بعد 8 سنوات من الازمة السورية... هذا هو حال لاجئي سوريا!

بعد 8 سنوات من الازمة السورية... هذا هو حال لاجئي سوريا!
الجمعة ٢٢ يونيو ٢٠١٨ - ٠٦:٣٩ بتوقيت غرينتش

في الوقت الذي احتفل العالم باليوم العالمي للاجئين، الأربعاء الماضي، الموافق 20 يونيو، بهدف إذكاء الوعي العام بشأن معانات اللاجئين واحتياجاتهم وزيادة الوعي العالمي العام بها  تتردد الان قضية اللاجئين السوريين في العديد من اروقة دول المستضيفة لهم مثل تركيا ولبنان والاردن... فماذا استجد الان؟.

العالم - سوريا

أعلنت منظمة الأمم المتحدة أن عدد اللاجئين والنازحين في العالم قفز إلى 68.5 مليون شخص العام الماضي، مسجلاً بذلك ارتفاعاً جديداً للعام الخامس على التوالي. وارتفع العدد بنسبة 4.6% في عام 2017 مقارنة بالعام السابق له.

وكشفت الأمم المتحدة، في وقت سابق، أن أكثر من 920 ألف شخص نزحوا في سوريا في الأشهر الأربعة الأولى من عام 2018، وهو ما يشكل رقما قياسيا منذ بدء النزاع قبل 7 أعوام.

ازمة اللاجئين تدفع ميركل لزيارة شرق الاوسطية:

تقوم المستشارة الالمانية انغيلا ميركل بجولة شرق أوسطية في وقت تشهد ألمانيا خلافا داخليا حادا بشأن الهجرة ما تسبب في توترات بين الائتلاف الحاكم؛ إذ يطالب حزب الاتحاد المسيحي الاشتراكي البافاري بعودة بعض المهاجرين إلى الحدود الألمانية ومنح المستشارة مهلة أسبوعين للتوصل لاتفاق مع الشركاء الأوروبيين. ويهدد وزير الداخلية هورست سيهوفر، زعيم الحزب، بالمضي قدما بشكل أحادي في خططه حال لم تستجب ما يشكل تهديدا محتملا للائتلاف الحاكم.

كما سيلتقي قادة مجموعة من بلدان الاتحاد الأوروبي بزعامة ألمانيا وفرنسا، الأحد القادم لصياغة حلول ممكنة لقضية الهجرة غير الشرعية.

اللاجئون السوريون في الاردن

في زيارتها للأردن، تعهدت ميركل بتقديم قرض بقيمة 100 مليون دولار بالإضافة إلى مساعدة ثنائية. والسبب ان عدد اللاجئين في الاردن قدر بـ 751,265 لاجئا مسجلين رسميا بسجلات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، يشكل السوريون 88.7 % منهم.

وفي وقت يشكل به اللاجئون السوريون غالبية مجتمع اللاجئين في المملكة، قالت المفوضية إن نحو 86 % من اللاجئين في الأردن هم دون خط الفقر ومع دخول الأزمة السورية عامها الثامن ومتطلبات التمويل الدولية التي لم تتم تلبيتها لهذه اللحظة، أصبح الاردن يحتاج الى حلول بعيدة المدى . خاصة ان المفوضية كانت قد حذرت الشهر الماضي من إيقاف برامج ضرورية مقدمة لهم في دول الجوار، جراء النقص الشديد لتمويل المانحين الدوليين للخطة الاقليمية للاجئين.

تأتي زيارة المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل للأردن وبعدها لبنان في سياق دقيق تجتاز فيه المنطقة تحولات جذرية لا تملك برلين كل مفاتيحها. فالأردن يعاني أزمة اقتصادية حادة، زاد من تفاقمها خلال السنوات الماضية تدفق غير مسبوق لللاجئين من الجارة السورية، بسبب الحرب الأهلية الدامية. أضف إلى ذلك انقطاع امدادات الغاز المصري وإغلاق حدود الأردن مع سوريا والعراق بعد سيطرة تنظيم "داعش" على مناطق واسعة فيهما.

عنوان زيارة ميركل يقوم على دعم استقرار الأردن، لأن ترك هذا البلد يواجه لوحده معضلة اللاجئين، قد يؤدي لانهياره مع ما كل لذلك من تداعيات غير محسوبة العواقب ليس فقط على المنطقة وحدها، ولكن أيضا على أوروبا وبالتحديد ألمانيا

وفي هذا السياق اكد وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي  أن الأردن تجاوز طاقته الاستيعابية وحذر من تبعات تراجع الدعم الدولي لمنظمات الأمم المتحدة التي تقدم الدعم للاجئين وللدول المستضيفة.

اللاجئون في لبنان

بعد الاردن توجهت المستشارة الالمانية الى لبنان الذي يستضيف هو ايضا لاجئين سوريين ويشهد ازمة اقتصادية شديدة مما اجبرته على الدعوة  اللاجئين الى العودة الطواعية الى سوريا.

واعلن الرئيس اللبناني، ميشال عون، أن حجم خسائر لبنان بسبب تدفق النازحين السوريين إلى البلاد بلغ 9 مليارات و776 مليون دولار، معتقدا ان عودة النازحين السوريين إلى بلادهم لا يمكن أن تنتظر الحل السياسي للأزمة في بلدهم والذي قد يتطلب وقتا، وإمكانات لبنان لم تعد تسمح ببقائهم على أرضه إلى أجل غير محدد، نظرا لما سببه ذلك من تداعيات سلبية على مختلف الصعد لا سيما الوضع الاقتصادي.

واكد "هناك فرق بين عودة النازحين والحل السياسي، بلدنا يرى أن هذه العودة باتت ممكنة على مراحل إلى المناطق التي باتت آمنة ومستقرة في سوريا، وهي تتجاوز بمساحتها خمس مرات مساحة لبنان، ومعظم النازحين في لبنان من هذه المناطق التي أصبحت آمنة"

واتهم بيان لوزارة الخارجية اللبنانية الأسبوع الماضي المفوضية بتخويف اللاجئين لثنيهم عن العودة، ووجه وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية جبران باسيل انتقادات لاذعة للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بسبب قضية النازحين السوريين في لبنان.

وأضاف: "لا نقبل بعودة النازحين إن لم تكن آمنة أو أن يحصل شيء لأحدهم. لقد راسلت (وزير الخارجية السوري) وليد المعلم بموضوع حقوقكم بالملكية والتجنيد الإلزامي، فأكد لي في كتابه أنه مع العودة الآمنة والكريمة والمصالحة".

 

تغيير سياسة تركيا

رغم ان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان من داعمي استقبال بلاده للاجئين السوريين الا ان سهام المعارضة دائما ما كانت تستهدفه وتقول ان التدخل التركي في الشؤون السورية هو الذي اجج الازمة هناك وان تركيا لاتستطيع تحمل تداعيات هذه الازمة التي هي نتيجة لطموح شخصي لاردوغان في المقابل كان اردوغان يصر على موقفه  الا ان الوضع الاقتصادي التركي في الحال الحاضر اجبر اردوغان على تغيير سياسته خاصة ان البلاد على اعتاب انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة لدرجة ان فاجأ الرئيس التركي اللاجئين وقال إنه يهدف إلى ضمان عودة "جميع الضيوف السوريين إلى ديارهم"، بعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بتركيا.

وطمأن "أردوغان" جمهوره بأن المزيد من السوريين سيعودون إلى بلادهم عند الانتهاء من "تطهير عفرين"، والانتقال إلى المراحل الأخرى للاتفاقية (منبج ومحيطها)، وفق صفقة عقدتها أنقرة مع الولايات المتحدة مؤخرا.

بعد مرور هذه السنوات من الازمة السورية وتداعياتها التي تسببت في تشريد السوريين في بلاد العالم الغريب ان الدول التي ساهمت بشكل كبير في ايجادها لايسمع صوتهم احد...وكان من تشرد واستشهد وجرح لم يكن مثلهم من بني البشر.

102-10