومالطا استقبالهم.

الغارديان: الهجرة "قضية وجود" بالنسبة الاتحاد الأوروبي

في سياق متصل، نشرت صحيفة الغارديان مقالا حول رفض إيطاليا استقبال سفينة الإنقاذ المهاجرين غير شرعيين.

ويقول كاتب المقال، إن "رفض وزير الداخلية الإيطالي، هذا الأسبوع استقبال بلاده لسفينة الإنقاذ أكواريوس وعلى متنها 629 مهاجرا دليل على أن أكبر صدام مع الاتحاد الأوروبي لن يكون بشأن العملة الموحدة وإنما عن الهجرة.

ويذكر أن وزير الداخلية الإيطالي تعهد في الحملة الانتخابية بترحيل 500 ألف مهاجر يعيشون في إيطاليا بطريقة غير شرعية، كما قالت روما بإنها لن تسمح بأن تصبح إيطاليا "مركزا للاجئين في أوروبا".

اصوات المعارضة للمهاجرين في ألمانيا

ذكرت وسائل إعلام ألمانية أن وزير الداخلية في البلاد، هورست سيهوفر، أعلن أنه لم يعد يستطيع العمل مع رئيسة الحكومة المستشارة أنغيلا ميركل، بسبب سياستها المتهاونة في مجال الهجرة.

وذكرت صحيفة Welt am Sonntag أن الوزير سيهوفر الذي يتزعم، حزب "الاتحاد الاجتماعي المسيحي" (CSU) الحليف الرئيس لحزب ميركل "الاتحاد الديمقراطي المسيحي" (CDU) أبلغ  كل الأصدقاء المشتركين أنه لم يعد قادراً على العمل مع أنغيلا ميركل.

والسبب في كل هذه الخلافات هو سياسة الهجرة المتهاونة التي تتبعها المستشارة الاتحادية، فبينما يطالب سيهوفر بأن لا يسمح حرس الحدود الألمان للاجئين، المسجلين بالفعل في أي دولة من دول الاتحاد الأوروبي، بدخول ألمانيا، ترد ميركل بالقول إنها تعتقد أن هذا يتناقض مع المعايير الأوروبية لمنح اللجوء.

الهجرة تهدد القارة العجوزة

من جانبها حذرت المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، من أن عدم توصل دول الاتحاد الأوروبي إلى اتفاق بشأن التعامل مع الهجرة يهدد أسس الاتحاد ووجوده.

ويبدو أن تصاعد كراهية الأجانب في أوروبا ووصول الأحزاب المعادية للهجرة إلى الحكومة أو ارتفاع أسهمها في سبر الآراء في دول مثل إيطاليا والمجر وألمانيا بولندا والنمسا والسويد جعل موضوع الهجرة قضية وجودية في الاتحاد الأوروبي.

والدول الأعضاء منقسمة بشأن تحمل حصص من المهاجرين قررتها بروكسل بهدف مواجهة أزمة الهجرة. فالدول الغنية مثل فرنسا وهولندا وألمانيا تقول إنها استقبلت ما يكفي من المهاجرين أما دول أوروبا الشرقية مثل المجر وبولندا فترفض فكرة الحصص من الأساس.

بناءاً علي ماذكر ورغم الدعايات الأوروبية بشان "المعايير والقيم الإنسانية" فانه لا مستقبل للمهاجرين في أوروبا ويبدو في قريب العاجل ان تغلق أوروبا كل أبوابها و حدودها علي المهاجرين الذين فرو من بلدانهم بسبب الفقر و الدمار اللذان هما بالأساس من خلفيات استعمار وسياسات الجديدة والقديمة للبلدان الغربية.    
 

محمد حسن القوجاني - قناه العالم