الحرب النفسية، اخر اسلحة تحالف العدوان العربي الغربي باليمن

الحرب النفسية، اخر اسلحة تحالف العدوان العربي الغربي باليمن
الخميس ٢١ يونيو ٢٠١٨ - ٠٨:١٣ بتوقيت غرينتش

خلافا لمزاعم الامارات ، السعودية ووسائل الاعلام العربية الغربية المنتمية لها، فانه لا زال مطار الحديدة وجزء كبير من الساحل الغربي يخضعان لسيطرة القوات اليمنية.

العالم - قضية اليوم

حرب الحديدة، تعد حالة فريدة ومن اكثر الحروب تعقيدا في تاريخ الحروب المعاصرة. بمنأى عن عدم التكافؤ العسكري بين اليمنيين والقوات العربية- الغربية المشاركة في العدوان واطالة فترة هذه الحرب بشكل غير معقول، فان ما يميزها عن مثيلاتها في العالم هو حجم القوات والمعدات الحربية المشاركة والمستخدمة فيها.

امريكا وبريطانيا وفرنسا والكيان الصهيوني من خلال تقديم المساعدات الاستخباراتية والتدريبية والمعدات ومصر والبحرين والسودان وبعض الدول الافريقية الاخرى تشارك الى جانب القوات السعواماراتية تشكل قوات القوات المعادية على اليمن.

اضف الى تلك القوات الخونة الداخليين بمخلف اشكالهم وانتماءاتهم من الشماليين والجنوبيين والسلفيين والعلمانيين والاصلاحيين وانصار المؤتمر الوطني وبالتالي المشايخ والشخصيات الذين باعو انفسهم وكرامتم الى الاماراتيين والسعوديين بثمن بخس. وفي الحقيقة باعتبارهم مرتزقة السعودية والامارات وبصفة الطابور الخامس فانهم يعقدون الامر على المجاهدين اليمنيين في اليمن.

وفي خضم هذه الاحداث ووفق مخطط مدروس تمت احالة الاجراءات القانونية والسياسية على الصعيدين الاقليمي والدولي الى منظمات مهترئة وخاوية مثل الجامعة العربية ومجلس التعاون المتازم اساسا. اما مهمة تاليب الاجواء واثارة الحرب النفسية بهدف تخريب المقاومة وبث الياس في نفوس الناس فقد انيطت الى مئات القنوات الفضائية والمواقع الخبرية ومواقع التواصل الاجتماعي الناشطة على الانترنيت.  

ورغم ان عمليات الاستيلاء على الحديدة كما يبدو بدات قبل شهر باشراف مباشر واهتمام خاص من قبل الامارات، الا ان الحقيقة هي ان مخطط الاستيلاء على الحديدة كان يشكل احد اهم هواجس الامارات والسعودية منذ الايام الاولى لاندلاع العدوان، حيثت يعتقد السعوديون والاماراتيون بان تحقيق النجاح والنصر في الحديدة هو بمثابة اطلاق رصاصة الرحمة على اليمنيين، لان الاستيلاء على الحديدة يعني اكتمال حملة التطويق البرية والبحرية والجوية على اليمنيين. 

لكن ما نشاهده خلال الايام الاخيرة على صعيد ساحة المعركة يشير الى عجز ائتلاف العدوان في ترجمة احلامه على ارض الواقع، وهو ما حدا به الى بدء حرب نفسية واسعة وشاملة عبر وسائل اعلامه للنيل من عزيمة ومعنويات المقاومة اليمنية.

ومن هذا المنطلق نرى ان وسائل الاعلام العربية والغربية وفي خطوة منسقة قامت يوم الثلاثاء بنشر وبث اخبار عن احتلال مطار الحديدة دون ان تبث اي صور حية تثبت ادعاءاتها، وبالطبع ورغم انهم كانوا يعرفون افضل من اي جهة اخرى بان مزاعمهم كاذبة الا انهم بادروا الى تقديم التهاني لبعضهم بعضا، ولكنهم تركوها يوم الاربعاء وكانها حقيقة واقعة لدى الراي العام.

هذا في حين ان الصور التي نشرها اليمنيون من امام المبنى الرئيس للمطار وتردد الناس بشكل طبيعي امامه اثار تساؤلات كثيرة حول البروباغاندا العربية الغربية.

التطورات الميدانية التي يشهدها اليمن في هذه الايام تكشف عن ان مصداقية وسائل اعلام دول تحالف العدوان تعرضت الى انتكاسة بموازاة كرامتها، وهذا يعي انه ستكون دول العدوان مرغمة في المستقبل على تنوير الراي العام بشان عدم فاعليتها في الحرب امام شعب بلا سلاح ، بل والبحث عن تبريرات للهروب من مهلكة عدم رعاية المبادئ الاساسية للكلام الصحيح والدقيق والشفاق على الصعيد الاعلامي. وفي هذا المجال الجديد فان ايران والصواريخ الايرانية لا تعد ذريعة مقنعة للهروب من حقائق الميدان.

 ابورضا صالح

109-2
 

كلمات دليلية :